كلام الناس
لأول مرة أشعر بأحاسيس متناقضة وأنا أغادر السودان للعودة إلى أستراليا عن طريق الإمارات العربية المتحدة التي وصلناها بحمدالله وتوفيقه فجر اليوم السبت الثامن من مارس.
ذكرت من قبل كيف ان النصائح لم تنقطع منذ أن أعلنت عن نيتي للسفر للسودان في ظروف جائحة كوفيد 19 التي حيرت العالم أجمع، لكني توكلت على الرحمن الرحيم اللطيف بعباده وحققت رغبتي.
نعم أثرت الإجراءات الصحية وظروف أخرى تتعلق بالأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية والخدمية في السودان التي مازالت تعاني من مخلفات النظام المباد، لكنني إستمتعت بلقاء بناتي وأولادي وحفيداتي وأحفادى والاهل والأصدقاء خاصة لمة العائلة في البيت الكبير بالفيحاء شرق النيل.
من محاسن الصدف ان مغادرتي للسودان صادف يوم أمس الجمعة يوم اللمة العائلية الحميمة حيث نحرص في كل الظروف على اللقاء العائلي و اسمتعنا باللمة الحميمية خاصة بين الشباب والصغار الذين يجدوا فرصة للترويح مع بعضهم في الحوش الفسيح، متجاوزين حالة التباعد الجسماني مع الإحتفاظ بكل إجراءات السلامة الصحية.
هكذا تحول لقاء العائلة الأسبوعي إلى حفل وداع إستمر من البيت حتى أوصلونا لمطار الخرطوم الدولي .. نسأل الله أن يلطف بهم وبنا وبكل عباده وأن يجمعنا مرة أخرى في سودان الغد الذي مازلنا نعمل على تحقيقه رغم ظروف البعد الزماني والمكاني التي لم تبعدني وجدانياً وفكرياً عن هموم السودان واهله الطيبين.
للأسف لا أملك سوى سلاح الكلمة التي أحرص بعون الله وتوفيقه على توظيفها لخدمة أهل السودان حتى تتحقق تطلعاتهم المستحقة في السلام العادل الشامل والإصلاح الإقتصادي والقانوني والعدلي لدفع إستحقات بسط العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين، وتتحقق الحياة الحرة الكريمة لهم. وإن شاء الله ما اخر وداع