بشير عباس: مقطوعة من الحان الزمن الجميل .. حوار صحفي أجراه معه حسن الجزولي

 


 

 

 

 

(في عوالم الموسيقى والأوركسترا الفنية، نجد فيها ومنذ ظهور الغناء والموسيقى السودانية العديد من الموسيقيين السودانيين والذين نظن أن من أبرزهم كل من محمدية ، محمد عبد الله عربي، عبد الفتاح الله جابو، خميس مقدم، عبد اللطيف ود الحاوي، برعي دفع الله ، كمال يوسف، هؤلاء كأمثلة فقط وليس حصراً، وضمنهم برز أيضاً مبدعنا، وهكذا ومنذ عام 1959 خلال انضمامه للأوركسترا الفنية التابعة لإذاعة أم درمان وحتى اليوم الماثل، ظل يرفد المكتبة الغنائية السودانية بعشرات الألحان والمؤلفات الموسيقية التي ساهمت في ترقية الحس الموسيقي لدى المستمع السوداني، وهكذا ظل يبدع ويبدع ويبدع ،، حتى ظل يتوهج إبداعاً ،، فأصبح رقماً في سماء اللحن السوداني ،، وهكذا أضحى الموسيقار بشير عباس ولوحده مقطوعة من الحان الزمن الجميل ،، نلتقيه في هذه السانحة بمنزله الجميل ووسط دفء أسرته في مدينته الآخاذة سانت كاثرين بمنطقة أونتاريو بكندا لنقضي معه وقتاً طيباً نقلب فيه معه بعض من أوراقه ودفاتره وكذا ذكرياته ،، وهكذا أيها القارئ العزيز تابعنا مشواراً فنياً باذخاً قاسمنا فيه الصديق دكتور مصطفى مدثر مع مبدع منحنا لقائنا به دفئاً في مدينة تحيطنا فيها ثلوجها وبلدا يحاصرنا فيها صقيعها!).
+ أهلاً أستاذنا العزيز بشير عباس.
= أنا سعيد بحضورك أستاذ حسن ومقدر لتكبدك مشاق السفر ومعاك قريبك د. مصطفى مدثر عشان تلاقوني هنا في كندا، يعني مش في السودان أو حتة قريبة، مرحب بيكم.
+ أفتكر أنسب مدخل وبداية بتكون ولادتك ونشأتك ،، حدثنا عنهم؟.
= ولدت في 5 شهر أغسطس عام 1941 في حلفاية الملوك، والولادة زاتا فيها حكاية طريفة جداً، أنا لحدي سن متأخرة جداً حتى ما عرفت إنو إتولدت متين.
+كيف؟.
= والدي كان صراف في كادوقلي، فوصل العاصمة عشان يحضر ولادتي، قام رسل برقية لدكتور أنس أول سفير للسودان في أمريكا، كان صديق ليهو جداً، قال ليهو رزقنا بولد، وطبعاً كان فرحان إنو رزق بولد لأنو أنا اتولدت بعد شقيقتين والوالد كان بتمنى ينجب ولد، فأنا ما عارف، هل الموظف بتاع البستة نسى يكتب في البرقية سنة الولادة أم إنو الوالد هو النسى!، المهم كان معروف أنا اتولدت متين وفي ياتو شهر، لكين السنة كان فيها مشكلة، والدتي قالت لي إنت يومك الاتولدت فيهو كان تخريج عمك حسن بشير نصر من كلية البراءة.
+ كلية البراءة؟.
= أيوة كلية البراءة ،، الزمن داك كان اسمها البراءة ،، مافي حاجة اسمها الكلية الحربية. المهم هل تصدق إنو لحدي ما عمري أصبح زي كم وأربعين سنة ما كنت عارف بالضبط سنة ولادتي، لحدي ما قابلت الأميرلاي الزين حسن الطيب وهو من أعظم الضباط السودانيين رحمة الله عليهو، قمت سألتو عن السنة اللي إتخرج فيها عمنا حسن بشير، قال لي عمك اتخرج سنة 1938. فأنا قدمت سن ولادتي عشان تتوافق مع سن معاشي!.
+ وده السبب القال ليك فيهو صاحبك الصحفي معاوية يس "يا حنبور إنت ماكلنا سنتين"؟.
= "ضاحكاً" أيوة فعلاً زي ما وضحت ليك أنا أكلتهم في سنتين.
+ "حنبور" معناتا شنو؟.
= "ضاحكاً" حنبور ده كان لقب لواحد عندنا في الحلفاية وسمتو ليهو خالتو ،، زي اسم دلع وكده، فاللقب انتشر عندنا في الحلفاية بشكل واسع وبقينا في شلة الأصحاب بنقولو لبعض.
+ طيب ،، يعني الأميرلاي الزين حسن هو الوراك إتولدت متين ،، مش؟.
= أيوة صاح، وبتزكرو لمن جا يزورني في المستشفى وطبعاً كان راجل حلو الحديث وحاضر البديهة قال لي وهو بسلم علي "الوداك تعمل حلقات عن حياتك مع عمر الجزلي شنو!، لأنو بقت في إشاعة حول برنامج "أسماء في حياتنا" كدعابة أطلقا السودانيين، وبتزكر بعد سنتين من لقائي بالأميرلاي، توفى إلى رحمة مولاه وأنا هنا بكندا.
+ بس مش غريب يا أستاذ بشير إنو اسمك ما يتعرف كل الوكت ده مع إنك إتولدت في منطقة حضرية زي حلفاية الملوك؟.
= والله لأنو الزمن داك كتير من الأسر ما كانت بتهتم بجوانب زي دي، يعني أعياد ميلاد ويسجلو تاريخ ميلادك بشكل رسمي وكده.
+ يالله كلمنا عن ارتباطك بحلفاية الملوك؟.
= الحلفاية مسقط رأسي وبلد أهلي وجدودي، أنحنا بننتمي لجد واحد وحبوبة واحدة وجذورنا شايقية وعبداللاب وجدنا الكبير هو المك شاويش. وتقريباً معظم الأسرة تعشق الموسيقى.
+ وهل ده سبب محبتك للموسيقى؟.
= أيوة ،، وهل تصدق إنو في الأعراس عندنا ما كنا بنجيب فنانين من برة الحلفاية، كانوا مننا وفينا، ولمن تنتهي الحفلة كانوا بقدموا كل بت لخشم بابا بالآلات الموسيقية!.
+ ،،،،،،!
= أيوة، وبرضو بعد ده كلو كان عندي ابن عمي اسمو مامون عثمان بشير، كان عازف كمنجة مقتدر، وكان أول واحد في الأسرة ينضم لأوركسترا الاذاعة ويصبح عازف فيها، كان أكبر أحفاد جدنا المك وكان محبوب جداً في الوسط الفني وأخو أخوان، كان بسكن في عبد الله خليل بأم درمان جنب محطة مكي، وفي نفس الوكت كان الخواض بسكن جار ليهو وده برضو واحد من أعظم العازفين في الاذاعة االسودانية، والجار التاني كان سيد خليفة، كان كل جمعة الفنانين بجتمعو في بيتو غدا ومقيل وسهر، كان مشهور بتسمية الفنانين.
+ سمى زي منو من الفنانين؟.
=كان بقول لعثمان حسين الفراش الحائر، والتاج مصطفى الملهمة، ولعلاء الدين حمزة رئيس الفرقة الموسيقية في الاذاعة مسميهو الجنكيز وعلي ميرغني العازف والملحن كان بداعبو باسم كديس الزبادي، وبقول لبدر التهامي بقيرتي ،، وكانوا بحبوهو جداً رحمة الله عليهم كلهم!.
+ ،،،،،،!
= الوكت داك أنا كنت بحضر معاهم، عمري زي 19 20 سنة، المهم كنت يادوبك بتعلم في العزف على العود، وكان التعاطف معاي كبير جداً نسبة لأنو مامون ابن عمي كان بهتم بي خالص، فكانو بمثابة مربين لي فنياً، خاصة بالنسبة للشاعر محمد عوض الكريم القرشي وعثمان الشفيع.
+ يبدو إنو والدك عليهو الرحمة برضو كان بحب المزيكا بشكل أو آخر، لأنو حصل أهدى ليك صفارة أبنوس لمن نجحت للمدرسة المتوسطة، خلافاً لهدايا الآباء البقدمو الساعة والدراجة ،، فليه الصفارة تحديداً؟.
= دي مناسبة عشان أحيي أهلنا في الرصيرص والدمازين، أنا قضيت معظم طفولتي في الرصيرص، الوالد بالفعل كان بهتم بالموسيقى والغناء، وأذكر إنو برضو كان بهتم بالكشافة وكان كشاف ومنتمي ليها، في الكشافة كان فيها عضو مشهور هو الرشيد جابر عليه الرحمة وكان مشهور في الرصيرص بعزفه للصفارة، ويبدو أن الوالد لمس شغفي وإعجابي بالرشيد وصفارته، أها لمن جات الامتحانات الوالد قال لي لو نجحت عندي ليك هدية سمحة، بس ما قال لي هي شنو، ففوجئت بيهو يقدم لي صفارة الأبنوس لمن قبلوني في مدرسة مدني الأهلية مدني، وده بيأكد إنو الوالد هو أول من فطن لموهبتي الموسيقية ونماها فيني عن طريق الهدية دي، حتى ناس عبد الله عربي والعازفين الكبار أكدوا لي إنو بداياتهم برضو كانت بالصفارة وفي زمن طفولتنا وصبانا كانت موضة وسط تجمعاتنا ونحن صغار.
+ طيب في أسرتكم بالحلفاية في ارتباط وجداني بالموسيقى، بنجد عمك اللواء حسن بشير مرتبط بالمزيكة وبرضو عمك صالح محمد صالح المك هل دي برضها نمت فيكم جذور العلاقة مع الموسيقى!.
= فعلاً ملاحظة صحيحة وأوريك الحكاية دي ليه؟، من ما كنا صغار زي أربعة خمسة سنين كنا بنمشي السراية مسكن أعمامي، وكان عمنا صالح بمتلك مجموعة كبيرة جداً من الآلات الموسيقية ،، كانت عبارة عن متحف، وأنحنا كنا بنجي نتفرج في المتحف ده وطفولتنا ارتبطت بالآلات دي ،، ألات نحاسية ، نفخ وطبول وقرب أسكتلندية وصفارات وطبول، دي فعلاً بالنسبة لينا من الحاجات المدهشة الشكلت وجدانا ونحنا صغار.
+ ،،،،،،،!.
= لدرجة مثلاً أول أمرأة مش في السودان بل إحتمال في الوطن العربي وأفريقيا كمان تعزف آلة موسيقية، كانت بت عمي آمنة نصر بشير وده أكبر أشقاء والدي.
+ يعني مش أسماء البشير؟.
= أي زول كان بتخيل إنها أسماء بت عمي ولكن الحقيقة هي آمنة نصر بشير. أسماء ظهرت بعد داك كملحنة وهي تقريباً برضو تعد أول أمرأة تجيد التلحين في المنطقة، المهم الحلفاية كان ليها باع طويل في الفن وسبقت بقية مناطق السودان في الجانب ده وتم تقديم أسماء في لبنان بالصفة دي، ده كلو تأثير الأسرة الفنية في الحلفاية.
+ هل تأثير آمنة وأسماء هو اللي دفعك للاهتمام بالمرأة الموسيقية ،، وقدامنا تجربتك مع البلابل كمثال؟.
= لا أبداً لأنو الفارق الزمني والتاريخي بين البلابل وبنات عمي كان كبير، يعني مثلاً عندك الفنانة عشة الفلاتية كانت بتربطا علاقات بعدد من أفراد الأسرة في حلفاية الملوك، يعني مثلاً كانت صديقة لعمتي الشاعرة زينب بشير نصر، ودي اللي الفت أغنية "يجو عايدين"!.
+ ياخ معقول؟!.
= "ضاحكاً" أيوة وفي ناس كتيرين ما عارفين المعلومة دي!.، وكان عندها أشعار تانية كتيرة أغلبا لأخوها حسن بشير نصر.
+ واللحن الأغنية منو؟.
= هي زاتا البتلحن شعرها، كانت شاعرة وملحنة.
+ بمعاصرتك لناس عشة الفلاتية ،، لحنت ليهم يا بشير؟.
= لحنت غنية لعشة الفلاتية، وثنائي النغم.
+ طبعاً بكون أشهر تعاون ليك مع البلابل ،، كم لحن قدمتو ليهن؟.
= كتير زي كم وتلاتين غنية.
+ طيب نقدر نقول إنو ساهمت بشكل أو آخر في تدريج عدد من الفنانات السودانيات، ونتسائل إنو من عصر الفلاتية ومنى الخير لحدي البلابل، ليه ما واصل بشير في مساهماتو الفنية مع عدد من الواعدات الجداد في الساحة الغنائية؟.
+ والله ما في سبب غير إنو انتقلت وعشت لفترة طويلة بعيد عن السودان. مع كده اديت لحن بالمناسبة لانصاف فتحي وناوي أتعاون مع فاطنة عمر وهدى عربي وبرضو عندي لحن خفيف انا ناوي اديهو لندى القلعة.
+ طيب بالنسبة للجيل الحديث بشكل عام ،، منو فيهم اللي لفت نظرك؟.
= تقدر تقول زي فرفور وطه سليمان وعاصم البنا.
+ الملاحظة اللي رصدتها في أسرتكم إنو المرتبطين بالفن عندكم كلهم متأثرين بآلة العود تحديداً، وأصبحوا عوادين، خلافاً لأي آلة موسيقية تانية، آمنة وأسماء وسامي المك وأحمد المك وإنت ،، الحكاية شنو؟
= الحكاية فيها قصة طريفة، كانت أسماء بت عمي حمزة بشير نصر، تتعتع في الكلام وهي صغيرة، وكانت معجبة بالفنان عثمان حسين، ربنا منحها صوت جميل جداً بي صفارة الخشم، فكانت من عاداتها تدندن أحياناً وهي شغالة في حاجة في البيت بألحان عثمان الغنائية وبعد مرات تنطق جملاً صحيحة من أبيات الأغنيات، قام عمي لاحظ ليها ورصد إنها بتصفر، قام حلف عليها إنها تبطل العادة دي، لمن قبضا للمرة التانية وهي بتصفر، قالت ليهو يا أبوي إنت عارفني بتعتع في الكلام والصفارة بي خشمي بتساعدني وتريحني شوية، فاقتنع بي تبريرا، في مرة حكى القصة لصديقو الأميرلاي عبد الرحيم محمد خير شنان، " قاد إنقلاباً مشهوراً فاشلاً ضد الرئيس عبود وحوكم وطرد من الجيش" وكان عندو عود جميل جداً فأصر إنو يهديهو لأسماء عشان يساعدا في النطق بدلاً عن صفارة الخشم، وبالفعل استطاعت أسماء أن تتحول إلى عازفة وملحنة جيدة، والعود دا كل واحد في الأسرة تدرب عليهو العزف.
+ حسع العود ده وين؟.
= موجود وفي حالة جيدة جداً، بتزكر مرة حكيت القصة دي في التلفزيون وتم عرضو للمشاهدين.
+ من أشهر الأعواد اللي اتقدمت ليك كهدايا بنلقى عود حفيدتك نبتة بت دكتورة الحان بتك ،، بتتزكر تاني ياتو أعواد إتقدمت ليك كهدايا؟.
= عود من الرئيس السابق صدام حسين ووصلني عن طريق الراحل مصطفى أبو العزايم مدير الاذاعة الأسبق، ومن الطرايف بتزكر وأنا شايل العود ومارق من الاذاعة قابلني الفنان الراحل صلاح محمد عيسى، ولمن عرف إنو العود الشايلو هدية من صدام قام علق بطريقة ظرفو ودمو الخفيف المعروف عنو ،، فقال لي إنت "صدام" ده أخو "دقش"؟!.
+ عودة لاستخدام صفارة الفم بالنسبة لأسماء البشير بت عمك ،، إنت في عزفك للعود بتلجأ لاستخدام صفارة الفم كموال أو صولو ،، هل هو تمومة لنغمة ناقصة أم بلوغ لأعلى درجات التطريب الجواك؟.
= تقدر تقول هي تكملة وإضافة لنغمة، أول مرة سمعتها عند الكابلي بس الفرق إنو كابلي بيستخدما كعملية تطريبية، وأنا أخدتها كشكل رئيسي في الآداء الموسيقي إلى جانب تطريب للذات مع الآداء.
+ وبمناسبة الأعواد دي معروف عنك إنك ما بتعزف إلا بأعوادك إنت ولاحظت إنك بتميل للعود اللي أهدتو ليك حفيدتك "نبتة" وإسمها منحوت على العود كمان!.
= أيوة صاح وطبعاً ده ارتباط وجداني، أنا حصل عملت ليها مقطوعة اسمها "نبتة حفيدتي" والمقطوعة دي شاركت بيها في مهرجان موسيقي في تونس للاذاعات العربية وكان المشاركون زي 25 دولة وفزنا بالمقطوعة دي وأحرزت الدرجة التانية.
+ عندك نبتة حفيدتي ،، وهاشم صديق عندو مسرحيتو الشهيرة "نبتة حبيبتي" هل توجد أي علاقة أو تأثرات أو أسقاطات في الاسم؟
= والله أبداً ما أعتقد، فقط ربما توارد خواطر.
+ قدمت أعمال موسيقية فخمة باسم الزوجة والأخت والابنة والحفيدة، ومجدت مدن سودانية بتسمية بعض أعمالك الموسيقية بها ( مريدي ، أنزارا، نهر الجور، سنار، حلفاية الملوك ،، الخ) هل ده كان ضمن مشروع مسبق خططت ليهو، ولا جا كده عفو الخاطر متماهياً مع الوحي الابداعي عندك؟.
= القصد هو التخليد، أنا أول مقطوعة عملتها بعنون "أمي" بعدها "نهر الجور" وهو نهر في الجنوب والمقطوعة دي كانت بمناسبة افتتاح خط السكة حديد بالجنوب، و"أحاسيس" ودي كانت بالصفارة بالخشم وكانت تأليف، بعد داك قدمت "آسيا" لزوجتي و"الحان" لبتي و"نبتة" لحفيدتي، وبعدينك "أيام في أنزارا".
+ مقطوعة الحان فيها نظم شعري!
= أيوة لأنو مرة وردي الله يرحمو كان مقيل معاي في البيت، فقمت سمعتو مقطوعة ألحان، أُعجب بيها جداً، واقترح علي إدخال كلمات فيها عشان نمسك بيها اللحن، وطوالي مسك العود وبدا يألف في الكلمات "ياترى ،، حجبوك من عيني ليه يا ترى"، فراقت لي الفكرة.
+ المقطوعة دي عملتها لبتك وصديقتنا ألحان، بس الاشارة للكلمات المتعلقة فيها بـ "حجبوك من عيني ليه يا ترى" بتخلي المستمع يتسائل: منو ديل الحجبو الحان بتك عنك؟.
= "ضاحكاً" لا أبداً ،، زي ما وضحت ليك وردي اختار الكلمات عشوائياً بس عشان نمسك بيها اللحن عشان ما يتنسي، وكان ممكن تكون أي كلمات غير دي!. مثلاً عندك في أغنية "مشينا" أنا وضعت اللحن في البداية وعشان ما أنساهو "ختينا ليهو كلمة "مشينا مشينا مشينا" وبعد داك بنينا الكلمات جوه اللحن فظهرت أغنية "مشينا!.
+ ،،،،،،،،،!
= وأفتكر أحسن زول بمسك الألحان بي الكلمات هو جعفر فضل المولى رحمة الله عليهو، راجل كان فنان أي لحن تديهو ليهو كان بملا جواهو كلمات مناسبة ليهو.
+ هل دي نوع مقطوعات معروفة سلفاً وتم تقديما في العزف قبل كده، أم من أشراقاتك وجعفر فضل المولى ووردي؟.
= أبداً ده شكل موجود في التلحين، لأنو الفنان المصري محمد عبد الوهاب عندو تجارب وألحان زي دي، مدخل فيها شطرات من الكلمات مجاراة للحن.
+ يعني نقدر نقول إنو إنت أول من أضاف شغل زي ده في المزيكة السودانية؟.
= تقريباً، وبتزكر إنو برضو استفدت من ريشة فريد الأطرش في عزفو على العود، الجمهور كان بطالبو في بداية حفلاتو إنو يعزف ليهم عزف منفرد، فأنا أدخلت الريشة دي في السلم الخماسي وأصبح العزف سوداني بحت ومستقل وما فيهو استلاف وكان فيهو تطوير.
+ مدرسة العود السودانية زي ما سماها الصحفي معاوية يس ضمتك مع كل من برعي محمد دفع الله ، في رايك ممكن تضم منو برضو من العوادين السودانيين؟
.= والله بصراحة ما شايف، لأنو للأسف وزي ما وضحت كتير، مافي اهتمام بالتأليف الموسيقي، مع إنو عندنا الفرص للتطوير.
+ في عجاب الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب مجد الموسيقى السودانية وقال إنو السبب مش في السلم الخماسي، إنما لأنها متميزة ومختلفة في المنطقة نتيجة للرونق الخاص الفيها حسب ما عبر، رغم كده سألوك في حوار ليك مع قناة البي بي سي عن سبب عدم انتشار الأغنية السودانية، وكان ردك مفحم تجاه السؤال لمن أشرت ليهم إنو عندهم تسجيلات متعددة ليك ولمطربين سودانيين تانين ورغم كده لا يتم بثها، فالقمتهم حجراً زي ما بقولو!.
= نعم محمد عبد الوهاب بيرى إنو موسيقى البلدان العربية التانية متشابهة من ناحية السلم السباعي الفيها، وده البيميز الموسيقى السودانية عنهم بالسلم الخماسي بتاعا.
+ للعواد السوداني صادق شيخ الدين جبريل تجربة في تدريس العود العربي ببلجيكا مع العواد العراقي الأشهر نصير شمة ،، بالنسبة ليك كموسيقار وملحن وعواد ليه ما كان عندك إهتمام زي ده في السودان ، حتى لو في إطار المواد البتدرس في معهد الموسيقى أو حتى في قصر الشباب للهواة؟!.
= بالمناسبة أنا ما بعرف ولا حرف واحد في الموسيقى السودانية، ما بعرف حتى نوتة موسيقية ولا درستها، أنا ربنا وهبني في الموسيقى السودانية ووضعا لي في الموهبة.
+ يعني علمت نفسك بنفسك حتى في العزف على العود؟.
= نعم أنا أصلاً مافي زول علمني العود وممكن لو مسكت العود أقول ليك ده صولو وده كده ودا كدا، لكين تجيب لي نوتة موسيقية، حا أكون زي الزول القدامو لغة صينية!.
+ عشان كده بتفتكر الموهبة حاجة أساسية في تطور الفنان؟.
= نعم أنا بفتكر الموهبة هي أساس نجاح الموسيقار، سوى مطرب أو عازف، ومع احترامي لجهد الأستاذين جبريل وشمة، بس بفتكر المعاهد براها ما ممكن تطلع ليك مبدع ما عندو أصلاً أساس بتاع موهبة!.
+ ،،،،،،!.
= خد عندك العازف الخواض الله يرحمو، ده كان أعظم عازف كمان بالسليقة ساكت، عزف الدوبيت السوداني، يعني لو جابو ليك أعظم موسيقار عالمي وطلبو منو يعزف ليهم دوبيت، ما أظن إنو حا يقدر زي ما قدر الخواض لأنو دا موهبة ساكت، والموهبة كل شئ.
+ خلينا نتكلم في الاطار ده زاتو، يعني إنت وخواض الله يرحمو، ما كان ممكن تقدموا إسهاماتكم للمواهب سواء في كلية الموسيقى أو قصر الشباب بالموهبة المتوفرة في الدارسين بالفهم الشرحتو إنت؟.
= ممكن جداً طبعاً، بس أنا شرحت ليك إنو الدراسة الأكاديمية والشهادات العليا ما أي شئ، فعندنا عدد من بعض الخريجين الموسيقيين وما كلهم طبعاً، ما استطاعوا تقديم أي مؤلفات موسيقية رغم شهاداتهم العليا، مش حاجة غريبة!.
+ بتسمع سميفونيات كلاسيكية عالمية؟.
= بسمع مش كتير ورغم إني بعتبر موسيقيين زي بتهوفن وموزارت مثلاً ما بتكرروا ، لكين أنا بميل للاستماع أكتر لموسيقى الفولك الأمريكية وبسمع كتير زي جيمس براون وستيف ووندرس وحتى مايكل جاكسون وكتير بستفيد منهم في التأليف الموسيقي، إضافة لموسيقى جنوب أمريكا برضو زي البرازيل ومزازيك السلم الخماسي وكدا، وطبعاً الاستماع للموسيقى الشرقية شئ أساسي بالنسبة لي.
+ طيب خلينا نسألك في الاطار ده وبدون تواضع ،، خليفتك منو في عزف العود؟.
= "بعد فترة صمت طالت" والله ياخ ما شايف غير خوجلي عثمان رحمة الله عليهو، ومعاهو أبو عركي البخيت.
+ محمد الأمين كيف؟.
= لا طبعاً محمد الأمين في القمة، وفنان وموسيقار كبير موهوب جداً.
+ غياب محمدية ما بتفتكر إنو خسارة للساحة الفنية في السودان؟.
= يا سلام دي خسارة كبيرة طبعاً ،، دخل قدامي بإسبوعين، الناس عرفوهو بالصولات، ومن تواضعو كان ورغم إنو عارف نفسو متمكن في عزف الكمنجة لكنو كان بتمرن يومياً عليها لمدة ساعتين، وكان معجب جداً ومتأثر بإمكانيات عبد الله عربي، وده بوريك التواضع إلى جانب الموهبة ،، عليهو الرحمة.
+ رغم أنو الأسرة ترتبط بشكل أو آخر بالموسيقى لكين الملاحظة لمن إنت قررت الدخول لمجال الفن ووجهت باعتراض من الأسرة ،، ليه؟.
= لأنو غالبية أولياء أمورنا مرتبطين بالجيش وبالصرامة وكانوا ضباط كبار، وفي تربيتم لينا، ورغم محبتهم للموسيقى والفن، بس كانوا دايرننا نكون في مهن فيها صرامة، إمكن عاوزننا نكون جياشة وضباط كبار زيهم.
+ يقال إنو عمك اللواء حسن بشير نصر ورغم إنو كان ضابط معروفة عنو الصرامة وكان نائب القائد العام للقوات المسلحة في فترة الحكم العسكري الأول والرجل التاني في الدولة بعد عبود، ولكنه كان برضو بيميل للموسيقى والعزف ،، صحي الكلام ده؟.
= أيوة صاح، عمنا حسن بالمناسبة كان برضو عندو صوت رخيم ويجيد العزف بي خشمو ويعزف العود، كان ليهو صداقات وسط العازفين.
+ زي منو مثلاً؟
= زي عبد الفتاح الله جابو وعبد الله عربي وعبد الله كان صراف في الجيش، حكى لينا عربي قال إنو حسن بشير كان بهتم بالموسيقيين ومرة استدعاه في مكتبو وقال ليهو جاتنا بعثات للنمسا وفيها خانة للتدريب على آلة موسيقية لمدة سنة، وقال ليهو أنا إخترتك إنت، ومن الطرائف البحكيها عربي قال إنو قضى السنة كلها في النمسا للتدريب على كيفية إنو يمسك الكمنجة بطريقة صحيحة، يعني سنة كاملة قضاها بس عشان يمسك الكمنجة صاح، عشان كده لو بتلاحظ إنو طريقة عربي في مسك الكمنجة حقتو بتختلف عن بقية كل العازفين التانين!.
+ بمناسبة ناس الله جابو وعربي، إنت متين دخلت الاذاعة وكيف والامتحنوك منو؟.
= بتزكر في الوكت داك كان في مشروع الجزيرة وكان عمنا صالح محمد صالح المك هو محافظ المشروع، فجيت اشتغلت تايبيست في سكة حديد مشروع الجزيرة، قمت قابلت واحد اسمو محمد عثمان عشرية رحمة الله عليهو وكان لاعب كورة مشهور في نادي الاتحاد وكان عندو صوت جميل جداً وكان بغني لأحمد المصطفى وحسن عطية، ومعرفتي بيهو كانت من زمن المدرسة الوسطى، لمن أنا كنت في تانية وسطى كان هو في سنة تالتة، عرفتو في احتفالات الجمعية الأدبية في المدرسة كان بغني وأنا بعزف ليهو، وبقينا نوقع الاغاني سوا في احتفالات السكة حديد، كان المدير العام لسكة حديد الجزيرة اسمو خلوصي ونايبو المهندس اسمو التلب، لمن سمعني بدا يقول لي يا ابني مكانك مش هنا انت لازم تمشي تنضم للاذاعة، وفعلاً بتزكر في شهر سبعة 59سنة ده كان اليوم القبلوني فيهو.
+ المعاينة بتاعت القبول كان فيها منو؟.
= كان فيها برعي محمد دفه الله وعبد الله عربي ومصطفى كامل بتاع القانون وكان في البعثة المصرية، فقالو يخلقو لي وظيفة لانو عاوزني في الاذاعة بعد ما اقتنعو بي، فالوظيفة كانت سكرتير أوركسترا الاذاعة يعني أحضر كل شئ بالنسبة للأوركسترا من ناحية العازفين وأسماء الفنانين العاوزين يسجلو والبروفات وتحضير حفلات المسرح.
+ بعد ما قبلوك في الاذاعة أول الفنانين العزفت وراهم كان منو؟.
= ده كان قبال ما يقبلوني، بتزكر الوالد كان شغل صراف في مركز سنار قمت مشيت اشتغلت موظف في الري بسنار، وبتزكر في سنة 57 وصل عبد العزيز محمد داؤود لسنار، وكان من أعز أصدقاء الوالد، كان عندو حفلة في سينما سنار وجا نزل مع أبوي في البيت، كان معاهو كل العازفين ما عدا برعي محمد دفع الله، وكانت كل الحان عبد العزيز من الحانو. أنا كنت اصبحت متمكن جدا في عزف العود، فعبد العزيز قال لي رايك شنو الليلة تطلع تعزف معاي ، ودي كانت أول مرة أطلع فيها المسرح وأعزف لفنان كبير زي عبد العزيز، وبتزكر أول أغنية عزفتها معاهو اسمها "سمير الروح قلبي حباهو". فعبد العزيز بالحفل ده أتاح لي فرصة كبيرة جداً عشان أدخل مجال الفن والموسيقى من أوسع الأبواب وبالفعل هو رباني واهتم بي فنياً وأنا بعتبرو أبوي عديل في الفن عليهو رحمة الله.
+ العازفين الكانو قدامك منو؟
= عدد كبير زي صالح حسن حسين جاد السيد خلاف ناس الايقاع زي خميس جوهر وخميس مقدم وابراهيم عبد الوهاب ، الحقيقة عدد كبير جدا.
+ برعي محمد دفع الله كان بمثل ليك شنو كعازف لقيتو قدامك؟
= كنت معجب بيهو وبي ألحانو وقدراتو الموسيقية ومؤلفاتو والحانو لأغنيات أبو داءود. برعي ساهم بشكل كبير في اعتراف الدولة بالملحن، ما كان بذكروهو في سيرة الأغنية، بس الفنان وخلاص، لكين بفضل برعي اتوضع الملحن في مكانو اللائق وتم الاعتراف بيهو، بتزكر كان زمان بقدمو الأغاني الجديدة في الاذاعة كل يوم جمعة، فتم الاعلان عن أغنية جديدة للفنان عبد العزيز محمد داؤود من أشعار حسين عثمان منصور والحان برعي محمد دفع الله، ودي كانت أول مرة في تاريخ الاذاعة والغناء والموسيقى السودانية تتم الاشارة لاسم الملحن.
+ طبعاً عاصرت موسى محمد إبراهيم ،، مش؟.
= كيف ياخ، سجل معاي كتير من المقطوعات الموسيقية له الرحمة اتوفى قريب ورحيلو خسارة كبيرة والله.
+ أول لحن قدمتو لي من؟.
= لعبد العزيز محمد داؤود "ما أشوفك في عيني"
+ كلمات منو؟.
= الشاعر عبد الله النجيب. بالمناسبة أنا تقريباً أديت ألحان لغالبية الفنانين لو ما كلهم، ابن البادية، حسن عطية، عبد العزيز المبارك، زيدان إبراهيم، عبد العظيم حركة، أبو داؤودن وأديت كابلي طائر الهوي لشاعرها الحسين الحسن ،، كلهم تقريباً!.
+ كدي إتكلم لينا عن كابلي شوية؟.
= كابلي مرة عمل حاجة عظيمة جدأً، مرة أنا معاهو سمعني أغنية الحسين الحسن "حبيبة عمري" إستلف نغمة عشان يتم بيها اللحن في المزيكا الغليظة أو العالية "ضاحكاً" ،، يعني مش البنوك براها الممكن تستلف منها!.
+ كيف كدي وضح لينا بشكل مبسط لأنو أنحنا ما متبحرين في لغة الموسيقى؟.
= "ضاحكاً" يعني قام نقص الوتر بتاع نمرة خمسة عملو "مي"، اللهي بقت غليظة ،، غليظة بالنسبة للصوت الفيهو قرار، زي ما عند عبد العزيز داؤود مثلاً، أو الرفيع مثلاً زي ما عند محمد حسنين عليهو الرحمة.
+ وده بيعني شنو عندكم كموسيقيين؟.
= ياخي العملو الكابلي ده مش حاجة ساهلة ولو في اهتمام بالتأليف الموسيقي زي ما قلت ليك، كان مفروض ينشر ويدرس في معاهد الموسيقى، باعتبارو أضاف للسلم الخماسي "مي" ودي ما عملية ساهلة زي ما ذكرت ليك.
+ كابلي رجع السودان مؤخراً واحتفت بي عودتو جهات متعددة!.
= بالمناسبة دي عاوز أسر ليك بمعلومة لأول مرة أشير ليها ولتكن سبق فني إكراماً لسعيك وانجازك للحوار ده معاي.
+ كتر خيرك ،، شنو؟.
= أنا الفت قطعة موسيقية سميتا "كابلي" وفكرتي أقدما ضمن مهرجان كبير إقترحتوا وسأقدم اللحن الجديد ده من خلال البرنامج الموسيقي والغنائي.
+ طبعاً ده وفاء كبير بيعبر عن روح ومحبة عندك لزملائك الفنانين في الساحة ،، يا لله من ديل كلهم قول لينا بي صراحة منو الساهم في ترقية حسك الموسيقي وطور من أمكانياتك؟.
= تقدر تقول عبد العزيز محمد داؤود، لأنو أشتغلت معاهو فترة طويلة وقدرنا نفهم بعض.
+ أحسن لحن في نظرك غناهو ليك ياتو؟.
= بلادي يا سنا الفجر.
+ كلمنا عن علاقتك بالفنان أحمد المصطفى كعميد للفن السوداني؟.
= أحمد تعاملت معاهو كتير وبالمناسبة تربطنا بيهو علاقة عائلية وهو فنان الأسرة المفضل في كل مناسباتها.
+ عندك لحن جميل لأغنية "ملحمة إلى شعبي" للشاعر صلاح أحمد إبراهيم، قدمتو لعثمان مصطفى وأداهو معاهو عبد العزيز داؤود وفنانين تانين وده كان في بداياتك وبداياتو ،، كيف نقدر نصنفة ،، أوبريت أم ملحمة أم أغنية وطنية؟.
= تقدر تقول أغنية وطنية ، وأنا عثمان أديتو ألحان كتيرة غير اللحن ده، مثلاً لحن لأغنية "ما بتنشتل"؟.
+ شنو الشفتو في عثمان مصطفى عشان تهتم بيهو يا بشير؟
+ لو في الاسودان في مؤديين بصوت أوبيرالي ،، بكون أول واحد هو عثمان مصطفى بالمناسبة!.
= بتزكر في حوار لي مع محمد وردي سألتو نفس السؤال وكانت إجابتو هي متطابقة مع إجابتك بخصوص الر احل عثمان مصطفى بالمناسبة، وقال ده السبب اللي خلاهو يديهو لحن " والله مشتاقين"!.
+ فعلاً عثمان فنان نادر في صوتو رحمه الله.
= لمن وقع الحادث المؤسف للراحل عثمان الشفيع وتم بتر يده، تقريباً إنت أنقذت مستقبلو الفني لمن بادرت بإنك تكون تعويض لليد المقطوعة اللي كان بعتمد عليها في العزف على العود!.
= أيوة وبتزكر بعد الحادث وعودتو للغناء قدمتو الاذاعة السودانية في برنامج خاص، كنت العازف الأساسي ليهو بالعود، فاندهش المستمعين إنو الطريقة بتاعت غناهو إتغيرت وأصبحت مختلفة من صوتو قبل الحادث، وده كان بسبب مساهمتي في تغيير طريقة الغناء بتاعو ليصبح في طبقة صوتية مريحة أكتر، نتيجة للأثر النفسي المر بيهو الشفيع بعد الحادث واستمر على طبقة صوتو المعروفة، فيما بعد تولى العزف ليهو الفنان الراحل خوجلي عثمان.
+ لحنت ليهو يا بشير؟.
= أبداً والله مع إنو كنت بعزف مع ود القرشي كل الألحان بتاعت أشعارو اللي بقوم بتلحينا وتقديما جاهزة للشفيع، عموماً أنا بفتكر إنهم الاتنين ـ الشفيع وود القرشي ـ من أعظم الثنائيات في الوسط الفني السوداني وقدموا مساهمات ممتازة جداً، عشان كده اقترحنا لناس الأبيض بتسمية شا رع رئيسي هناك باسم ود القرشي، ولناس شندي برضو يهتموا بقيام صرح يناسب الفنان عثمان الشفيع!.
+ أعلنت يا أستاذ بشير تنازلك عن جميع أعمالك لمعهد الموسيقى والمسرح، هل لهذه الدرجة إنت مرتبط وجدانياً بالمؤسسة دي ومخلص ليها؟.
= ياخي إنت الظاهر عليك محضر كويس للحوار ده!، لأنو سؤالك ده فتح لي موضوع في غاية الأهمية.
+ شنو؟.
= أول حاجة أنا بفتكر إنو في تقصير كبير جداً من الدولة والمسؤولين فيما يخص التأليف المو سيقي، ومن الحاجات المؤلمة إنو أنحنا عندنا فرصة إنو موسيقانا دي كل العالم يسمعا، لو بتلاحظ كل الحفلات بتاعتنا فيها الاهتمام الأكبر بالجانب الغنائي دوناً عن الموسيقى البحتة والمقطوعات واللحان الموسيقية، مع إنو الموسيقى هي اللغة الموحدة لكل شعوب الأرض.
+ طيب المقترح بتاعك شنو كمتخصص موسيقي في ترقية الحس الموسيقي وجذب المستمع العالمي لموسيقانا السودانية؟.
= ياخي عندك معرض الخرطوم الدولي مثلاً، في أيام نشاطو، ليه ما تخصص أيام محددة لتقديم موسيقى سودانية بحتة وعن طريق الشركات المساهمة في فعاليات المعرض يتم تكثيف الاعلان عالمياً لأمسيات الاستماع دي؟!، تصور في كم سائح أجنبي مستعد يسافر خصيصاً للسودان عشان يحضر كونسيرتات للموسيقى السودانية لأنو ثقافة الموسيقى أصبحت عالية جداً في الأوساط العالمية وحتى العربية والأفريقية!.
+ فعلاً الموسيقى السودانية لو لقت إهتمام أكبر من المسؤولين والدولة ممكن جداً تستشرف آفاق عالمية وإقليمية أرحب!.
= طيب أقول ليكم حكاية بالمناسبة دي عشان أقرب ليكم ما أقصدو ،، في مرة قدمت في حفل خاص بالقاعة الكبرى في اليونيسكو بباريس مجموعة مقطوعات سودانية كانت فقط بالعود وصفارة الفم، مما أعجب المستمعين من رواد الحفل ده. وأذكر إنو كل من دفع الله الحاج يوسف والسفيرين بشير البكري ونسيبي دكتور الفاتح ابراهيم السفير في باريس كانوا ضمن ضيوف الحفل ده.
+ المناسبة كانت شنو؟
= حفل سنوي خاص باليونيسكو في باريس وشارك فيهو أكتر من 73 وزير تربية وسفراء غربيين وإقليميين من كل العالم حاضرين في القاعة، فاجتمع مدير اليونيسكو وكان وقتها هو أحمد مختار أمبو مدير عام اليونيسكو، بكل من السفراء التلاتة من السودان واقترح عليهم أن اقيم حفلاً آخراً خاص باحتفالات اليونيسكو، فوافق ثلاثتهم وقال له بشير البكري ما يعني إننا نبحث عن مناسبات زي دي نقدم فيها فننا وموسيقانا السودانية، بالفعل قدمت زي 3 مقطوعات، نالت إعجاب كل ضيوف اليونيسكو خاصة بالنسبة للوفد اليوغسلافي، وكان أثر الحفل أدا إنو تم انتخاب السودان في اللجنة التنفيذية العليا لليونيسكو، فدا بيوريك مدى تأثير مزيكتنا لو تم الاهتمام بيها عالمياً زي ما شرحت ليك.
+ سمعنا بمشروع المركز الثقافي الكندي اللي حاول نظام الانقاذ المباد يستحوذ عليهو فانسحب منو الكنديين، ما بتفتكر إنو كان ممكن لو تم إنجازو تستوعب فيهو فكرة الاهتمام أكتر بالتأليف الموسيقي البتتكلم عنها دي؟.
= نعم حصل الكنديين إتصلو بي في فترة تكريمي اللي تم بقاعة الصداقة بالسودان وأبدوا حماساً في تأسيس مركز ثقافي بإسمي حسب رغبتي وأفتكر في حالة إنشاء هذا المركز يمكن أن نستوعب فيهو إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والفنية المتعددة الاهتمام بتطوير التأليف الموسيقي بأشكال كتيرة ومتنوعة.
+ طبعاً ده اهتمام منطلق من موسيقار في قامتك وليك مكانة في خارطة التأليف الموسيقي في السودان ،، عندك كم قطعة موسيقية مؤلفة يا بشير لحدي حسع؟.
= والله كتير جداً لو عديتها بحساب دخولي لعالم الموسيقى وأنا صغير السن، ده غير المقطوعات اللي بتنازل عنها لزملاء معينين في الوسط لآعانتهم مادياً بسبب بعض الظروف الاجتماعية اللي بمروا بيها بعد تسجيل الألحان دي بأسمهم للاذاعة أو التلفزيون، واستفاد عدد كبير منهم بالمناسبة بدون ما أذكر الأسماء!.
+ كنت حابي أسألك في الخصوص ده، لأنو معروف عنك إنو بتساعد زملائك بالتنازل عن بعض ألحانك ليهم عشان يستفيدو منها مادياً!.
= بمناسبة الالحان بتاعتي حصل إنو الطير المهاجر أداني ليها صلاح عن طريق علي المك عشان أقوم بتلحينا، كلمت الراحل وردي بيها، بعد ما قراها قال لي ياخي ما تديني ليها ألحنا أنا، قمت ختفتها من يدو، قلت ليهو الشاعر خصاني بيها أقوم أتنازل ليك منها؟!، مشيت للحويج وكان إلى جانب كان فنان مع ثنائي العاصمة برضو صحفي فني في مجلة الاذاعة السودانية عشان ينشر القصيدة ويكتب عليها "إهداء من الشاعر صلاح أحمد إبراهيم إلى الملحن بشير عباس" طبعاً ده عشان ما أثبت أحقيتي في كلمات القصيدة، وردي لمن قراها منشورة في المجلة أتصل وقال لي إنت كده يا دوبك حا تدي فرصة لأي واحد يقوم يلحنا ويقدما، عشان كده أخير ليك تعال نقعد سوا مع بعض نلحنا قبال أي زول!، فوافقت ،، على العموم لحن الطير المهاجر كان كلو من ألحاني.
+ وهل وردي قال غير كده؟.
= أيوه ،، من خلال الحلقات التلفزيونية الرمضانية القدما معاهو الصحفي الراحل حسن ساتي، وردي نسب لحن الأغنية ليهو معاها كل ألحان الأكتوبريات اللي قدما.
+ وانت عملت شنو؟.
= أنا طوالي لمن سمعت البرنامج إتصلت من مكاني ده في كندا بالصحافة السودانية وصرحت بإنو الحقيقة هي أن لحن الطير المهاجر هو لي وأن كل مقدمات أكتوبريات وردي من تأليفي. وأنا الكلام ده قصدت أقولو في حياة الراحل محمد وردي، عشان ما يقولو بشير عباس "إتسلبط" في أعمال وردي بعد ما مات!.
+ طيب لو أنا ساهمت بشهادتي في الجزئية المتعلقة بالطير المهاجر، أذكر في حوار صحفي لي مع وردي ومنشور في كتير من الوسائط، ذكر لي إنو الأغنية أصلاً وجدها الراحل علي المك منشورة في مجلة "هنا أم درمان" ولإنحيازو لعثمان حسين أقترح عليهو يلحن الأغنية، ولمن وردي لحنا وغناها، علي المك زعل منو وفيما بعد إعترف بنجاح وردي في التلحين وده كان سبب صداقة علي المك العميقة مع وردي!.
= أنا ده كلو ما بعرفو، وأنا الوكت داك زاتو لا بعرف صلاح لا سمعت بيهو ولا بعرف إمكانياتو الأدبية والشاعرية بتاعتو في الساحة، بس الحاصل إنو فعلاً الطير المهاجر من الحاني!.
+ بالمناسبة دي يرى بعض المتابعين من المعجبين بيك وبي وردي إنو الاشتباك الحاصل ما يزال قائم بين مدخل النغمة المتعلقة باغنية وردي (توبة) من كلمات الجيلي محمد صالح وبين نغمة المدخل في لحنك لأغنية البلابل الشهيرة (لون المنقة) للحلنقي،، كيف نفك الاشتباك عشان نحسم الجدل حولو ويكون نهائي؟.
= والله دي ما ليها أي علاقة بلحن وردي، ولمن لحنتها ما كان في بالي إطلاقاً لحن وردي، حتى إنو الموسيقار الفاتح الطاهر أشاد باللحن وقال إنو عظيم جداً، وإيه رايك إنو أنا لحنت لوردي أغنية "مافي داعي تقولي مافي" تحت شجرة منقة بالجنوب ،، "ضاحكاً"!.
+ قدراتك اللحنية وصلتك للتجريب في أغنية الحقيبة أو خلينا نسميها الأغنية الشعبية، لدرجة إنك غيرت من لونية الآداء للبعض المطربين الشعبيين!.
= والله بتلقى بعض الأغاني الشعبية ما فيها موسيقى وبالتالي الغنا بالشكل المتعارف عليهو بكون فيها ضعيف، فممكن أنت كملحن تقدر تكتشف المساحات الفاضية وبتملاها، وده فيهو تطوير للفنان أو المؤدي بطريقة أو أخرى!.
+ ترتبط يا أستاذ بشير ببعض المثقفين وألأدباء من الذين أثروا تجربتك وقدموا ما يطورك ،، يا ريت تتكلم لينا عن صداقتك اللي جمعتك مع كل من الروائي الطيب صالح والكاتب منصور خالد؟.
= ديل فعلاً كأصدقاء افادوني كتير فقعدنا قعدات مختلفة ومعروف إنو الطيب صالح تناول تجربتي وكتب عني كتير وأبرز عندي أشياء أنا زاتي ما كنت منتبه ليها، وبنفس المستوى منصور خالد، وبتزكر إنو منصور طلب مني شريط موسيقي ما يكون فيهو غير العود والصفارة بالخشم.
+ عشت عصر الكاشف وأحمد المصطفى ولديك عشق خاص ليهم بالتحديد، درجة إنك وصفت الكاشف بإنو أحد عجائب الدنيا رقم 8، رغم ده نلاحظ إنك ما تعاملت معاهم في حين ملت في تعاونك الفني لآبو داؤود وحسن عطية! ،، مش حاجة ملفتة؟
= الكاشف كنت بعزف ليهو عود بالمناسبة، وأنا أول ما تعامل مع موسيقى الأفلام وألفت فيها، فقدمت للكاشف بعض المقطوعات زي لاقيتو باسم، وبرضو لعبد العزيز داؤود ولأحمد المصطفى "سفري السبب لي أزاي".
+ عندك محبة للفنان الخالد خليل فرح، مرة زوجتو قالت إنها لم تكن تعلم بإنو زوجها بغني ومطرب، لأنو في حياتا ما شافتو بمارس الهواية دي داخل بيتو ،، والآن تطالعنا السيدة آسيا محمد موسى بإنك ما يتقوم بعملية التلحين داخل المنزل وحسب علمي إنو بعض الفنانين السودانيين بفضلوا برضو عملية التلحين بعيد من حدود المنزل والأسرة ،، ما هو السر حول الظاهرة دي وكيف نقدر نفسرا؟.
= أنا حقيقة بفضل ألحن بعيد من البيت، يعني مثلاً لمن أكون بعيد من البيت في بلد تاني، بفضل إنو أشتغل في الفندق لأنو بلقى نفسي براي بعيد من دوشة البيت دايرين وما دايرين وما تعرف إيه!.
+ زرت بلدان كتيرة ،، أحب بلد لقيت نفسك فيها ياتا؟.
= رغم محبتي لأي بلد بكون فيها لكين الأحب لنفسي هو الجنوب.
+ وضحت لي الصديقة الحان بتك إنو غالبية الحانك تخطط ليها في بعض المدن وغالباً في الجنوب ،، واضح إنك بتحب الجنوب جداً!.
= أيوة فعلاً وزي ما قلت ليك بحبو جداً أكتر من أي بلد تانية وبلقى نفسي في أجواء الجنوب، ياخي لمن تشوف مدن زي مريدي ويامبيو وأنزارا، حاجة تانية، ودي بتساعدني على الالهام والتلحين. مثلاً عندك كل الألحان العملتها للبلابل ،، كانت في الجنوب!.
+ هل إفتقدتو ؟ وما هو وقع الانفصال عليك بحكم ارتباطك الوجداني بيهو؟
= ياخي دا من أسوأ الأشياء مش علي براي بل كل كل الشعب السوداني، ولو كان دكتور جون قرنق موجود ما كان حصلت الحكاية دي.
+ مرة قلت إنو لا توجد قوة في الدنيا تستطيع أن أن تفصل الشمالي والجنوبي عاطفياً ووجدانياً ويظل الانفصال في الخرط فقط، وقلت إنو الفن تحديداً بتحدى السياسة ،، هل تؤمن في قرارة نفسك بإمكانيات العودة الطوعية للوحدة بين الشطرين؟.
= دي ما عاوزة إتنين تلاتة وحا تشوف اليوم ده، لأنو الواحد ما يتخيل إنو الجنوب يعيش بعيد عن الشمال والشمال ينفصل عن الجنوب، حتى اختيار اسم "جنوب السودان" كان ليهو دلالاتو النفسية عند الجنوبيين اللي بتعبر عن الرغبة دي وده تعبير عن أمل بالنسبة للجنوبيين والشماليين!.
+ بالمناسبة دي كنت ضمن المبدعين اللي اتخذوا موقف وطني ضد نظام الانقاذ درجة أنك طلبت لجوءاً سياسياَ ضمن الآلاف من السودانيين وأسرهم، ورغم علمنا بأنك ما سياسي ولكن دعنا نسألك عن مستقبل ثورة ديسمبر والمخاطر اللي بتمر بيها؟.
= شوف ،، أنا الشايفو حسع والتفاف وقبول العالم بالسودان، والوفود البتزور السودان، من المسؤلين الأمريكيين وحسع أول أمبارح السفير الكندي كان في دارفور، بخلاف ما كان بحصل في عهد الانقاذ، دي كلها بتوضح إنو مافي مخاطر بتقيف قدام ثورة ديسمبر والشعب حا يحمي ثورتو.
+ كلمنا عن إنجازاتك فترة وجودك بالأمارات؟.
= والله التكريم والمهرجان العملوهو لي في الأمارات كان حكاية كبيرة وأنا والله ذُهلت من الاستقبال والتكريم ده، سجلت بعض الأعمال في دبي وعجمان. وطبعاً الأمارات كانت آخر محطة إتحركت منها لكندا هنا.
+ عرفت إنو عندك أعمال جاهزة لم تر النور بعد ،، هل فكرت في بثها؟.
= عندي عمل لأحمد الصادق وعندي أغنية كبيرة قبال ما يظهرو البلابل، لسبدرات اسمها "تاتي" وبتمنى إنو الأغنية دي تتغنى. برضو مصر أغني الملحمة من شعر صلاح أحمد إبراهيم اللي غناها لي عثمان مصطفى وأبو داؤود وثنائي النغم ومنى الخير ،، حابي أقدما بلونية تانية.
+ تأسفت للخصام الوقع بين هاشم صديق وابن البادية وأدى لحرمان المستمع من أغانية وحاولت إصلاح ذات البين حتى رحل ابن البادية ،، الآن هل تستطيع التدخل بين هاشم صديق وعركي لاعادة المياه بينهم؟.
= والله ما متابع الخلاف بين عركي وهاشم صديق بصورة لصيقة، بس أنا بفتكر إنو هاشم صديق حرم الناس من أغاني ابن البادية، وأنا مصر أتكلم مع هاشم صديق.
+ في رايك ليه بتشهد الساحة الفنية صراعات زي دي بين قامات فنية المفترض فيها وبحكم عواطفها المرهفة كقامات مبدعة الابتعاد عن خصامات زي دي؟
= والله ياخي للأسف الوسط فيهو حساسيات لأقل سبب. فبتتسمم الأجواء بين الزملاء وهم مفروض يكونوا أكبر من كده!.
+ نلت المرتبة الثالتة في مهرجان يوم الموسيقى العالمي بألمانيا ،، منو الأول والتاني؟.
= في المركز الأول كانت جزيرة من جزر لاتن أمريكا والتاني مغربي، وأنا جيت التالت بمقطوعة "سفري السبب لي آزاي. من بين منافسة لـ22 دولة، وأطرف حاجة إسرائيل جات الرابعة، فقلت ليهم يعني أنحنا هزمنا إسرائيل بدون مدافع وبدون ما نفك طلقة واحدة!.
+ رغم تسجيلك لنجاح قومي زي ده رفعت بيهو اسم السودان من بين 22 دولة تانية إلا أنك لم تجد عرفاناً من قبل المسؤولين ،، وتوجد كثير من صور الاجحاف اللي لحق بالبعض في الساحة الفنية زي ما حصل للموسيقار الراحل موسى محمد إبراهيم ،، تفتكر شنو الأسباب الكامنة خلف ظاهرة كريهة زي دي من قبل الدولة والمسؤولين؟.
= والله دي ظاهرة مؤسفة، والزاد الطين بلة هو وجود الانقاذ طيلة 30 سنة وواضح إنها كانت بتعادي الفنون بشكل واضح.
+ دخلت مجال الفن والموسيقى وعمرك سبعة سنوات يا بشير، الآن وبعد كل السنوات دي وربنا يطول من عمرك، هل في أسرتك وسط أولادك وبناتك من سار على دربك في العزف والموسيقى؟
= في وسط أولادي مافي ،، بس عندي عباس " باس" ود أختي عايش في أمريكا، ده تقريباً فنان عالمي ومعروف في الأوساط الفنية والموسيقية هناك وقريب ده نافس جائزة عالمية.
+ إتزوجت متين يا بشير؟.
= تزوجت عام 1964، شايقية زينا من منطقة أبو حليمة وعندنا والحمد لله أربعة أبناء وبنات، 3 أبناء هم كل من أشرف " دي جي" و محمد متخصص كمبيوتر قرافيكس وأبوبكر مهندس سيارات، وبتين، بت من زوجة سابقة هي ناهد، وكانت معاها نهلة بس إتوفت صغيرة إلى رحمة مولاها وعندي دكتورة ألحان تعمل في دبي إختصاصية في طب الأسرة ولديها 3 أولاد ونبتة الكبرى إضافة لمروان وعازة.
+ علاقتك بالكورة شنو؟
= مريخابي أكتل!.
+ بتهتم بالسياسة؟.
= جداً متابع خالص ما يجري في الدنيا خاصة بالنسبة للسياسة الداخلية للسودان.
+ منو الاشتهر كسياسي في أسرتك بالحلفاية؟.
= عندك حامد عثمان بشير مثلاً وهو ابن عمي، ده راجل يساري معروف وكان في الستينيات ممثل لاتحاد الشباب السوداني في المنظمة العالمية ومقرها في بودابست بهنغاريا وكان بيشغل نائب الرئيس فيها، وفيما بعد رأس مجلة القطن التابعة لمشروع الجزيرة، حالياً أقعدو المرض لكينو بصحة جيدة ربنا يطول من عمرو.
+ وفي القراية والاطلاع؟
= كويس جداً ومتابع وبقرا.
+ علاقاتك وسط الموسيقيين العرب ،، زي منو؟
= تربطني كانت علاقة عميقة بالفرقة المصرية الماسية ومديرها أحمد فؤاد، في الزيارة السجلوها في الستينات للسودان عزمتهم غدا في بيتي في الحلفايا وكانت معاهم الفنانة صباح وفرقة أضواء المسرح.
+ قابلت منو من الموسيقيين المصريين والعرب؟
= قابلت فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم اللي تم استقبالا بنادي الفنانين في الستينات لمن زارت السودان وكان استقبالها من قبل الفنانين السودانيين هي فكرتي..
+ عندك علاقات وثيقة بالفنانين الأثيوبيين ،، مش؟.
= خالص، وأحكي ليك إنو الفنان المايو لمن سمع مقطوعة الحان "حجبوك من عيني ليه يا ترى" قام بتسجيلا في أسطوانة وجابت ليهو دخل خيالي، والصحافة كتبت عن الموضوع ده، زعلت وسافرت أثيوبيا وكان معاي صديقي المحامي القدير الراحل عبد الحليم الطاهر ورفعنا قضية، قابلنا نقيب المحامين الأثيوبيين وكان من خريجي جامعة الخرطوم ووضح لينا إنو نوع قضايا زي دي ممكن تستمر عشرين سنة بدون ما تتحسم، فاقترح مصالحة وتسوية طالما أنا وألمايو أصدقاء وفعلاً ده الحصل.
+ أمثالك يا أستاذ بشير بتفرغو عشان يسجلوا تجاربهم في الحياة ويكتبوا مذكراتهم ،، هل أبداً فكرت في حاجة زي دي وإنت تمتلك ذخيرة غنية من التجربة الموسيقية؟.
= والله يا حسن فكرت في حاجة زي دي ،، وبفتكر لو لقيت مساعدة من زول متخصص زيك فممكن ننجز الموضوع ده!.
+ وأنا على أستعداد يا أستاذ وأفتكر دي أقل حاجة ممكن نقدما ليك.
= كتر خيرك وممكن نبدا طوالي.
+ طيب وأنحنا قاعدين نقفل في الحوار ده ،، السؤال الكنت متوقعوا شنو وحابي تضيف شنو بخصوصو؟.
= أنا زي ما قلت ليك شاغلني التجاهل البتم في حتة عدم الاهتمام بالتأليف الموسيقي وأنا من الناس المشاركين في لجنة تطوير الأغنية السودانية، ياخي حتى إدارات الفضائيات السودانية عندنا ما بتلقى فيها ولا موسيقي متخصص واحد، وأنا بسأل ليه التجاهل القاعد يتم للموسيقى السودانية بدون تخطيط وإنتو كإعلاميين حقوا تركزوا في الموضوع الهام ده.
+ السؤال الأخير ،، شنو السؤال الأزعجك من كل أسئلتي دي؟.
= أبداً والله كلها أسئلة جيدة ومريحة وانت جاي محضر كويس ما شاء الله وكنت محتاج أتكلم حولها شكراً ليك.

hassanelgizuli@yahoo.com
//////////////////

 

آراء