النائب الأول !
د. زهير السراج
6 July, 2021
6 July, 2021
manazzeer@yahoo.com
* فوجئت كما فوجئ غيرى باللقب الرسمي الجديد للسيد (حميدتي) .. النائب الاول لرئيس مجلس السيادة، بدون أي مقدمات أو قرار أو حيثيات أو حتى مقال صحفي من احد الباشكتبة يشرح لنا الموضوع!
* خلدنا الى النوم في منتصف الليل والسيد (حميدتي) نائب فقط (بدون أول)، وعندما استيقظنا في اليوم التالي وجدنا سيادته (النائب الأول) بدون إحم أو دستور، وكأن الذي أعطاه اللقب شبح يحكم السودان، أوان المخلوع الذي صنعه خرج من السجن والناس نيام وعاد رئيساً وقام بترقيته ثم عاد الى السجن فجراً كما دخله أول مرة، وإلا فكيف نفهم ان يصير (حميدتي) النائب الاول بين يوم وليلة بدون ان يصدر قرار أو بيان رسمي يفسر لنا ما حدث، وقبل أن يفوق الناس من الدهشة أو الصدمة، ينتشر اللقب الرسمي الجديد على كل لسان بدون أن يسأل أحد كيف حدث ذلك ما عدا قلة قليلة جدا، ويبدو أن الصدمة كانت شديدة لدرجة أنها ألجمت الألسنة وأخرست الافواه ومنعت الناس من السؤال!
* ولكن علام التساؤل، وبماذا يفيد، فالرجل أصبح الآن النائب الأول، كما أصبح من قبل نائب رئيس المجلس، ومن مقاتل في مليشيا الجنجويد الى ضابط يحمل رتبة (العميد) وأُنشئت قوات الدعم السريع (خصيصاً) لتكون تحت قيادته، ثم ترقى الى لواء، ورفض رفضاً مطلقاً أن تخضع قواته لإمرة القائد العام للقوات المسلحة السودانية، فأنشئ لها قانون خاص يعطيها الاستقلالية الكاملة، ويضعه في سرج واحد مع القائد العام للقوات المسلحة، كما صرح (حميدتي) بذلك منتشياً لإحدى القنوات التلفزيونية المحلية قبل سقوط المخلوع، ثم سمعنا به فريقا، ثم (فريق أول) ونائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي بعد سقوط المخلوع، وصار بعد تشكيل المجلس السيادي عضواً فيه، ولكنه اختفى بعض الوقت وعندما ظهر مرة أخرى سمعنا به نائباً لرئيس المجلس بدون ان يكون منصوصاً على هذه الوظيفة في الوثيقة الدستورية، ويزعم البعض ان حصوله على اللقب الرفيع كان مقابل موافقته على تعديل الوثيقة لتسمح بتعيين رئيس للقضاء ونائب عام ودخوله مجلس السيادة!
* قد يكون مفهوماً أن يكون الرجل صاحب حظوة في العهد البائد بسبب أفضاله على المخلوع التي جعلته ينطلق من القاعدة الى القمة في غضون سنوات قليلة ويصبح الملك غير المتوج وصاحب السلطات التي لا تحدها حدود لدرجة أن كلمة واحدة منه كانت تسجن أعتى المعارضين للنظام، كما حدث للإمام المرحوم (الصادق المهدي) عندما انتقد انتهاكات قوات الدعم السريع في خطاب جماهيري، ووجد نفسه بعدها في السجن بتعليمات من صاحب السلطة والنفوذ والثروة الذي سمح له المخلوع بوضع يده على مناجم من الذهب وتكوين ثروات هائلة وتأسيس شركات تعمل وتتاجر في كل شيء، ليصبح صاحب إمبراطورية مالية، وليس فقط قائداً عسكرياً يتمتع بالنفوذ الكبير والاستقلالية والسلطة الواسعة!
* وقد يكون من المفهوم أن يصبح نائباً لرئيس مجلس السيادة بدون توصيف دستوري في بداية المرحلة الانتقالية الاولى، مقابل فتح الوثيقة الدستورية ومعالجة أخطائها، وهو ما جر الى (فتوحات) أخرى لاحقاً، وقلب معادلة السلطة لمصلحة العسكر بدلاً عن المدنيين!
* ولكن كيف ولماذا صار سيادته (النائب الاول) بدون دستور أو تشريع أو قانون أو قرار أو حتى تفسير معقول؟!
* فوجئت كما فوجئ غيرى باللقب الرسمي الجديد للسيد (حميدتي) .. النائب الاول لرئيس مجلس السيادة، بدون أي مقدمات أو قرار أو حيثيات أو حتى مقال صحفي من احد الباشكتبة يشرح لنا الموضوع!
* خلدنا الى النوم في منتصف الليل والسيد (حميدتي) نائب فقط (بدون أول)، وعندما استيقظنا في اليوم التالي وجدنا سيادته (النائب الأول) بدون إحم أو دستور، وكأن الذي أعطاه اللقب شبح يحكم السودان، أوان المخلوع الذي صنعه خرج من السجن والناس نيام وعاد رئيساً وقام بترقيته ثم عاد الى السجن فجراً كما دخله أول مرة، وإلا فكيف نفهم ان يصير (حميدتي) النائب الاول بين يوم وليلة بدون ان يصدر قرار أو بيان رسمي يفسر لنا ما حدث، وقبل أن يفوق الناس من الدهشة أو الصدمة، ينتشر اللقب الرسمي الجديد على كل لسان بدون أن يسأل أحد كيف حدث ذلك ما عدا قلة قليلة جدا، ويبدو أن الصدمة كانت شديدة لدرجة أنها ألجمت الألسنة وأخرست الافواه ومنعت الناس من السؤال!
* ولكن علام التساؤل، وبماذا يفيد، فالرجل أصبح الآن النائب الأول، كما أصبح من قبل نائب رئيس المجلس، ومن مقاتل في مليشيا الجنجويد الى ضابط يحمل رتبة (العميد) وأُنشئت قوات الدعم السريع (خصيصاً) لتكون تحت قيادته، ثم ترقى الى لواء، ورفض رفضاً مطلقاً أن تخضع قواته لإمرة القائد العام للقوات المسلحة السودانية، فأنشئ لها قانون خاص يعطيها الاستقلالية الكاملة، ويضعه في سرج واحد مع القائد العام للقوات المسلحة، كما صرح (حميدتي) بذلك منتشياً لإحدى القنوات التلفزيونية المحلية قبل سقوط المخلوع، ثم سمعنا به فريقا، ثم (فريق أول) ونائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي بعد سقوط المخلوع، وصار بعد تشكيل المجلس السيادي عضواً فيه، ولكنه اختفى بعض الوقت وعندما ظهر مرة أخرى سمعنا به نائباً لرئيس المجلس بدون ان يكون منصوصاً على هذه الوظيفة في الوثيقة الدستورية، ويزعم البعض ان حصوله على اللقب الرفيع كان مقابل موافقته على تعديل الوثيقة لتسمح بتعيين رئيس للقضاء ونائب عام ودخوله مجلس السيادة!
* قد يكون مفهوماً أن يكون الرجل صاحب حظوة في العهد البائد بسبب أفضاله على المخلوع التي جعلته ينطلق من القاعدة الى القمة في غضون سنوات قليلة ويصبح الملك غير المتوج وصاحب السلطات التي لا تحدها حدود لدرجة أن كلمة واحدة منه كانت تسجن أعتى المعارضين للنظام، كما حدث للإمام المرحوم (الصادق المهدي) عندما انتقد انتهاكات قوات الدعم السريع في خطاب جماهيري، ووجد نفسه بعدها في السجن بتعليمات من صاحب السلطة والنفوذ والثروة الذي سمح له المخلوع بوضع يده على مناجم من الذهب وتكوين ثروات هائلة وتأسيس شركات تعمل وتتاجر في كل شيء، ليصبح صاحب إمبراطورية مالية، وليس فقط قائداً عسكرياً يتمتع بالنفوذ الكبير والاستقلالية والسلطة الواسعة!
* وقد يكون من المفهوم أن يصبح نائباً لرئيس مجلس السيادة بدون توصيف دستوري في بداية المرحلة الانتقالية الاولى، مقابل فتح الوثيقة الدستورية ومعالجة أخطائها، وهو ما جر الى (فتوحات) أخرى لاحقاً، وقلب معادلة السلطة لمصلحة العسكر بدلاً عن المدنيين!
* ولكن كيف ولماذا صار سيادته (النائب الاول) بدون دستور أو تشريع أو قانون أو قرار أو حتى تفسير معقول؟!