البصل صيدلية شعبية !!

 


 

 

لفت نظري خبر مميز تحت عنوان :
( البصل يقي من السرطان والجلطات والعقم ) .
وبما اني صاحب تاريخ طويل مع تقرحات الإثني عشر التي جعلتني زبونا دائما لاختصاصي الباطنية وأوجاع القولون التي لا ترحم وحتي الألمان عندما شددت الرحال اليهم في العام ١٩٨٦ لإجراء عملية غضروف أسفل الظهر لاحظوا كثرة الاستفراغ عندي بمناسبة ومن غير مناسبة فطلبوا مني أن أعمل منظار معدة لارتيابهم في وجود قرحة ولكني تجاهلت الأمر لأن المنظار وقتذاك لم يكن يدخل من الباب بل بالشباك !!..

عرف عن أهل السودان عموما أنه تكثر عندهم امراض المعدة لأنهم من مدمني البهارات وخاصة الشطة ( القبانيت ) وارد نيالا والفلفل الحار وهذا مما جعلهم يصنفون من ذوي الدم الحار الذين وهم في الشجاعة بسبب هذه المواد ( الملهلبة ) فاقوا العالم أجمع وان كانت هذه الشجاعة تصل بهم أحياناً الي حد التهور وعدم تقدير العواقب .
كنت أعتقد أن البصل له باع طويل وسجل حافل في إثارة القلاقل بالمعدة وأنه من مسببات القرحة ولذلك كنت اتحاشاه ما استطعت الي ذلك وغيري أيضا كانوا يشيحون بوجههم عنه اتقاء شره رغم أن الكل يدرك أن تفاحة واحدة كل صباح يمكن أن تغني عن الذهاب للطبيب شريطة أن تكون في معيتها فحل بصل !!..
وظهر بحث مثل فلق الصباح حملت خلاصته الناصعة البراءة للبصل والبشارة لذوي الدخل المحدود والحيل المكدود الذين التفاح عندهم للفرجة فقط وممنوع عليهم الاقتراب منه أو التصوير !!..
تأملوا معي هذه الفقرة التي وردت في البحث والتي تستحق أن تكتب بماء الورد والذهب وتعلق في افخم السيوبرماركتات :
( إن المركبات الكبريتية اللاذعة المتوفرة في البصل لها القدرة علي مهاجمة بكتريا ( هيليكو باكتر بايلوري) المسببة للقرحة وبالتالي قد تساعد في منع تطور الإصابة الإصابة بسرطان المعدة ) ...
وخلصت الدراسة الي أن البصل مقوي للمعدة ومفيد في معالجة العقم الناجم عن نقص عدد الحيوانات المنوية ومقوي للجهاز العصبى والكبد والكلى ومدر للبول ومذيب للرواسب البولية كما أنه مضاد للروماتزم ومطهر ومضاد للجراثيم وللتصلب الشرياني والتجلط ومنظم للغدد وخافض للسكري ... يساعد في التركيز ويساعد علي تقوية ونمو الشعر ... إذن لا داعي لمقولة يوم عسل ويوم بصل !!..
عذرا ايها الليمون فعندك من المواهب من مايجهلها كثير من الناس وانت يا مستر ليمون لا تقل أهمية عن البصل في العلاج خاصة الكلي وحتي القرحة لك مساهمة في وضع حد لتسلطها وطغيانها هذا غير ماتميزت به من إعطاء المتوترين كوبا منك يروق دمهم ويعيد لهم التوازن والهدوء والسكينة !!..
وكمان البامية مفروكة مع الكسرة أو مطبوخة مع الخبز الفاخر تشكل ثلاثي خطير ومرح مع البصل والليمون !!..
شفتو هذا بعض من خيرات بلادنا التي العالم كلو فاتح خشمو عشان يهبرها مننا ونحن مشغولين باللهاث خلف الامارات والسعودية ومصر ولا نجد منهم غير الحسد والمؤامرات !!..
احسن نلزم الجابرة ونبذر بذورنا وعندنا النيل والمطر والأرض المعطاءة ... بقيت السواعد الشبابية والعزيمة والإصرار والتوكل على الله تعالى .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////

 

آراء