ماذا سوف يحدث لو عاد السيد حمدوك

 


 

 

أول من يتمنى عودة السيد حمدوك هم العسكر ، وذلك حتى يفتح لهم خزائن أوروبا ويرفع عنهم الحصار والعقوبات ..
كما أن وجود السيد حمدوك سوف يخفف الضغط على المجلس العسكري ويصد عنه الغضب الشعبي بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية ، وسوف يتفرغ العسكر لبناء أحلامهم الكبرى لبناء التحالفات مع الدول وبيع الموانئ وصناعة مشروعهم الخاص للإستيلاء على الدولة السودانية تحت غطاء سياسي يوفره الدكتور حمدوك ..
أيضاً عودة حمدوك سوف تقسم الشارع وتشتت شعارات الثورة بين من يدعمه وبين يرفضه .
الآن إنزوى الخطاب الإستفزازي للحركات المسلحة وسقط مشروعها السياسي بسبب عدم توفر الموارد، فأصبحوا عالة على الأجواء ، يطيرون من بلد لآخر ولا يعودون إلا بالخيبة والندامة ، عودة حمدوك سوف توفر لها فرصة للحديث أمام وسائل الإعلام كما كان في السابق ومقابلة السفراء الغربيين مع إحياء مشروع تمويل إتفاق جوبا ، ليتحول كل دعم يجلبه لدعم البارات في برلين وجوبا .
بالمناسبة الدكتور حمدوك كان من أكثر الداعمين لإتفاق جوبا ، وعلى الرغم من أن هذه الشرذمة خانته وتآمرت عليه إلا أنه في خطاب الوداع إعتبر أن إتفاق جوبا من أحد أهم إنجازات حكومته ، وهو لم يدرك أن إتفاقية جوبا نقلت الحرب أمام كل بيت سوداني وتسببت في تردي الأوضاع الأمنية في دارفور ..
فئة أخرى تتمنى عودة حمدوك ، وهي جماعة الناظر ترك ، والتي إنتهت بمجرد رحيل حمدوك عن المشهد السياسي ولم يعد لها حضور في أجهزة الإعلام ، وحتى تهديداتها بإغلاق الموانئ لم تعد تلقى إستجابة ، ولكن عودة حمدوك سوف تضخ في دمائها المزيد من الدم فترفع مطالبها من جديد فتعود وهي مدعومة من العسكر والمؤتمر الوطني لوضع حكومة الدكتور حمدوك في نفس المأزق القديم ..
كذلك الرئيس السيسي يتمنى عودة حمدوك بعد فشل مؤامرة الإطاحة به وتدبير الإنقلاب ، الرئيس السيسي يريد أن يتفرغ العسكر في السودان لقضية سد النهضة والمساعدة في خلق الإضطرابات في أثيوبيا عن طريق دعم متمردي التيغراي ، ويستطيع السيسي أن يخلق له (لوبي ) داخل اي تشكيلة قادمة كما فعل عندما دعمت الجامعة العربية تولي مريم الصادق المهدي لمنصب وزير الخارجية والتي كانت بوقاً للإعلام الصمري ، وقد حولت منصبها كمنبر إعلامي مصري ضد أثيوبيا ..
وهناك أيضاً السلفيين والتكفيريين سوف يجدون ضآلتهم في عودة حمدوك لربط التردي الإقتصادي بقضية الفسق والفجور والحكومة المدنية ، فالأزمة الحالية أخرست كل أنصار المجلس العسكري حتى معتصمي الموز دفعهم سوء الحال إلى نقد تجربة العسكر وتفردهم بالقرار الإقتصادي والسياسي ..
إذاً ما هو البديل ؟؟
البديل هو تحطيم أماني الشياطين الداعية لعودة الدكتور حمدوك وذلك برفضه حتى كمقترح وفكرة.
نعم الوضع الحالي لا يفرح أحد ، لكن على الأقل فإن الامور واضحة حتى يحيا من يحيا عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وأعجبتني مقولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو وهي :
No deal is better than the bad deal

 

آراء