ثم ماذا بعد مشاورات بيرتس

 


 

 

أوقف الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر 2021 التحول الديمقراطي في السودان عن مساره وأثار غضبًا محلياً وعالميًا أما الآن فالعالم مشغول بالحرب الروسية الأوكرانية بينما جموع المقاومة السلمية تحتج كل يوم مواصلة طريقها لإسقاط الانقلاب.
كما تواترت الأنباء عن المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس تصريحاته بأنه سيكون هنالك حل للأزمة السودانية بنهاية العام بعد ما أكملت الأمم المتحدة التشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين، وإطلاق مشاورات سياسية أولية بين الأطراف السودانية، تولت الأمم المتحدة تيسيرها بهدف دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل لاتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام نحو الديمقراطية والسلام.
ثم ماذا بعد! لم يهدأ الوضع الاقتصادي وتدهورت العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي رغم إعلان بنك السودان المركزي توحيد سعر صرف الجنيه السوداني، الذي فقد نحو 25 في المئة من قيمته خلال الأسبوعين الأخيرين، وسط مخاوف من أن تؤدي السياسة الجديدة إلى المزيد من الانفلات في أسعار الصرف ومستويات التضخم. كما أنه ليس ببعيد عن أن نحلل ونربط تبعات ارتفاع أسعار النفط العالمية فقد استأنفت أسعار الذهب الأسود ارتفاعها الحاد بنسبة تجاوزت الخمسة في المئة لبرميل برنت لنفط بحر الشمال ما أثر على الآمال في زيادة في إنتاج منظمة الاوبك، التي تعتبر بمثابة صدمة للبلدان الغير مصدرة للنفط. أنظر إلى التاريخ وثورة إثيوبيا عام 1974. كما أن هنالك عوامل مرتبطة بهذا الارتفاع مثل أسعار المواد الغذائية في عامي 2008 2009 عملت هذه العوامل على انطلاق ثورات الربيع العربي والاحتجاجات. كما تم الإطاحة بعمر البشير في السودان عام 2019 نتيجة التردي الاقتصادي مع تضافر الإرادة الشعبية في رفض حكم الأخوان المسلمين (الكيزان).
ما لا يخفى على المتابع هي المساعي الحثيثة التي يقودها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس السيد فولكر بيرتس بالدخول في عملية تسوية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة توافقية من أجل التحول المدني الديمقراطي وعملية تسفر عن قيام انتخابات حرة ونزيهة برعاية أممية. في الوقت ذاته أعلن حزب الأمة القومي عن إعلان التوافق بين القوى السياسية في منتصف الأسبوع المقبل من مارس 2022 مؤكدًا أن العملية التوافقية قد اقتربت من الاكتمال. وقال رئيس القطاع السياسي بالحزب د. محمد المهدي حسن لـصحيفة السوداني إن توافق القوى السياسية مسألة ضرورية، مؤكدًا أنها تجاوزت مرحلة الخصومة والمغاضبة إلى التوافق والبحث عن مخرج للأزمة، وأضاف “توجد نتائج مبشرة للشعب السوداني حول هذا الأمر وتفاصيل أخرى يمكن معرفتها لاحقًا” .
نجد أن جميع الكتل المتحالفة والأحزاب السياسية أعدت خارطة طريق للمرحلة المقبلة كما أن الحزب الجديد حزب بناء السودان تقدم بخارطة طريق للتحول الديمقراطي في مارس 2022. بالضرورة أرى بأنه سينتج عن هذه العملية طرفين سياسيين مختلفين في الرؤي رافضين للتسوية أو بمعنى العبارة معارضين لها وطرف آخر من المشاركين فيها ولكن يبقى ضمان قيام انتخابات حرة ونزيهة يعتبر مخرج عقلي راجح لهذه الأزمة مع عدم التكهن بهدوء الشارع نسبياً وعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً.

سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com

 

آراء