حلال على (فاغنر) !!
أشرف عبدالعزيز
23 March, 2022
23 March, 2022
الصباح الجديد -
سارعت وزارة الخارجية باتهام سفراء دول غربية بالتدخل في شؤونها الداخلية ومخالفة التقاليد المنظمة للعمل الدبلوماسي في البلاد ونفت ما أثير بشأن أنشطة غير قانونية تقوم بها مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان.
وكان سفراء دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة الولايات المتحدة) قد نشروا بياناً مشتركاً جاء فيه ” قال : "في السودان تعمل مجموعة (فاغنر) المرتبطة ببوتين على نشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل وتشارك في أنشطة غير قانونية مرتبطة بالتنقيب عن الذهب ما يهدد حكم القانون الذي يكافح السودانيون من اجله”.
وفي السياق ذاته تحدث السفراء عن امتناع السودان عن التصويت لإدانة روسيا في الأمم المتحدة قائلين إن له الحق السيادي في اختيار علاقاته الخارجية وأنهم يحترمون ذلك ومستمرون في دعم الشعب السوداني الذي يتوق لتحقيق تطلعاته في الثورة وأضافوا “والأوكرانيون لهم كذلك حق العيش بسلام وعدل وحرية ولن نتخلى عنهم أيضا”...طيب أين تكمن المشكلة؟.. كل الشعب السوداني يعرف من هي (فاغنر) وانشطتها، وليبيا القريبة يمكن أن تكشف عنها والأمر لا يحتاج لسبر أغوار ، كذلك كل الشعب السوداني يعرف جيداً مع من تتعاون؟ ولكنه لا يدرك أو لا يعلم تفاصيل الاتفاقات التي دخلت بموجبها البلاد ؟، وهذا الغموض انسحب على طبيعة أنشطتها ،حتى المدار منها في العلن ناهيك عن الذي يدور في الباطن .
وبالمناسبة ما أثاره سفراء الترويكا بأن أنشطة مجموعة فاغنر تقوض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ الثورة صحيح..والأكثر صحة ما ورد في البيان بأن الأزمة الاقتصادية في السودان ناتجة جزئياً عن عوامل محلية، لكن الأفعال التي تتخذها روسيا على الجانب الآخر من العالم تجعل الأزمة الاقتصادية هنا أكثر صعوبة.
فمنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا ارتفعت أسعار البنزين في السودان بنسبة 65% كما ارتفعت إلى حد كبير أسعار الخبز أيضاً ويتوقع برنامج الغذاء العالمي أن ما يقارب من نصف السودانيين سيواجهون الجوع هذا العام – ضعف العدد الذي كان عليه في العام الماضي”.
وفي المقابل ارتفعت أسعار السلع بصورة غير مسبوقة عقب زيادات تقرها السلطات بصورة دورية على أسعار المشتقات البترولية ، ومع كل ذلك يريدون لسفراء الدول الغربية عدم تنبيه الشعب السوداني بخطورة نشاط (فاغنر) والمشكلات التي يمكن أن تجرها هذه الشركة على المواطن.
والغريب لم تحتج الخارجية على اختطاف ملفها من قبل المجلس السيادي الانقلابي ، وعدم اهتمام حميدتي بتوصياتها بشأن زيارة روسيا في توقيت تزامن مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية ، وهاهي تدافع باستماتة عن (فاغنر) وتعبر حديث سفراء التروكيا حولها فيه تدخل على الشؤون الداخلية للبلاد ، وكأن (فاغنر) نفسها دخلت وتمددت وفقاً للقوانين..
موسكو نفسها لا تعترف بنشاط (فاغنر) رسمياً، إلا أن “فاغنر” تنشط تحت لافتات عديدة كشركات للتعدين عن الذهب أو كمدربين عسكريين، أو شركات متخصصة وواحدة من ادوات الروس لتنفيذ اجندة سياسية وإذا كان ذلك كذلك ما الذي يمنع سفراء الترويكا من الحديث عن (فاغنر) وعن مواقف السودان بشأن الحرب الروسية الاوكرانية وإن كان للخارجية رأي عليها استعادة ملفها والعودة الى ما يحقق مصالح البلاد وليس الأفراد.
الجريدة
سارعت وزارة الخارجية باتهام سفراء دول غربية بالتدخل في شؤونها الداخلية ومخالفة التقاليد المنظمة للعمل الدبلوماسي في البلاد ونفت ما أثير بشأن أنشطة غير قانونية تقوم بها مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان.
وكان سفراء دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة الولايات المتحدة) قد نشروا بياناً مشتركاً جاء فيه ” قال : "في السودان تعمل مجموعة (فاغنر) المرتبطة ببوتين على نشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل وتشارك في أنشطة غير قانونية مرتبطة بالتنقيب عن الذهب ما يهدد حكم القانون الذي يكافح السودانيون من اجله”.
وفي السياق ذاته تحدث السفراء عن امتناع السودان عن التصويت لإدانة روسيا في الأمم المتحدة قائلين إن له الحق السيادي في اختيار علاقاته الخارجية وأنهم يحترمون ذلك ومستمرون في دعم الشعب السوداني الذي يتوق لتحقيق تطلعاته في الثورة وأضافوا “والأوكرانيون لهم كذلك حق العيش بسلام وعدل وحرية ولن نتخلى عنهم أيضا”...طيب أين تكمن المشكلة؟.. كل الشعب السوداني يعرف من هي (فاغنر) وانشطتها، وليبيا القريبة يمكن أن تكشف عنها والأمر لا يحتاج لسبر أغوار ، كذلك كل الشعب السوداني يعرف جيداً مع من تتعاون؟ ولكنه لا يدرك أو لا يعلم تفاصيل الاتفاقات التي دخلت بموجبها البلاد ؟، وهذا الغموض انسحب على طبيعة أنشطتها ،حتى المدار منها في العلن ناهيك عن الذي يدور في الباطن .
وبالمناسبة ما أثاره سفراء الترويكا بأن أنشطة مجموعة فاغنر تقوض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ الثورة صحيح..والأكثر صحة ما ورد في البيان بأن الأزمة الاقتصادية في السودان ناتجة جزئياً عن عوامل محلية، لكن الأفعال التي تتخذها روسيا على الجانب الآخر من العالم تجعل الأزمة الاقتصادية هنا أكثر صعوبة.
فمنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا ارتفعت أسعار البنزين في السودان بنسبة 65% كما ارتفعت إلى حد كبير أسعار الخبز أيضاً ويتوقع برنامج الغذاء العالمي أن ما يقارب من نصف السودانيين سيواجهون الجوع هذا العام – ضعف العدد الذي كان عليه في العام الماضي”.
وفي المقابل ارتفعت أسعار السلع بصورة غير مسبوقة عقب زيادات تقرها السلطات بصورة دورية على أسعار المشتقات البترولية ، ومع كل ذلك يريدون لسفراء الدول الغربية عدم تنبيه الشعب السوداني بخطورة نشاط (فاغنر) والمشكلات التي يمكن أن تجرها هذه الشركة على المواطن.
والغريب لم تحتج الخارجية على اختطاف ملفها من قبل المجلس السيادي الانقلابي ، وعدم اهتمام حميدتي بتوصياتها بشأن زيارة روسيا في توقيت تزامن مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية ، وهاهي تدافع باستماتة عن (فاغنر) وتعبر حديث سفراء التروكيا حولها فيه تدخل على الشؤون الداخلية للبلاد ، وكأن (فاغنر) نفسها دخلت وتمددت وفقاً للقوانين..
موسكو نفسها لا تعترف بنشاط (فاغنر) رسمياً، إلا أن “فاغنر” تنشط تحت لافتات عديدة كشركات للتعدين عن الذهب أو كمدربين عسكريين، أو شركات متخصصة وواحدة من ادوات الروس لتنفيذ اجندة سياسية وإذا كان ذلك كذلك ما الذي يمنع سفراء الترويكا من الحديث عن (فاغنر) وعن مواقف السودان بشأن الحرب الروسية الاوكرانية وإن كان للخارجية رأي عليها استعادة ملفها والعودة الى ما يحقق مصالح البلاد وليس الأفراد.
الجريدة