التني .. وردي .. أحب عطر أمي
عواطف عبداللطيف
24 March, 2022
24 March, 2022
في صباح باكر تلقيت عبر الفاكس رسالة مهرها سفيرنا السابق بقطر طيب الذكر يوسف مصطفى التني زوح الدبلوماسية المعروفة فاطمةً البيلي ووقتها كان يعمل بالبنك الاهلي القطري .. يكلفني برئاسة اللجنة النسائية لتكريم فنان السودان الاول محمد وردي في رحلته للأستشفاء من الفشل الكلوي ..
وبدار التني التقينا كلجان لأكثر من مرة لمناقشة ترتيبات حضور وردي واسرته لاجراء عملية نقل الكلي بمستشفي حمد العام علي يد النطاسة البارع الدكتور الفاضل ألملك أكرمه الله وفترات النقاهة التي تطول لنقص المناعة الخ ..
فرتبت لاجتماع نسائي بمركز أصدقاء البيئة بالدوحة .. وللحقيقة لم يكن الحضور بحجم تطلعاتي .. ولكن ارادة الله قادتني للخطة (ب) أن لا يكون تكريم المبدع العملاق محمد وردي سودانيا بحتا .. وأن تكون أمي نبع الحنان حضورا ورمزا فبعثت برسائل لعدة مؤسسات وقبل ان اكمل ارسالها تلقيت ردا مفعما بالحيوية والاريحية من الخطوط الجوية القطرية بتبني طباعة كتابي ( أحب عطر أمي )وإيصاله لأي بقعة تصلها طائراتهم الفخيمة كشركاء في عمل انساني .. وترسيخا لأهداف الكتاب الوجدانية ( أمي وعطرها ) والانسانية وتجسيدها باعتبار ريعه هبة لوحدة غسيل الكلى لاطفال السودان تماذجا ونداء كان اطلقه وردي وهو تحت رحمة ماكينة الغسيل وبدايات رجوعه للخرطوم من الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الزمان حيث لم تكن هناك مكائن خاصة لغسل كلى الاطفال ..
وصدر الكتاب الكنز الثمين رمزا وإسما وأذكر أن اول نسخة أهديتها للمناضلة فاطمة أحمد ابراهيم بشقة اللجوء بلندن ونسخة لجراح الكلي دكتور كمال أبو سن وافتتاحيته مقال لست الحبائب التي رضعت من ثديها قيم ومثل مبجلة ما زالت تحملني وتحلق بي بين السحاب والسحائب .. وتمخر بي مع أمواج وتلاطم المحيطات لترسو وهدير مياه الانهار المتدفقة لتحط بي في اتكأة وشقشقة العصافير عند الفجرية .. هي الجود والكرم .. هي عطر الصندل الفواح وسوميت الجرتق البراق وبخور اللبان وقت العصرية ..
بدايات اغترابي سكبت كثيرا من أحبار قلمي لأمي أسكنها الله الفردوس الأعلى ترفل في نعيم مقيم دائم .. ماذا يا ترى حال المرضى اليوم المتألمين والمتوجعين واللذين تتزايد اعدادهم وتفوق طاقات المشافي ونقص الغذاء والدواء لهم الله العلي القادر ان يرفع عنهم البلاء والابتلاء.. وسأظل أحب عطر أمي .. كل يوم وأستنشقه كل فجر وضحوية .. أنه كعطر كل الأمهات لكن عطر أمنه بت كانور " ضوء البيت بلغة الدناقلة " لم يكن عطرا باريسيا.. وليس هو من الفترينات الفخيمة لكنه عطرا يؤانسني ويدقدق فؤادي ويجعلني أبتهج كثيرا واضحك قليلا وادعو لأمي ولكل الأمهات عشقي الأبدي ويسرح خيالي في بحور محبتها وعطفها .. آه لو استرقتم السمع معي حينما كانت تناديني او ترد علي مكالماتي " يا عطوفة " فما زال رنين صوتها المنساب عطفا ومحبة يدقدق خيالي.. أمي يا عصفورة في رحاب الجنان .. أرقدي بسلام ..
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقط
awatifderar1@gmail.com
////////////////////
وبدار التني التقينا كلجان لأكثر من مرة لمناقشة ترتيبات حضور وردي واسرته لاجراء عملية نقل الكلي بمستشفي حمد العام علي يد النطاسة البارع الدكتور الفاضل ألملك أكرمه الله وفترات النقاهة التي تطول لنقص المناعة الخ ..
فرتبت لاجتماع نسائي بمركز أصدقاء البيئة بالدوحة .. وللحقيقة لم يكن الحضور بحجم تطلعاتي .. ولكن ارادة الله قادتني للخطة (ب) أن لا يكون تكريم المبدع العملاق محمد وردي سودانيا بحتا .. وأن تكون أمي نبع الحنان حضورا ورمزا فبعثت برسائل لعدة مؤسسات وقبل ان اكمل ارسالها تلقيت ردا مفعما بالحيوية والاريحية من الخطوط الجوية القطرية بتبني طباعة كتابي ( أحب عطر أمي )وإيصاله لأي بقعة تصلها طائراتهم الفخيمة كشركاء في عمل انساني .. وترسيخا لأهداف الكتاب الوجدانية ( أمي وعطرها ) والانسانية وتجسيدها باعتبار ريعه هبة لوحدة غسيل الكلى لاطفال السودان تماذجا ونداء كان اطلقه وردي وهو تحت رحمة ماكينة الغسيل وبدايات رجوعه للخرطوم من الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الزمان حيث لم تكن هناك مكائن خاصة لغسل كلى الاطفال ..
وصدر الكتاب الكنز الثمين رمزا وإسما وأذكر أن اول نسخة أهديتها للمناضلة فاطمة أحمد ابراهيم بشقة اللجوء بلندن ونسخة لجراح الكلي دكتور كمال أبو سن وافتتاحيته مقال لست الحبائب التي رضعت من ثديها قيم ومثل مبجلة ما زالت تحملني وتحلق بي بين السحاب والسحائب .. وتمخر بي مع أمواج وتلاطم المحيطات لترسو وهدير مياه الانهار المتدفقة لتحط بي في اتكأة وشقشقة العصافير عند الفجرية .. هي الجود والكرم .. هي عطر الصندل الفواح وسوميت الجرتق البراق وبخور اللبان وقت العصرية ..
بدايات اغترابي سكبت كثيرا من أحبار قلمي لأمي أسكنها الله الفردوس الأعلى ترفل في نعيم مقيم دائم .. ماذا يا ترى حال المرضى اليوم المتألمين والمتوجعين واللذين تتزايد اعدادهم وتفوق طاقات المشافي ونقص الغذاء والدواء لهم الله العلي القادر ان يرفع عنهم البلاء والابتلاء.. وسأظل أحب عطر أمي .. كل يوم وأستنشقه كل فجر وضحوية .. أنه كعطر كل الأمهات لكن عطر أمنه بت كانور " ضوء البيت بلغة الدناقلة " لم يكن عطرا باريسيا.. وليس هو من الفترينات الفخيمة لكنه عطرا يؤانسني ويدقدق فؤادي ويجعلني أبتهج كثيرا واضحك قليلا وادعو لأمي ولكل الأمهات عشقي الأبدي ويسرح خيالي في بحور محبتها وعطفها .. آه لو استرقتم السمع معي حينما كانت تناديني او ترد علي مكالماتي " يا عطوفة " فما زال رنين صوتها المنساب عطفا ومحبة يدقدق خيالي.. أمي يا عصفورة في رحاب الجنان .. أرقدي بسلام ..
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقط
awatifderar1@gmail.com
////////////////////