هرطقات الحركات الانقلابية !!!!

 


 

بشير أربجي
26 March, 2022

 

أصحي يا ترس -
انتشرت أمس وأمس الأول تصريحات متعددة لقادة الحركات المسلحة داعمي إنقلاب البرهان وحميدتي، وانصبت جميعها فى تجريم الثورة المجيدة التي مكنتهم جميعا من حكم البلاد عبر مجلس السيادة المحلول وفق إتفاق جوبا، حيث قال مالك عقار سنعمل مع من ينفذون إتفاق جوبا لسلام السودان وسنقف ضد من يعملون على عرقلته، معتبرا المد الثوري ضد الإنقلاب عرقلة للاتفاق، لكن السيد عقار والمعين أخيرا بالمجلس من قبل قائد الإنقلاب كصنوه الهادي إدريس،
لم يخبرانا عن أي إتفاق يتحدثان، هل هو الإتفاق الذي فرح به كل الشعب السوداني ورقص وغني له متمنيا نهاية فصول الحرب اللعينة عبره، أم هو الإتفاق تحت التربيزة الذي تحدث عنه مني أركو مناوي بلا مواربة حينما أعلن عن وجوده، وقال أن الإتفاق يشمل عدم تسليم المخلوع وشلة مجرميه المطلوبين للجنائية رغم التزام البلاد بذلك، ويشمل كذلك بقاء البرهان على رأس المجلس السيادي رغما عن الوثيقة الدستورية الحاكمة، فإن كان قادة الجبهة الثورية يتحدثون عن إتفاق سلام جوبا الذي أتى بهم حكاما فهم دون غيرهم من أطلق عليه رصاصة الرحمة بوقوفهم مع إنقلاب البرهان وتقويضهم للوضع الدستوري الذي أنتج الإتفاق، أما إن كانوا يتحدثون عن الإتفاق تحت التربيزة الذي تحدث عنه مناوي فهو لا يخص الشعب السوداني وثواره الأماجد فى شيء، ولا يوجد أحد يمكنه أن يدعم حكما عسكريا يريد عقار ومجموعته تحقيق أهدافهم الخاصة عبره.
لذلك على عقار والهادي إدريس والطاهر حجر ومناوي ومن لف لفهم التفريق بين الثورة المجيدة التي أتت بهم، وبين شرعيتهم المفقودة التي يحاول برهان وحميدتي منحها لهم من أجل تقويض الحكم المدني الانتقالي بالبلاد، وليعلموا أن ثوار الشعب السوداني الأماجد لن يتراجعوا عن إكمال ثورتهم وأهدافها التي تعاهدوا عليها مع الشهداء، ولن يدعوا نظاما يقوده البرهان بنفس الطريقة التي كان يقود بها المخلوع البلاد من ابتذال وامتهان لكرامة البلاد لكل من يرمي لهم بالدرهم أو الريال، وأن الثورة ماضية ولن يوقفها قمع ولن يثبت أركانها ما تفعله جيوش الحركات المسلحة والمليشيات بالثوار،
فكل من يخرج للشارع لإسقاط هذا الإنقلاب يعلم تماما من يواجه، وصار الآن يعلم أيضا أن قادة الحركات المسلحة ليسوا هم أولئك المناضلين المتوهمين، إنما هم عبارة عن مجموعة تبحث عن وظائف لا تثق أنها ستجدها تحت ظل الحكم المدني الديمقراطي وتريد تأمينها عبر البندقية حالها فى ذلك حال البرهان وحميدتي، ولن تحققها لأن الشعب السوداني وثواره الأماجد قرروا ألا حكم يمر عبر البندقية مرة أخرى، ولا أظن أن هناك من يمتلك إرادة تفل الحديد مثل الشعب السوداني مهما حمل من سلاح ومهما امتلأ بالغدر والخيانة.
الجريدة

 

آراء