أبـريــل 2022 هـل تسمــعـنا ؟!
محـمد أحمد الجـاك
27 March, 2022
27 March, 2022
بــهدوووء-
في يوم تلتقي فيه النهايات، نهاية عقد، ونهاية عام، ونهاية شهر، ونهاية أسبوع، أرفع صوتي لعل القادم بعد ساعات يسمعني
أيُّها(أبريل) العام الجديد, مجهول الملامح, هل يمكن أن تمسح الغبار عن وجوهنا؟!
هل يمكن أن تعيد لنا الأيام, التى سرق اللصوص قمرها, ونجومها ودفئها, وطعمها .. .. أبريل الجديد 2022 , هل يمكن أن تقبلنا على طاولتك , وأنت تعرف أننا ننتمى بجروحنا, وأوراقنا الثبوتية , وملفاتنا لعام 2021 , ذلك العام (الدراكولى) الذى شهد فيه أخاك اكتوبر تقدماً مذهلاً للخلف ؟!
رحلة قضيناها بين شروق وغروب , دون أن نجير الإنسان السوداني من لهيب الغلاء , وأعباء الموازنة بين موارده المنهوبة والمسروقة والمهدرة , وحقه فى حد أدنى من أسباب الحياة بكرامة ..
مائة وخمسون صباحاً ومساء أرهقنا فيها مخاض آمال مستحيلة , فى وطن بلا إستبداد , وطن تتفتح فيه الزهور فى سن التفتح , ولا تشيخ وتذبل على أعوادها , وطن يتقاعد فيه الناس فى سن التقاعد , وطن يثمن الحقيقة، ولا يلفقها ويهينها .. وطن يحترم عقول مواطنيه وكرامتهم.
أبريل الجديد 2022 , هل نرى فيك (رشيداً) ينتفض , ويوقف كل هذا الهزل والهراء ؟! هل نرى عاقلاً , يصلح فيك ما أفسده سابقك؟!
هل يمكن أن تحمل تباشيرك (صباحاً جديداً) تستقيم فيه الخطوط المموجة والأسطح المدببة , تصفو فيه السماوات الملبدة , وننزع فيه فتيل الإنفجار الدى سيعصف بالجميع ؟!
هل تحمل لنا فى طياتك أياماً أقل تعاسة وحزناً من تلك التى سكبها اكتوبر 2021 على رؤوسنا ؟ هل سيأتى يوم يكون فيه الفرح والضحك والسعادة حقاً للجميع ؟
لسان حال كل سوداني , ينطلق مع بداية أيامك , وبغنتظار مقدمك الذي نأمل أن يكون سعيداً و داعياً الله أن يزيح الغمة وأن يعيد لهذه الأمة وحدتها , ويرمم ما أصاب وجهها من شروخ وخدوش وجروح.
طلباتنا وأمنياتنا أيها الابريل للعام الجديد 2022 فيك ومنك , واضحة وبسيطة ومحددة:
حرية .. سلام .. وعدالة .. فالعدل .. والحرية هما اساس تقدم وتطور الشعوب والأمم !! الستر والعافية !! ولقمة العيش النظيفة بكرامة لكل سوداني!!
نحلم أن تسرى فيك روح جديدة , تعيد الأمل لقلوب السودانيين .. نحلم أن تتخلل أيامك مشاعر الرحمة , والحب , والوفاء , بعد أن تآكلت وتقلصت لأقصى مدى فى أيام سابقك اكتوبر الحزين 2021؟
أيها القادم بعد ايام ماذا تحمل لهذا الوطن الذى أشتاق للفرحة .. للنصر للإنصاف، للحرية؟
هذا الوطن الذى يؤرقه الشوق لحرية حقيقية , ولحكام يرهبون الشعب أكثر مما يرهبونه, يقدسون مواطنه اكثر مما يستعبدوه.
أيها الشهر الانيق هل يسترد الإنسان السوداني فيك بعضاً من قيمته وكرامته المهدرة فى الداخل والخارج ليصبح إنساناً جديداً بكامل حقوق الإنسان , ومواطناً بكامل حقوق المواطنة ؟
هل يمكن أن تسمح روزنامتك المتخمة بموعد مع الناس بموعد مع التغيير والإصلاح .. بموعد لمصالحة مؤجلة، وحوار حقيقى بات هو الأمل فى إصلاح العطب الذى أصاب البوصلة فى الوقت الحرج ؟
سؤال :
أبريل 2022 .. نناديك فهل تسمعنا ؟!!
يا عامنا المقبل2023، تمهل علينا قليلاً، فلدينا طلبات محددة منك.. نحلم بأن تسود الحكمة فيها، ويعود لهذا الوطن عقله وقلبه، فنرمم بك شروخ عام دام انقضى.
. يا عامنا المقبل.. كفانا تعاسة وحزناً.. تخادلاً وجبناً.. ضعفاً وتهاوناً وهزلاً.. نريد وطناً جديداً وبشرى جديدة
يا عامنا المقبل على عجل، طلباتنا (منك وفيك) محدودة ومتواضعة.. نريد أن نبتسم، أن نضحك من القلب، أن نفرح ونسعد، ككل شعوب الأرض.
نحلم من بين أيامك الـ(365) بيوم واحد يعرف فيه الناس (الحقيقة). لتبيض وجوه وتسود وجوه فيخرج الخوف من قلوب الناس بلا رجعة.
نحلم بأن تجمعنا بمن نحبهم ويحبوننا، فأجمل ما ننتظره فيك أن يجتمع المحبون داخل الوطن.
. أيها العام الفتى القادم.. لا ننتظر منك أن تعذب من عذبونا، أو تُفرق من فرقونا.. فقط ننتظر منك أن تُخلص الجميع من العذاب
فهل تسمعنا ؟!
---------------------------
الذاكرة نعمة النسيان ..
من يفكرون كثيراً.. ينسون كثيراً !!
فالمسمار الجديد.. يطرد بدخوله مسماراً قديماً !!
وذاكرة الإنسان مثل (السبورة) المدرسية، يدون عليها كل ما يدور في الحصة، لكن مع دخول حصة جديدة، لابد أن تمتص الأسفنجة كل ما دون على اللوحة، لإتاحة الفرصة لعلوم وأفكار جديدة !!
صحيح أن النسيان آفة من الآفات، لكنه ليس آفة من آفات التفكير بل التذكير، فالنسيان ينقي الفكر والمعتقات من أمور كثيرة يجب أن تسقط، ولولا نعمة النسيان لمات المفكرون متسممين بأفكارهم!!، والسياسيون بخبراتهم !!
فكلما ترقى عقل الإنسان، كان أكثر رضوخاً لسلطان النسيان، واحتياجاً له!! فالجهلاء والبدائيون قلما ينسون شيئاً، فالحمار - مثلاً - وهو أكثر الحيوانات من حيث الغباء هو أيضاً الأكثر تذكراً للدروب التي يسير عليها!!
جلست منذ ساعات أطالع دفتر تليفوناتي على محمولي الشخصي، بحثاً عن أسماء وانهمكت فيما وراء الأسماء من قصص وذكريات وحكايات، حتي أني لم أجر مكالمة واحدة !!
واكتفيت بالتفتيش في ذاكرتي والوقوف على حالتها، وموقف بعض الأسماء فيها، وموقفها منهم !!.
بدت لي بعض الأسماء، مازلت أذكر أني أعتب عليهم، أو أذكر أن شيئاً، أو تصرفاً أغضبني منهم، لكني لم أعد أذكر علي وجه التحديد هذا الموقف أو التصرف، مما حملني أن اتخذ قراراً أن أغسل ما تبقى في ذاكرتي من جرح أو ألم أو غضب، بعد أن أسقطت ذاكرتي التفاصيل والأسباب التي حملتني في السابق علي هذا الموقف أو ذاك !!
حقاً إذا كان النسيان نقمة أحياناً، فهو نعمة في معظم الأحيان!! نعمة تغلق القلوب المكلومة، وتقي الفؤاد من الأحزان.. فلولا نعمة النسيان، لماتت الأمهات الثكالى جزعاً، وتفجرت رؤوس الآباء الشيوخ من ضغوط الأسف علي شباب ولى، ورجاء تخلى ..
النسيان هو الدواء الذي يصرف مجاناً بمعرفة الرعاية الإلهية لكل البشر، فما من إنسان إلا وعذبه الأسف علي نعمة زالت، أو فراق حبيب، أو غدر صديق، أو نذالة شخص أحسنت إليه فأساء هو إليك !!
حقاً أيها الإنسان، حسبك من الحقد مصاباً، ومن الحب عذاباً، ومن الهرم رعباً ويأساً، ومن نكران الجميل طعناً، ومن الخيانة هولاً، لولا أن الأيام هي التي تكفل لك العلاج بالسلوان والنسيان، فلولا فقدان الذاكرة - أحياناً - لكان ضحايا الذاكرة، أكثر من ضحايا الحروب والأوبئة!!
الخروج بهدووو أكثر .. من عجائب الدنيا !!
شعوب وقادة في القرن الحادي و العشرون يبحثون عن صناعة الأمجاد لبلدانهم وجاهل مخبول يطالب الشعب بالعودة لزمن الجدود واللجوء للعيش بدون أبسط مقومات الحياة، عجبت لك يا زمن وعظم الله أجرك يا وطن!!.
mido34067@gmail.com