أدوات النظافة أصبحت من الكماليات والكتب والمواد المدرسية دونها خرط القتاد … عموما لا صحة ولا تعليم !

 


 

 

ghamedalneil@gmail.com

أرصفة الشوارع تكتظ باطنان من القمامة والخطورة ليس وضع النفايات في غير المكان المخصص لها بل إن هذا المنظر الكئيب الذي كان يجلب الاسي والحزن صار في غاية من الالفة والصداقة خاصة إذا هبت الريح وبعثرت الأوساخ في أوسع نطاق هنا تجد الجميع يمارسون حياتهم اليومية من غير كدر رغم الروائح الكريهة التي تلطم أنوفهم التعيسة وهنا تكمن المأساة وقد وصلنا الي ما لا يحمد عقباه فقد لزمنا الصمت ونحن نري الجراثيم تعبث بنا في حرية تامة والكلاب الضالة والقطط السائبة والجرذان كل هذه المنقصات صارت لنا خريطة طريق وبانوراما ونشيد نحفل بها وكأننا سكاري وكان افهامنا قد خرجت ولم تعد !!..
مسألة الأوساخ هذه التي أصبحت ظاهرة مزعجة اللوم فيها يقع علي الجميع وحتي الصغار يجب أن يفهموا منذ الروضة أن الأمة التي تضرب بالنظافة عرض الحائط ينقصها الذوق الرفيع ومستقبلها مظلم في كافة المجالات ومهددة بالفناء واحترام الغير لها تحت الصفر وما وصلت إليه من هذا الحال الرديء يدل علي أن التعليم بها قد خرج في إجازة مفتوحة !!..
نحتاج أن يلتف الجميع حول بعضهم البعض ويفكروا ويتحاوروا في الكبيرة والصغيرة علي مستوي الحي والقرية والمدينة بتجرد ورغبة في تقديم الخدمات النافعة العامة من غير أنانية وجشع واستغلال من اي نوع ... يجب أن نكف عن إيذاء بعضنا البعض فارضنا فسيحة تسع الكل ولا داعي لشفقة التجار وهم يغالون في الاسعار ولا خلق أو ضمير لأصحاب المركبات العامة وهم يرفعون التعريفة لعنان السماء ... ببساطة نحن نعذب أنفسنا بأنفسنا لتات النتيجة أن الخسران المبين قد لف حباله حول رقابنا لنخسر بالداخل والخارج وتجعل منا الدول أضحوكة بل تتجرأ علينا وتريد تجريدنا من كل شيء لاننا فقدنا حرارة القلب وحب الوطن وصار حب المال والشره في جمعه هدفنا نسير إليه بعيون مغمضة ونفوس كلها حقد وحسد ورغبة في الانتقام حتي من اقرب الأقربين ولا وازع لنا من خلق أو دين فقد طوانا ابليس اللعين تحت جناحه وصرنا اطوع له من بنانه وصار يفتخر بين الأمم بأنه مزق فاتورة السودان الأخلاقية وحول شعبه الي ضباع تنهش لحم بعضها في تلذذ وبمزاج مجنون .
كلنا مسؤولون عن ماحاق ببلادنا الطيبة والتاريخ لن يستثني منا أحدا ...
فهل ياترى سوف ينعدل حالنا المائل وتكون هنالك فسحة من الأمل في اخر المشوار ام أن الوضع سيظل كما الجحيم ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
///////////////////////////

 

آراء