البازار الباريسي وأحلام الأوكرانيين
محمد الربيع
31 March, 2022
31 March, 2022
———————
إنّا لفي عصرٍ به - يقصي القعود عن المُرامِ
عصر التذرع بالمعارف - للدفاع عن الذِمامِ
أما الرجالُ فنجحها - في فعلها لا في الكلامِ
،،، جميل صدقي الزهاوي
✍️كان يوم الأحد السابع والعشرين من مارس آزار ٢٠٢٢ يوماً إستثنائياً بميدان الجمهورية بوسط العاصمة الفرنسية باريس حيث شهد مظاهرة كبيرة دعماً للشعب الأوكراني الذي يواجه بلاده الغزو الروسي، حيث إكتظت الساحة باللاجئين الأوكران والمناصرين لقضيتهم من بقية الشعوب والنشطاء الداعمين للسلام والسلم العالمي ،، حيث أرتفعت الأعلام الأوكرانية تملأ سماء المكان واللافتات الكبيرة التي تندد ببوتين وتطالب بالوقف الفوري للحرب وكتبت باللغات (الإنجليزية، الفرنسية والروسية مع الأوكرانية) وعلي الرغم من أنني قد جُلتُ ببصري في كل الإتجاهات لكنني لم ألحظ أي لافتة مكتوبة باللغة العربية!! وهي في حد ذاتها رسالة للغربيين الذين يكيلون (بستين مكيال)!!
?كانت هناك شاشة تلفزيونية عملاقة نصبت أمام الجماهير تنقل الحدث بالصوت والصورة نقلت خطب الحاضرين ثم نقلت بعدها خطب كل زعماء حلف الناتو المجتمعين بالعاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا وسبل الحل حيث تباري القادة والزعماء الغربيين علي التنديد "بأقسي العبارات" لهذا الغزو ومهاجمة بوتين وتأكيد دعمهم اللا محدود للشعب الأوكراني (المسكين) وأكدوا بأنهم مع الأوكرانيين (في خندق واحد) وإنهم منتصرون علي الدكتاتور بوتين وسوف يدحرون الجيش الروسي ومرتزقته ألي خارج أوكرانيا وسوف يعيدون بناءها و و و الخ وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطاب حماسي قابله الجمهور بالتصفيق وأصبح المكان مثل سوق عكاز وبازار خطابي لقادة شعوبيين يبيعون الأحلام والأوهام للشعب الأوكراني المسكين كما باعوها كثيراً للشعوب الإسلامية والآفرو-عربية!! وكان بين كل فاصل وآخر يظهر مشهور أوكراني (فنان، فنانة، كوميدي ورياضي) يطالب العالم بدعم الشعب الأوكراني ومساعدتهم لتجاوز هذه المحنة مع ضرورة إسقاط بوتين اللئيم!!
☀️في الوقت الذي تدور فيه هذه الأحداث والخطب الحماسية ما بين العاصمتين باريس-بروكسل، كان هناك حوالي عشرة مليون اوكراني عبروا الحدود بالفعل وأصبحوا لاجئين وحوالي خمسة ملايين أخري يتكدسون علي البوابات والمعابر الغربية أملاً للهرب بعيداً من صواريخ أبو علي بوتين التي لا ترحم وإن سماءهم "تمطر حصو" ومدنهم تُدَك وتسوّي بالأرض وشوارعهم جحيم! فأدركتُ بأن كل الغربيين إنما يثرثرون ويبيعون الأوهام المستحيلة للأوكرانيين، بينما هناك رجلْ واحد فقط في هذا العالم يتبع أقواله بأفعال هو "أبو علي بوتين" ،، لقد أنفضَّ السامر "وشتت" قادة الناتو الذين يعلمون بأن (بوتين ليس القذافي)! وتبخرت خطبهم مع الرياح! وأما هجرة ولجوء الأوكرانيين فسوف تطول لعقود وأجيالهم الذين يولدون في الخارج فلن يصبحوا جزءاً من مستقبل أوكرانيا … (إذا كان ذلك المستقبل يُري في حكم المنظور أصلاً) !! أما الشعب الأوكراني المسكين الذي يغني مع عصام محمد نور (أو تلوّح بالآمال … أو تصبرني بكلمة حتي لو كانت محال) وينتظر نجاته الميئوسة علي أيدي الغربيين سماسرة الأوهام فسوف يدرك بعد فوات الأوان المثل الذي يقول "ما حكّ جلدك مثل ظفرك" ….
وما الحربُ إلّا ما علمتم وذقتم - وما هي عنها بالحديثِ المرجمِ
m_elrabea@yahoo.com
إنّا لفي عصرٍ به - يقصي القعود عن المُرامِ
عصر التذرع بالمعارف - للدفاع عن الذِمامِ
أما الرجالُ فنجحها - في فعلها لا في الكلامِ
،،، جميل صدقي الزهاوي
✍️كان يوم الأحد السابع والعشرين من مارس آزار ٢٠٢٢ يوماً إستثنائياً بميدان الجمهورية بوسط العاصمة الفرنسية باريس حيث شهد مظاهرة كبيرة دعماً للشعب الأوكراني الذي يواجه بلاده الغزو الروسي، حيث إكتظت الساحة باللاجئين الأوكران والمناصرين لقضيتهم من بقية الشعوب والنشطاء الداعمين للسلام والسلم العالمي ،، حيث أرتفعت الأعلام الأوكرانية تملأ سماء المكان واللافتات الكبيرة التي تندد ببوتين وتطالب بالوقف الفوري للحرب وكتبت باللغات (الإنجليزية، الفرنسية والروسية مع الأوكرانية) وعلي الرغم من أنني قد جُلتُ ببصري في كل الإتجاهات لكنني لم ألحظ أي لافتة مكتوبة باللغة العربية!! وهي في حد ذاتها رسالة للغربيين الذين يكيلون (بستين مكيال)!!
?كانت هناك شاشة تلفزيونية عملاقة نصبت أمام الجماهير تنقل الحدث بالصوت والصورة نقلت خطب الحاضرين ثم نقلت بعدها خطب كل زعماء حلف الناتو المجتمعين بالعاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا وسبل الحل حيث تباري القادة والزعماء الغربيين علي التنديد "بأقسي العبارات" لهذا الغزو ومهاجمة بوتين وتأكيد دعمهم اللا محدود للشعب الأوكراني (المسكين) وأكدوا بأنهم مع الأوكرانيين (في خندق واحد) وإنهم منتصرون علي الدكتاتور بوتين وسوف يدحرون الجيش الروسي ومرتزقته ألي خارج أوكرانيا وسوف يعيدون بناءها و و و الخ وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بخطاب حماسي قابله الجمهور بالتصفيق وأصبح المكان مثل سوق عكاز وبازار خطابي لقادة شعوبيين يبيعون الأحلام والأوهام للشعب الأوكراني المسكين كما باعوها كثيراً للشعوب الإسلامية والآفرو-عربية!! وكان بين كل فاصل وآخر يظهر مشهور أوكراني (فنان، فنانة، كوميدي ورياضي) يطالب العالم بدعم الشعب الأوكراني ومساعدتهم لتجاوز هذه المحنة مع ضرورة إسقاط بوتين اللئيم!!
☀️في الوقت الذي تدور فيه هذه الأحداث والخطب الحماسية ما بين العاصمتين باريس-بروكسل، كان هناك حوالي عشرة مليون اوكراني عبروا الحدود بالفعل وأصبحوا لاجئين وحوالي خمسة ملايين أخري يتكدسون علي البوابات والمعابر الغربية أملاً للهرب بعيداً من صواريخ أبو علي بوتين التي لا ترحم وإن سماءهم "تمطر حصو" ومدنهم تُدَك وتسوّي بالأرض وشوارعهم جحيم! فأدركتُ بأن كل الغربيين إنما يثرثرون ويبيعون الأوهام المستحيلة للأوكرانيين، بينما هناك رجلْ واحد فقط في هذا العالم يتبع أقواله بأفعال هو "أبو علي بوتين" ،، لقد أنفضَّ السامر "وشتت" قادة الناتو الذين يعلمون بأن (بوتين ليس القذافي)! وتبخرت خطبهم مع الرياح! وأما هجرة ولجوء الأوكرانيين فسوف تطول لعقود وأجيالهم الذين يولدون في الخارج فلن يصبحوا جزءاً من مستقبل أوكرانيا … (إذا كان ذلك المستقبل يُري في حكم المنظور أصلاً) !! أما الشعب الأوكراني المسكين الذي يغني مع عصام محمد نور (أو تلوّح بالآمال … أو تصبرني بكلمة حتي لو كانت محال) وينتظر نجاته الميئوسة علي أيدي الغربيين سماسرة الأوهام فسوف يدرك بعد فوات الأوان المثل الذي يقول "ما حكّ جلدك مثل ظفرك" ….
وما الحربُ إلّا ما علمتم وذقتم - وما هي عنها بالحديثِ المرجمِ
m_elrabea@yahoo.com