بداية سيناريو الفوضى القادم

 


 

 

‏ما حدث صباح الأمس 30 مارس في السوق العربي واجزاء متفرقة من وسط الخرطوم ما هو إلا تمهيداً لنشر الفوضى التي لطالما تحدثنا عنها في مقالات سابقة ونبهنا لها مراراً وتكراراً ، و أكدنا بأن جنرالات العسكر وبقايا ‎الكيزان في المؤسسة العسكرية سيحاولون جر الشارع للفوضى في حالة شعورهم بالخطر مستقلين في ذلك غباء الجنجويد والحركات المسلحة لنشر هذه الفوضى على مستوى العاصمة و الولايات ، وما حدث صباح الأمس يؤكد ما أشرنا إليه ، ويفتح أبواباً للتنبؤات بما يمكن أن يحدث في قادم الأيام .

المتابع لمجريات الأحداث منذ إنقلاب "البرهان" في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي سيُدرك تماماً بأن "البرهان" ومن يتبعه قد ادخلوا أنفسهم في "ورطة" كبيرة جدا وأن خططهم التي خططوا لها باءت بالفشل الذريع وأن الشعب السوداني بكل أطيافه قد توافق على سوء إدارة العسكر وأتباعهم من "جنجويد" وحركات مسلحة و مدنيين انتهازيين وفشلهم في إدارة دولاب الدولة والتحكم بزمام الأمور في البلاد وأن ذهابهم عن السلطة ما هو إلا مسألة وقت .

عندما يفشل الإنسان في حياته الطبيعية يحاول بشتى الطرق إيجاد حلول لهذا الفشل ، و تدارك بعض الصعوبات من أجل النجاح وهذا شيئ طبيعي في الإنسان أن يحاول النهوض بعد السقوط ، وهذا دليل تعافي لا مرض ، اما بخصوص العسكر وغيرهم من رِجرجة و دهماء الإنقلاب فقد تختلف الموازين بعض الشيئ لما يمتاز به العسكر من غباء وقصور في التفكير الشيئ الذي يجعل منهم اكبر "أضحوكة" في التأريخ السوداني الحديث و يؤكد المقولة المشهورة التي تقول :
(من فشل في الحياة صار جندياً) .

يحاول الإنقلابيون السير بنفس نهج إخوانهم اللا إسلاميون وتنفيذ ذات الخطط الإجرامية واللا إنسانية في حق المواطن المغلوب على أمره وبنفس سيناريو كلاب الأمن في عهد البشير لعنة الله تغشاه ، و ها أنتم تشاهدون ما يحدث كل يوم من سلب ونهب مسلح وإغتصاب وإذلال لأفراد الشعب السوداني و القمع المفرط للثوار في كل مليونية يخرجون فيها ، حتى متى ؟؟ سنظل نعاني من هؤلاء المرتزقة وقطاع الطرق ؟؟ حتى متى سندفن رؤوسنا في الرمال ونحاول النأي بأنفسنا عما يحدث لإخواننا "الكادحون" الذين يفترشون الأرض من أجل لقمةٍ حلال تُغنيهم شر السؤال ؟؟
حتى متى ؟؟ ستلاحقنا لعنة العسكر
حتى متى ؟؟
ماهو ذنب هؤلاء الذين تم كسر "دكاكينهم" والإستيلاء على ما بداخلها من بضائع ومقتنيات ؟
ماهو ذنب هؤلاء "الفريشة" واصحاب "الطبالي" وماذا فعلوا غير أنهم يحاولون أن يكسبوا حلالاً لإعانة اسرهم و اهاليهم .

يحاول الإنقلابيون إثارة الفوضى بأي شكل من الأشكال و إستفزاز الشعب السوداني و مضايقته في لقمة عيشه حتى يُخرجوا الشعب عن سِلميته ليجدوا مسوقاً لهم لإستخدام ألة القتل لإحكام قبضتِهم بقوة السلاح الشيئ الذي سيُخرج العاصمة عن السيطرة في ظل وجود هذا الكم الهائل من الحركات المسلحة التي تضع عينها على ثروات وموارد البلاد ، و "الجنجويد" الذين يحلمون بتكوين "مملكة آل دقلو " في السودان الحديث بدعم من "اليهود" الذين يضعون أمالاً عِراض في هذا الأهطل الذي يُطلق عليه "حميرتي" ، و لا شك بأننا كسودانيين بين مطرقة العسكر والجنجويد والحركات المسلحة وبين سندان إسرائيل ودول المحاور فماذا نحن فاعلون و ما هو الحل ؟ .

ترس ..

الفوضى قادمة لا محالة و البأس اشد فلنتوحد و لنضع مصلحة السودان نصب اعيننا و لنبتعد عن كل ما يمكن أن يعكر صفو حياتنا و لنرسم خارطة جديدة لسودان جديد خالي من كل أشكال القبلية والجهوية ، و لنحاول تدارك ما يمكن تداركه مما تبقى لنا من وطن قبل فوات الأوان وقبل أن نجد أنفسنا لاجئين في دول اخرى .
اللهم قد بلغت اللهم فشهد .

zlzal1721979@gmail.com
////////////////////////

 

آراء