حقبة حمدوك .. الحقبة الذهبية للفريق برهان

 


 

 

قرأت في الأثر الكريم أن قوم صالح بعد أن ذبحوا الناقة وتيقنوا من حلول العذاب بهم سارع بعض عقلائهم إلى إنقاذ (الفصيل ) من القتل ولكن حدث ما حدث ، فقد قتلوا الفصيل أيضاً فحاق بهم العذاب ، والمغزى من هذه القصة أنه لا مجال للتراجع بالنسبة للعسكر في السودان .
في فترة الدكتور حمدوك كان الفريق برهان يقدم نفسه بأنه صانع للسلام والوحدة الوطنية ، وبأنه يريد حل الأزمة الإقتصادية لولا (جرجرة ) المدنيين وتكالبهم على السلطة وإرتهانهم للخارج ، حتى عندما إجتاحت البلاد الفيضانات قد الفريق برهان نفسه بشكل مختلف للمتضررين وبأنه الرجل الذي تجدونه أمامكم عندما تحدث الكارثة ثم يتلقى بعض الهتافات المؤيدة له .
كذلك كان الفريق برهان يشيع الحماس بين ضباطه وجنوده ويخطب فيهم ويذكرهم بأنهم صناع الثورة التي بددها المدنيون وبأنهم لن يرضوا بأن تقوم فئة قليلة بإختطاف قرار البلد .
ولإحراج حكومة حمدوك أكثر فأكثر وعزلها عن جاربتها أثيوبيا بسبب دورها في صناعة السلام في السودان قام البرهان بالتحالف مع مصر وتصعيد قضية الفشقة ، أصبحت (الفشقة ) مزاراً وكعبةً يطوف عليها عارياً كل من يؤيد البرهان وصحبه ، ثم مضت الأمور أكثر إحتداماً بالنسبة للحكومة المدنية والتي تواجه الأزمات الإقتصادية وجائحة الكورونا بينما العسكر يقبعون في المقاعد الوثيرة وهم يحبكون المؤامرات ، وعندما فشلوا حرضوا الناظر ترك على إغلاق الشرق وحصار الموانئ السودانية حتى تحدث مجاعة فتسقط حكومة الدكتور من تلقاء نفسها تحت ضغط الشارع.
لكن ذلك لم يحدث .
فلجأ البرهان للخارج وتلقى النصائح من حلفائه الإقليميين بضرورة تنفيذ الإنقلاب على الحكومية المدنية ..
حدث الإنقلاب ، ووضع الفريق برهان كل خصومه في السجون ، أعاد رموز البشير ، فصل أساتذة الجامعات ، تحولت الخرطوم لثكنة عسكرية بل أن الأمن في حقبة الدكتور حمدوك كان أفضل من الآن ، والسودان الآن ينتظر شبح العقوبات الدولية والعزلة التامة من قبل المجتمع الدولي .
تبدد حلم البرهان ، وللخروج من المأزق تذكر فصيل ناقة صالح وهو الوثيقة الدستورية ومحاولة ترميمها من جديد لتضم حزب البشير وعودة أركان نظامه ..
طاف الفريق برهان بين العواصم وهو يبحث عن الحل والأموال ، ولكن مساحة الحل إبتعدت وخرجت عن نطاق الوثيقة الدستورية ، فلم يعد الفريق برهان ورموزه صالحين للمشاركة في اي تجربة قادمة ، والحل المطروح وإن قبل الشعب الجيش على مضض إلا ان البرهان قد إستنفذ الفرص ولم يعد إنقاذ الفصيل يقيه من العذاب.
/////////////////////////

 

آراء