قريبا على الشاشة (فيلم ما بنسلم كديسة)

 


 

 

بشفافية -
طالما أن الانقلابيين بدأوا في اعادة عرض أفلام ومسرحيات وهزليات الرئيس المخلوع البشير، فمن المتوقع بعد تهديد فولكر وعدد من السفراء بالطرد، على غرار ما فعل المخلوع، أن يتم قريباً عرض مسرحية (ما بنسلم كديسة)، فمن أشهر هزليات المخلوع في اطار تحديه للمحكمة الجنائية الدولية ورده على مطالباتها بتسليم المطلوبين لديها في جرائم دارفور قوله على طريقة العنقالة (ما بنسلم كديسة)، ومنذ عام 2009 تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليم احمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين والمخلوع شخصياً وعلي كوشيب قبل أن يسلم نفسه لاحقاً، وكان المخلوع قد قال هذه العبارة السوقية في هوجة حماسه أمام حشد شعبي بجنوب كردفان، وكان يرتجل خطابه ارتجالاً، وما أكثر عكه وخرمجاته عندما يرتجل خطاباً، وكأنما يفهم أن الارتجال يعني الرجالة، وغالبا ما كانت خطاباته تلك تتسبب في الاضرار بعلاقات البلاد الخارجية، كما كانت خطاباته المرتجلة تشكل مادة خصبة للساخرين، فكانوا ينتظرونها بشغف، بعكس الخطابات الرسمية المكتوبة التي يلتزم فيها بالنص المكتوب، وكان شغفهم بمتابعة الخطابات المرتجلة التي عادة يبدؤها المخلوع بطقوس عرضة الدلوكة والرقيص والنقيز، ثم يبدأ في اطلاق الكلام المشاتر ويتخلي عن دور رجل الدولة الذي من اهم ادواره ضبط خطابه الاعلامي والتحدث بدبلوماسية والتزام، وقد اطلق المخلوع الكثير من العبارات اياها التي لاحقته واصبحت دليل ادانة له، منها على سبيل المثال المحكمة الجنائية تحت جزمتي، ونحن سفكنا دماء المسلمين و قتلنا عشرة الف في دارفور في حرب ما تستحق نضبح فيها خروف، كما حكي بلا خجل أو وازع من ضمير تفاصيل اعدام 28 ضابطا في رمضان قائلا عنهم انهم كانوا خيرة ضباط الجيش وصلناهم لرمضان ودفناهم..
علي ذات خطى المخلوع وبذات عقليته وحنفشته وهاشميته الفالصو، يمضي قادة الانقلاب، فالشئ من معدنه لا يستغرب، ولهذا ليس غريبا ان تمضي لجنة المخلوع الأمنية التي رباها ورعاها على ذات دربه وذات طريقته، ولم يكن تهديد فولكر بالطرد الا موروثا من موروثات العهد البائد، فالسيد فولكر لم يقل شيئا غير الحقيقة، قالها بكل نزاهة وامانة وتجرد، وعكس واقع الحال في سودان ما بعد الانقلاب كما هو بلا زيادة أو نقصان، ولم يكن هناك ما يستدعي الغضب منه وتهديده بالطرد، فالاحاطة التي قدمها لمجلس الامن عن السودان واثارت كل هذا الرعب في اوساط الانقلابيين وشيعتهم، لا يستطيع كائنا من كان ان ينفي صدق ودقة معلوماتها،
فمن يغالط في ان البلاد تتجه نحو انهيار اقتصادي وأمني وتشهد معاناة إنسانية كبيرة، ما لم تُستأنف المرحلة الانتقالية بقيادة المدنيين الذي أطاح بهم البرهان، ومن ينكر ان منسوب الجريمة والفوضى في ارتفاع، ومن يشكك في قوله عن استمرار قتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب، والعنف ضد المرأة، وان البلاد بدون حكومة عاملة منذ انقلاب 25 أكتوبر، الى آخر الحقائق الدامغة والمعلومات الدقيقة التي كشفها فولكر، ولكنها حكاية الثعلب مع الديك، فعندما نوى الثعلب في الحكاية الانقضاض على الديك، وكانا يترافقان في مركب، قال الثعلب متحرشا بالديك (لماذا تثر علي الغبار) ليبرر الانقضاض عليه، وهل هناك غبار وسط الماء وفي عرض البحر، بالطبع لا ولكن هذا ما يفعله قائد الانقلاب الان مع حقائق فولكر..
الجريدة

 

آراء