حميدتي يتمنى عودة نميري.!
الطيب الزين
4 May, 2022
4 May, 2022
من أسوء الأقدار أن يتحول بلد مثل السودان، أعطى في كل مجالات الحياة فناً وشعراً وغناء، وكفاحاً سطرت حروفه حوافر الخيل وسيوف العشر، التي مزقت رايات الإستعمار منذ القرن التاسع عشر، في قدير وأمديبكرات وكرري وشيكان، ملاحم متواصلة من العنفوان عكست توق شعب، رغم الإبتلاءات التي عرفها في مسيرة نضاله المشرئبة دوماً للنور والجمال والإبداع الذي لم ينقطع، سطرته قصائد الفتيوري، ومحمد المكي إبراهيم، وأغنيات محمد وردي، وكابلي، وود الأمين، الثورة إنطلقت .. لتشكيل ملامح مستقبل خالي من الطغيان.!
كم الأقدار قاسية، إذ جعلت حميدتي وبقية الأشباح يتسيدون المشهد السياسي، بعد أن هدموا كل ما إنجزته الثورة من أجل وطن أجمل، يسع الجميع بكل تبايناتهم وتوجهاتهم وخياراتهم، عبر أفق مفتوح نحو فضاءات الحرية التي تعبر عن نبض الشارع، الذي ظل يردد منذ إنطلاق ثورته المجيدة في عام ٢٠١٨م، وشعاراتها حرية، سلام وعدالة ..الثورة خيار الشعب، تعبيراً عن تمسكه بحقه في الحياة بأن يحى حراً متطهراً من كل مظاهر الدجل والنفاق وخداع الذات التي ظل يمارسها أشباح الماضي، الكيزان وعسكرهم الذين ظنوا أنهم قادرون أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء عبر إنقلابهم المشؤوم على الحكومة الإنتقالية، الذي خاب مسعاه للدرجة التي جعلت حميدتي ينعاه أمام الإعلام، متمنياً بدلاً عنه عودة جعفر نميري كارباً قاشه، لحكم السودان.!
بئس التمني .. كان حرياً بحميدتي، أن يعترف بالأخطاء التي إرتكبوها بحق الوطن والشعب، بدلاً من الهروب نحو الماضي، وتمني عودة نميري، الذي لم يأت إلى السلطة عام ١٩٦٩م، عبر صناديق الإنتخابات الحرة النزيهة.
كما أنه لم يغادر السلطة في عام ١٩٨٥م، بمحض إرادته وإنما عبر إنتفاضة شعبية بعد فشل نظامه الذي تحالف مع الكيزان الذين غدروا به.!
كما غدروا بالشعب في عام ١٩٨٩م، وجاءوا بالطاغية عمر البشير، عبر إنقلاب عسكري، وبقى في السلطة ثلاث عقود، وكان يحلم بحكم السودان أبد الدهر.!!!
حديث حميدتي الأخير، لا يعبر عن حالة صحوة، أو يقظة، أو عبقرية.. بل يعبر عن حالة يأس وحيرة ومتاهة.!
في ظل حالة الفشل، والعزلة الداخلية والخارجية، وإتساع مساحة الحريق الذي لن يوقفه منطق البندقية والعنتريات الفارغة، وإنما يوقفه منطق الصدق والإعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية.
هذا الأمر يحتاج صحوة ضمير ما زالت غائبة!
الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////
كم الأقدار قاسية، إذ جعلت حميدتي وبقية الأشباح يتسيدون المشهد السياسي، بعد أن هدموا كل ما إنجزته الثورة من أجل وطن أجمل، يسع الجميع بكل تبايناتهم وتوجهاتهم وخياراتهم، عبر أفق مفتوح نحو فضاءات الحرية التي تعبر عن نبض الشارع، الذي ظل يردد منذ إنطلاق ثورته المجيدة في عام ٢٠١٨م، وشعاراتها حرية، سلام وعدالة ..الثورة خيار الشعب، تعبيراً عن تمسكه بحقه في الحياة بأن يحى حراً متطهراً من كل مظاهر الدجل والنفاق وخداع الذات التي ظل يمارسها أشباح الماضي، الكيزان وعسكرهم الذين ظنوا أنهم قادرون أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء عبر إنقلابهم المشؤوم على الحكومة الإنتقالية، الذي خاب مسعاه للدرجة التي جعلت حميدتي ينعاه أمام الإعلام، متمنياً بدلاً عنه عودة جعفر نميري كارباً قاشه، لحكم السودان.!
بئس التمني .. كان حرياً بحميدتي، أن يعترف بالأخطاء التي إرتكبوها بحق الوطن والشعب، بدلاً من الهروب نحو الماضي، وتمني عودة نميري، الذي لم يأت إلى السلطة عام ١٩٦٩م، عبر صناديق الإنتخابات الحرة النزيهة.
كما أنه لم يغادر السلطة في عام ١٩٨٥م، بمحض إرادته وإنما عبر إنتفاضة شعبية بعد فشل نظامه الذي تحالف مع الكيزان الذين غدروا به.!
كما غدروا بالشعب في عام ١٩٨٩م، وجاءوا بالطاغية عمر البشير، عبر إنقلاب عسكري، وبقى في السلطة ثلاث عقود، وكان يحلم بحكم السودان أبد الدهر.!!!
حديث حميدتي الأخير، لا يعبر عن حالة صحوة، أو يقظة، أو عبقرية.. بل يعبر عن حالة يأس وحيرة ومتاهة.!
في ظل حالة الفشل، والعزلة الداخلية والخارجية، وإتساع مساحة الحريق الذي لن يوقفه منطق البندقية والعنتريات الفارغة، وإنما يوقفه منطق الصدق والإعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية.
هذا الأمر يحتاج صحوة ضمير ما زالت غائبة!
الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////