مجزرة فض الاعتصام ..الذكرى الثالثة!!

 


 

 

ماوراء الخبر -
في مثل هذا اليوم وقبل ثلاثة أعوام شهدت الخرطوم أبشع المجازر أمام مؤسسة منوط بها حماية المواطنين في أرواحهم وأرضهم وعرضهم ، ولذكراها الأليمة والمُرة يُحيها الشعب السوداني مرتين.
"فض اعتصام القيادة" علامة فارقة في تاريخ السودان، فحين تم فض الاعتصام بالقوة كان المعتصمون يتأهبون للاحتفال بالعيد. وقتل خلال أحداث الفض نحو 200 من المحتجين وعشرات الجرحى والمفقودين وفق تقارير غير رسمية، بينما قدرت إحصائية حكومية الضحايا بحوالي 85 شخصا.
تحضر لجان المقاومة في العديد من مدن السودان لإحياء الذكرى الثالثة لحادثة فض اعتصام القيادة العامة اليوم وقالت لجان المقاومة بالخرطوم، إن إحياء ذكرى فض اعتصام القيادة العامة سيشهد موجة غضب وتصعيد ثوري كبير وواسع، وإنها ستحدد الوجهة قبل يوم من التصعيد الميداني..وشهدت الخرطوم أمس حشود أمنية كثيفة ومواكب في امدرمان والخرطوم .وقالت المقاومة إن مواكب اليوم ستنطلق بعد صلاة الجمعة في كل السودان وسبقت ذلك بوقفة احتجاجية أمس في منظمة أسر الشهداء .
وتُظهر مقاطع فيديو يتم تسريبها على فترات - كان آخرها مطلع رمضان - قوات من الدعم السريع وأخرى تتزيأ بزي الشرطة وهي تنكل بالمتظاهرين وتطاردهم في محيط القيادة، فيما لا تزال لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام لم تعلن عن تقريرها النهائي وتبرر ذلك بأنها تأخرت لعدم توفر بعض المعينات اللوجستية الخاصة بفحص الفيديوهات ، في وقت أكد فيه رئيس اللجنة نبيل أديب أنها إستمعت لأكثر من ثلاثة ألف شاهد.
تأتي الذكرى هذه المرة والساحة السياسية السودانية تشهد غليان وفوران في اطار المواجهة لاحداث تغيير جذري وأن يعود العسكر للثكنات وتبذل تنسيقيات المقاومة تضحيات جسام من أجل تحقيق مطالب الثورة ويسقط كل يوم شهيد يمد يده للشهيد الآخر دون أن تتوقف المسيرة ، ليصل عدد الشهداء الى 97 شهيداً، أما المصابين تجاوز عددهم الآلاف ، وأمس أبلغني أحد الأصدقاء أن شقيقه أصيب بطلق بندقية (الخرطوش) وأخرج من جسمه (65) حبة (سكسك) .
وفيما تتمسك قوى المقاومة بالتغيير الجذري وترفع عقيرة لاءاتها الثلاث ترى قوى الحرية والتغيير ان خيار التسوية السياسية ممكناً حال أن كانت تفضي لانهاء الحالة الانقلابية والغاء القرارات الارتدادية ضد قرارات لجنة التفكيك المجمدة والتي عاد بموجبها انصار النظام البائد ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب السوداني وقام بقتل المتظاهرين السلميين.
من الواضح ان الحصار أطبق هذه المرة على العسكريين وأن التغيير آت والانقلاب في طريقه للزوال ومن المؤكد أن الذكرى القادمة ستكون مختلفة وكثير من الأمور ستعود إلى نصابها.
الجريدة

 

آراء