احذروا المصيدة
حيدر المكاشفي
16 June, 2022
16 June, 2022
بشفافية -
اذا أراد الشباب وصف شخص بأنه غشيم وداقس يسهل غشه وتضليله، يقولون عنه بلغة الرندوك (الزول دا فارة)، ولا أدري لماذا اختار الشباب الفأر من دون مخلوقات الله ليصفوا به الشخص الغشيم، فما لدينا من قصة معبرة تناقض مقولة الشباب وتؤكد أن من بين الفئران ماهو شفت ومقددا، والقصة تقول..كان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمني نفسه بأكلة شهية،..لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما لذيذا، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه من الدهشة بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق، وإندفع الفأر يجري كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح، لقد جاءوا بمصيدة الفئران يا ويلنا، وهنا صاحت الدجاجة محتجة: إسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك أنت وحدك فلا تزعجنا بصياحك وعويلك، فتوجه الفأر إلى الخروف منبهاً له الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، فابتسم الخروف وقال يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب،
هنا لم يجد الفأر مناصا من الإستنجاد بالبقرة التي قالت له بإستخفاف يا مصيبتي في بيتنا مصيدة فئران، يبدو أنهم يريدون إصطياد الأبقار بها هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان. عندئذ أدرك الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة: (مفيش فايدة) وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر. وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله. ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر (راح فيها)، وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من إرتفاع في درجة الحرارة. وبالطبع فإن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات)، وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لا بد من ذبح الخروف لإطعامهم، ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم. وهكذا راحت زوجة المزارع وراحت الدجاجة وراحت البقرة وقعد المزارع صاحب المصيدة ملوما محسورا، بينما بقي الفأر المستهدف الاول سعيدا محبورا، أتدرون لماذا، يقول الفأر أنه أدرك بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة سيكونون أكثر من مجرد فأر صغير بلا حول ولا قوة ولهذا سعى لتنبيه من كانوا يظنون أنهم بعيدين منها ولكنهم للأسف لم يستبينوا نصحه، فهل تنتصحون وتعون درس الفأر يا أولي الألباب، أم يصدق فيكم وصف الشباب يا (فارات)..
الجريدة
اذا أراد الشباب وصف شخص بأنه غشيم وداقس يسهل غشه وتضليله، يقولون عنه بلغة الرندوك (الزول دا فارة)، ولا أدري لماذا اختار الشباب الفأر من دون مخلوقات الله ليصفوا به الشخص الغشيم، فما لدينا من قصة معبرة تناقض مقولة الشباب وتؤكد أن من بين الفئران ماهو شفت ومقددا، والقصة تقول..كان اللعاب يسيل من فم الفأر، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمني نفسه بأكلة شهية،..لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما لذيذا، ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه من الدهشة بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق، وإندفع الفأر يجري كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح، لقد جاءوا بمصيدة الفئران يا ويلنا، وهنا صاحت الدجاجة محتجة: إسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك أنت وحدك فلا تزعجنا بصياحك وعويلك، فتوجه الفأر إلى الخروف منبهاً له الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة، فابتسم الخروف وقال يا جبان يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب،
هنا لم يجد الفأر مناصا من الإستنجاد بالبقرة التي قالت له بإستخفاف يا مصيبتي في بيتنا مصيدة فئران، يبدو أنهم يريدون إصطياد الأبقار بها هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان. عندئذ أدرك الفأر أن سعد زغلول كان على حق عندما قال قولته الشهيرة: (مفيش فايدة) وقرر أن يتدبر أمر نفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين، بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر. وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة، وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله. ثم جاءت زوجة المزارع وبسبب الظلام حسبت أن الفأر (راح فيها)، وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية، وعادت إلى البيت وهي تعاني من إرتفاع في درجة الحرارة. وبالطبع فإن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة (ماجي لا تنفع في مثل هذه الحالات)، وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة، وصنع منها حساء لزوجته المحمومة، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لا بد من ذبح الخروف لإطعامهم، ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام، وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم. وهكذا راحت زوجة المزارع وراحت الدجاجة وراحت البقرة وقعد المزارع صاحب المصيدة ملوما محسورا، بينما بقي الفأر المستهدف الاول سعيدا محبورا، أتدرون لماذا، يقول الفأر أنه أدرك بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة سيكونون أكثر من مجرد فأر صغير بلا حول ولا قوة ولهذا سعى لتنبيه من كانوا يظنون أنهم بعيدين منها ولكنهم للأسف لم يستبينوا نصحه، فهل تنتصحون وتعون درس الفأر يا أولي الألباب، أم يصدق فيكم وصف الشباب يا (فارات)..
الجريدة