عودة امبراطورية قوش

 


 

 

بشفافية -
مواصلة لسلسلة (عودة ديجانقو) التي ابتدرها رئيس تحرير هذه الصحيفة، الزميل العزيز أشرف عبد العزيز، وخصصها لرصد وتوثيق ممارسات جهاز الأمن والمخابرات التي تؤكد عودته بعد انقلاب البرهان- حميدتي لممارسة ذات أفاعيله التي كان عليها خلال العهد البائد..نواصل هذه السلسلة ولكن تحت عنوان مختلف اخترنا ان يكون (عودة امبراطورية قوش)، فرغم ان مهمة الجهاز المتفق عليها والمثبتة في الوثيقة الدستورية تنص بوضوح على اقتصار مهمته على جمع المعلومات وتحليلها ورفعها الى جهات الاختصاص، من دون أن يكون له أي مهام أخرى، خصوصا في ما يتعلق بمهام الاعتقال والتحفظ والقتال في مناطق العمليات العسكرية، بل حتى مخرجات حوار (الوثبة) الذي أقامه النظام البائد في آخر عمره قضت بتحويله الى جهاز لجمع المعلومات، ولكن بعد الانقلاب اعاده الانقلابيون الى وضعه السابق كما كان عند انشائه عام 2004، حيث استحوذ على مهام واسعة خارجية وداخلية، وزاد تضخما ونفوذا في عهد مديره الأشهر الفريق أول صلاح عبد الله محمد صالح، المعروف ب(قوش)، إذ صارت للجهاز صلاحيات سياسية واسعة، وامتلك شركات اقتصادية ضخمة، وبنى علاقات خارجية ممتدة، حتى مع وكالة الاستخبارات الأميركية، وتحول الجهاز إلى مؤسسة ضخمة شكلت دولة داخل دولة، تتمتع باستقلالية كاملة اقتصاديا وتجاريا وماليا بل وحتى عسكريا، بانشائه لهيئة العمليات التي وفر لها تدريبا متقدما وترسانة من الاسلحة الثقيلة، فكان يقوم بكل مهام الدولة، من التشريع إلى تنفيذ قانون للاستثمار، وحتى التدخل في مجالات الفنون والرياضة، فضلاً عن ممارسته للعمل السياسي المباشر، ما حدا ببعض المراقبين ان يعزو ذلك إلى طموح قوش في اتخاذ المؤسسة الأمنية معبرا للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية، ولكل هذا تعارف الناس على اطلاق مسمى امبراطورية قوش على جهاز الامن..
ومن اشارات عودة امبراطورية قوش وربما اعادة قوش نفسه، الخبر المتداول عن عودة جهاز الأمن لممارسة أساليب عمله وتكتيكاته التي كان عليها في زمن المخلوع البشير، بالتضييق على حرية التعبير وتقييد الأنشطة الثقافية والفنية والسياسية التي يرى أنها مناهضة للانقلاب، خاصة بعد الاعلانات والتحضيرات الكثيفة من قبل الثوار لزلزال 30 يونيو، ومؤدى الخبر ان الجهاز الغى حفلا جماهيريا كان من المفترض أن يحييه الفنان محمد عبد الجليل، أحد أبرز المغنيين الداعمين للثورة، وعن هذا الالغاء غرد على تويتر الفنان عبد الجليل قائلا (تم إلغاء الحفل من قبل جهاز الأمن والمخابرات)، وأضاف بحسرة (الحمد لله على كل حال)، وأصدر(كافيه رتينة) المهتم بنشر التغيير عبر العمل الثقافي، وبوصفه الجهة المنظمة للحفل، بيانا انتقد فيه تلكؤ الأمن في استخراج التصاديق اللازمة للحفل، رغم تواصل مسؤولي الكافيه مع الجهات الرسمية بما فيها الجهاز قبل وقت كاف، وقال البيان إن الأمن تحجج بانصراف الموظفة المسؤولة يوم الخميس، وإنهم غير قادرين على تسليمهم التصديق رغم صدوره، يوم السبت، جراء عطلة ذات الموظفة، وأشار البيان إلى أن موظفي الاستقبال بجهاز الأمن طلبوا منهم بطريقة ثعلبية خبيثة معاودة مقر الجهاز، يوم الأحد، للحصول على التصديق، وعندما ذكرهم القائمين بأمر الحفل بأن ميعاد الحفل هو السبت، عادوا وأخبروهم بأن تصديق الحفل تم إلغاءه، لتضطر إدارة الكافيه للاعتذار للفنان عبد الجليل وفرقته الموسيقية، وتعهدت بإرجاع ثمن التذاكر وتعويض الواصلين من خارج العاصمة..
الجريدة
////////////////////////

 

 

آراء