السودان يقف عند مفترق الطرق !!
د. عبدالله سيدأحمد
27 June, 2022
27 June, 2022
عندما يقال إنك تقف عند مفترق الطرق، تأكد بأنك في موقف لا يحسد عليه لأنك أمام تحدي كبير وخيارات صعبة يتوقف عليها مستقبلك من تلك النقطة التي تتشعب منها الطرق ..
السودان الآن في موقف لا يحسد عليه ويقف حائرا عند مفترق الطرق ولا يدري كيف وصل لتلك النقطة المصيرية .. البلاد الآن تعيش في حالة صدمة ويتملكها الذهول وهي فاقدة الثقة، مبعثرة الأفكار ليس لها القدرة علي تحديد وجهتها لانها ببساطة لا تعرف وجهة مقصدها لذلك من الطبيعي ان تحتار عليها الدروب وتصعب عليها الخيارات ..
سقط حكم الإنقاذ البائد بثورة الشعبية مجيدة تميزت بقوتها وتماسك سلميتها التي ادهشت كل العالم بسبب انتصارها العظيم علي قوي القهر والبطش التي كانت تظن أنها قادرة علي سحق كل مارق يتحدي سلطانها وجبروتها الظالم .. كانت طغمة الإنقاذ تتباهي بترسانتها الأمنية التي عملت علي بناءها خلال ثلاثة عقود من الزمان إضافة لتلك المليشيات المسلحة من شاكلة الدفاع الشعبي، كتائب الظل، الأمن الوطني وعصابات الجنجويد التي اصبحت تسمي نفسها بقوات الدعم السريع .. كل هذه الحشود الضخمة والترسانة الحربية بعتادها وقواتها لم تستطيع حماية ذلك النظام الغاشم من السقوط المذل وانتصرت ارادة الثورة بفضل عزيمة أبنائها وايمانهم القوي مع التصميم في الخلاص من أعتي دكتاتورية حكمت البلاد في تاريخها الحديث كانت تؤمها جماعة من تجار الدين الفاسدين الذين رفعو زورا وبهتانا شعار .. هي لله .. لا للدنيا ولا للجاه ..
بعد مرحلة السقوط أصبح السودان يقف عند عتبة مفترق الطرق وأصبح لزاما عليه اختيار بداية الطريق الصحيح الذي يحقق به شعارات الحرية والسلام والعدالة التي ظل ينادي ويحلم بها منذ استقلاله .. للأسف الشديد عند هذه النقطة الهامة بدأ التشاكس حول من سيقود الإختيار ؟!.. العسكر كان اول من أدعي في انتهازية واضحة بأنهم الأوصياء علي الثورة والقادرين وحدهم علي اختيار طريقها رغم تجاربهم المريرة السابقة طوال العهود الماضية وفشلهم الذريع في إيجاد الطريق الصحيح الذي يعبر بالبلاد الي آفاق التطور والنماء الذي يحقق الاستقرار للبلاد والرخاء للعباد .. قوي الثورة الحية التي أزالت الحكم البائد كانت تري كذلك انها هي الاحق في اختيار الطريق الذي سوف يوصلها الي غاياتها المنشودة التي ناضلت من أجلها وسكبت الدماء رخيصة فداء لها، لكنها للأسف الشديد كانت تفتقد البرنامج والخطة التي تمكنها من قيادة مهمة اختيار الطريق الأمثل للعبور .. من هنا بدأ التناحر والخلاف بين العسكر والمدنيين وتعقدت المشكلة حول من سيقود اختيار الطريق الصحيح من عتبة مفترق الطرق الذي سوف يوصل البلاد وأهلها الي بر الأمان ؟! ..
الكل يعرف بعد انتصار الثورةحاول العسكر الانفراد بالسلطة عن طريق القوة وعند فشلهم بدأت محاولاتهم الخبيثة بالتحالف مع أعداء الثورة وهم فلول العهد البائد من الكيزان والانتهازيين الذين كانوا يعيشون علي فتات موائد الفساد، هذا اضافة لسعيهم الحثيث في زرع بذور الفتنة والشقاق بين الثوار وقوي الثورة الحية المكونة من الأحزاب والمنظمات المهنية والشعبية بغرض تشتيتهم واضعافهم حتي يكونوا لقمة سائقة يسهل ابتلاعها. العسكر كان ومازال هدفهم الأول إقصاء المدنيين والانفراد بالسلطة مهما كلف الأمر، حتي ولو كان ذلك يؤدي الي ضرر مستقبل البلاد بالعزلة الدولية وتعطيل مصلحة العباد بالفقر والحرمان، العسكر عقدو العزم علي القتال بلا هوادة حتي يتحقق لهم هدف الاحتفاظ بالسلطة التي تمكنهم من احتكار موارد البلاد وثرواتها الضخمة لمصالحهم الخاصة ..
الفرصة الآن ما زالت سانحة بعد ان انتصرت الثورة وسقط نظام الكيزان الفاسد، فقط تبقي علي القوي الحية التي قادة الثورة التوافق والاتفاق علي البرنامج الموحد بدون الالتفات لأي مصالح حزبية او جهوية ضيقة عدا مصلحة الوطن العليا .. ومن المهم جدا وقبل الشروع في الخطوة الاولي لاختيار الطريق الصحيح، لا بد من التأكد أولا من وحدة الصف والهدف ثم الإجماع بعد ذلك علي إعداد الخطة والبرنامج المفصل الجيد لخارطة طريق الفترة الانتقالية التي تمهد لقيام الانتخابات النزيهة لتكون المؤسس لمستقبل الحكم الديمقراطي السليم الذي يحقق شعارات الحرية والسلام والعدالة، عندها سيكون العسكر وفلول الكيزان ومن لف لفهم من من الانتهازيين وتجار الدين صاغرين لارادة الشعب الغلابة .. غير ذلك سوف يظل السودان يقف حائرا ومكبلا يلفه السكون عند نقطة مفترق الطرق لايعرف نهاية مصيره .. وسيظل شعار حرية، سلام وعدالة مجرد أمنية واشواق يحلم بها الشعب ..
# الشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة ✌?
# لا تفاوض، لا مساومة ولا شرعية ✌?
# الثورة مستمرة والردة مستحيلة ✌?
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////
السودان الآن في موقف لا يحسد عليه ويقف حائرا عند مفترق الطرق ولا يدري كيف وصل لتلك النقطة المصيرية .. البلاد الآن تعيش في حالة صدمة ويتملكها الذهول وهي فاقدة الثقة، مبعثرة الأفكار ليس لها القدرة علي تحديد وجهتها لانها ببساطة لا تعرف وجهة مقصدها لذلك من الطبيعي ان تحتار عليها الدروب وتصعب عليها الخيارات ..
سقط حكم الإنقاذ البائد بثورة الشعبية مجيدة تميزت بقوتها وتماسك سلميتها التي ادهشت كل العالم بسبب انتصارها العظيم علي قوي القهر والبطش التي كانت تظن أنها قادرة علي سحق كل مارق يتحدي سلطانها وجبروتها الظالم .. كانت طغمة الإنقاذ تتباهي بترسانتها الأمنية التي عملت علي بناءها خلال ثلاثة عقود من الزمان إضافة لتلك المليشيات المسلحة من شاكلة الدفاع الشعبي، كتائب الظل، الأمن الوطني وعصابات الجنجويد التي اصبحت تسمي نفسها بقوات الدعم السريع .. كل هذه الحشود الضخمة والترسانة الحربية بعتادها وقواتها لم تستطيع حماية ذلك النظام الغاشم من السقوط المذل وانتصرت ارادة الثورة بفضل عزيمة أبنائها وايمانهم القوي مع التصميم في الخلاص من أعتي دكتاتورية حكمت البلاد في تاريخها الحديث كانت تؤمها جماعة من تجار الدين الفاسدين الذين رفعو زورا وبهتانا شعار .. هي لله .. لا للدنيا ولا للجاه ..
بعد مرحلة السقوط أصبح السودان يقف عند عتبة مفترق الطرق وأصبح لزاما عليه اختيار بداية الطريق الصحيح الذي يحقق به شعارات الحرية والسلام والعدالة التي ظل ينادي ويحلم بها منذ استقلاله .. للأسف الشديد عند هذه النقطة الهامة بدأ التشاكس حول من سيقود الإختيار ؟!.. العسكر كان اول من أدعي في انتهازية واضحة بأنهم الأوصياء علي الثورة والقادرين وحدهم علي اختيار طريقها رغم تجاربهم المريرة السابقة طوال العهود الماضية وفشلهم الذريع في إيجاد الطريق الصحيح الذي يعبر بالبلاد الي آفاق التطور والنماء الذي يحقق الاستقرار للبلاد والرخاء للعباد .. قوي الثورة الحية التي أزالت الحكم البائد كانت تري كذلك انها هي الاحق في اختيار الطريق الذي سوف يوصلها الي غاياتها المنشودة التي ناضلت من أجلها وسكبت الدماء رخيصة فداء لها، لكنها للأسف الشديد كانت تفتقد البرنامج والخطة التي تمكنها من قيادة مهمة اختيار الطريق الأمثل للعبور .. من هنا بدأ التناحر والخلاف بين العسكر والمدنيين وتعقدت المشكلة حول من سيقود اختيار الطريق الصحيح من عتبة مفترق الطرق الذي سوف يوصل البلاد وأهلها الي بر الأمان ؟! ..
الكل يعرف بعد انتصار الثورةحاول العسكر الانفراد بالسلطة عن طريق القوة وعند فشلهم بدأت محاولاتهم الخبيثة بالتحالف مع أعداء الثورة وهم فلول العهد البائد من الكيزان والانتهازيين الذين كانوا يعيشون علي فتات موائد الفساد، هذا اضافة لسعيهم الحثيث في زرع بذور الفتنة والشقاق بين الثوار وقوي الثورة الحية المكونة من الأحزاب والمنظمات المهنية والشعبية بغرض تشتيتهم واضعافهم حتي يكونوا لقمة سائقة يسهل ابتلاعها. العسكر كان ومازال هدفهم الأول إقصاء المدنيين والانفراد بالسلطة مهما كلف الأمر، حتي ولو كان ذلك يؤدي الي ضرر مستقبل البلاد بالعزلة الدولية وتعطيل مصلحة العباد بالفقر والحرمان، العسكر عقدو العزم علي القتال بلا هوادة حتي يتحقق لهم هدف الاحتفاظ بالسلطة التي تمكنهم من احتكار موارد البلاد وثرواتها الضخمة لمصالحهم الخاصة ..
الفرصة الآن ما زالت سانحة بعد ان انتصرت الثورة وسقط نظام الكيزان الفاسد، فقط تبقي علي القوي الحية التي قادة الثورة التوافق والاتفاق علي البرنامج الموحد بدون الالتفات لأي مصالح حزبية او جهوية ضيقة عدا مصلحة الوطن العليا .. ومن المهم جدا وقبل الشروع في الخطوة الاولي لاختيار الطريق الصحيح، لا بد من التأكد أولا من وحدة الصف والهدف ثم الإجماع بعد ذلك علي إعداد الخطة والبرنامج المفصل الجيد لخارطة طريق الفترة الانتقالية التي تمهد لقيام الانتخابات النزيهة لتكون المؤسس لمستقبل الحكم الديمقراطي السليم الذي يحقق شعارات الحرية والسلام والعدالة، عندها سيكون العسكر وفلول الكيزان ومن لف لفهم من من الانتهازيين وتجار الدين صاغرين لارادة الشعب الغلابة .. غير ذلك سوف يظل السودان يقف حائرا ومكبلا يلفه السكون عند نقطة مفترق الطرق لايعرف نهاية مصيره .. وسيظل شعار حرية، سلام وعدالة مجرد أمنية واشواق يحلم بها الشعب ..
# الشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة ✌?
# لا تفاوض، لا مساومة ولا شرعية ✌?
# الثورة مستمرة والردة مستحيلة ✌?
د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com
////////////////////////