الفترة الانتقالية التي بها نحلم.. أو الطوفان
مجدي إسحق
19 July, 2022
19 July, 2022
يؤكد علم النفس السياسي بأن الشعب المتحد الهدف هو الذي يخلق التغيير ويحافظ عليه. إذن الشعب الذي يؤمن بالوطن الواحد وحيادية جهاز الدوله والتغيير السلمي للسلطه هو صمام الأمان والضمان لإستقرار الوطن ومستقبله.إن الإيمان بالأركان الثلاثة هذه لا تأتي من فراغ بل يؤسس لها الواقع ويسندها التاريخ. في دولة القهر نجد إن جهاز الدوله يستغل لمصلحة شريحة محدده تقهر به بقية الشعب وتستلبه حقوقه. مما يجعل الدولة أداة بطش وقهر لشرائح عديده لا تفقد الثقة فقط في جهاز الدوله بل تصبح في خانة عداء لها.
عندما يفقد الإنسان ثقته في جهاز الدوله يبحث عن الدعم والسند من الأسره والقبيله والعرق أو الجهه الجغرافيه او الثقافيه التي ينتمي لها.حينها يصبح التنافر والتناحر ليس ضد جهاز الدوله الظالم بل ضد كل الشرائح الإجتماعيه التي تستغل جهاز الدوله والشرائح الأخرى المستفيدة منها. هذا الواقع المأزوم لا يهدم جسور الثقه بين شرائح إجتماعيه وبين جهاز الدوله بل يهدم جسور الثقه بين أبناء الوطن حسب موقع الفرد والجماعه من جهاز الدوله وظلمه.
هذا المجتمع المتنافر ذو الرؤى المختلفه يفتقد المقدره على رسم هدف واحد مشترك في كيفية بناء المستقبل.
هذا التباين هو أزمة الوطن الكبرى التي قادت لعدم وجود مشروع متفق عليه يدافع عنه كل أبناء الوطن. هو أزمتنا في فشلنا في رسم مشروعا وتعريفا ثابتا للوطن يرسم ملامح المجتمع.. والدوله السودانيه يتوافق عليه ويدافع عنه الجميع.
هي أزمتنا التي جعلت شرائح واسعه من أبناء شعبنا لا تشعر فقط بالغربه داخل وطنها بل تشعر بالظلم والاستلاب من الشرائح الأخرى.
هذا الواقع المأزوم لا يمكن ان يخلق شعبا متوحدا حول ثوابت لبناء الوطن والحفاظ على جهاز الدوله وطريقة إدارته. في عدم التوحد يصبح وطنا يفتقد العامل الوحيد والحاسم في صناعة التغيير والحفاظ عليه.
إننا نرى أثار هذا التشرذم تدفع بعض قوى الثوره للتحالف مع العسكر ضد حلفائهم من قوى الثوره تخوفا من أنهم يريدون إستلام جهاز الدولة القديم بكل ممارسات القهر والإستلاب لمصلحة شريحة محدده. لذا لانستغرب ان يكون الاصطفاف والانقسام عرقيا في ظاهره ولكن جوهره يستند على عدم الثقه في الآخر وجهاز الدوله غير المحايد.
إذن يجب علينا البدء والعمل الجاد في بناء جسور الثقه بين شرائح المجتمع وتحديدا قوى التغيير إذا كنا نريد بناء وطن معافي ومستقر. نتفق فيه على هدفنا لنرسم مشروعا للوطن يستند على التعايش السلمي وإعادة الثقه بين شرائح المجتمع ورسم ملامح الدوله التي تحمي حقوق الجميع بلا قهر أو إقصاء أو إستلاب.
إن الهدف هو بناء دولة المواطنه و الإنتخابات وسيله وليست هدفا في ذاتها..بل يجب ان يسبقها حرث الأرض و النظر في واقع المجتمع وجهاز الدوله الذي كرس للقهر والظلم.... إننا ان لم نفعل سنكون غيرنا الأفراد ووضعنا مساحيق على وجه مجتمع فاقد الانتماء والثقه في جهاز الدوله والتي لن تستطيع إخفاء ما به من شروخ وجروح تمنع تعافيه... إن السعي لإجراء إنتخابات في واقع مجتمعنا المتنافر مهما رفعت من شعارات الديمقراطيه لن يساعد في نزع الفتيل من قنابل التوتر الإجتماعي وعدم الثقه في جهاز الدوله.
لذا يجب ان يكون هدف الفتره الانتقاليه التمهيد لبناء وطن جديد وذلك بخلق الأرضيه والمناخ المناسب لبناء الشعب المتوحد حول مشروع الوطن والمستقبل.
إن جسور الثقه التي انهدمت لن يتم بناءها في فترة الإنتقال ولكن البدء في ترميمها سيفتح الباب للتمازج بين أبناء الوطن خالقا حاجز الصد والحمايه من التشرذم والانهيار والضمان لبناء دولة التعدد والقانون.
ان علم النفس السياسي يؤكد إن التمازج بين قوى التغيير لن يحدث الا اذا بدأت ببناء جسور الثقه من خلال العمل لتفكيك بنية القهر الاربع وهي
أولا
القهر الإجتماعي من تمايز وإستلاب عرقي وعنصري وجهوي على مستوى المؤسسات والأفراد
ثانيا
القهر الإقتصادي من إستلاب وتمايز في توزيع الموارد والخدمات
ثالثا
القهر القانوني والسلطوي من إستلاب وتمايز في مستوى الحقوق وإدارة البلاد.
رابعا
القهر الثقافي من إستلاب وتمايز وفرض ثقافة واحده على بقية الثقافات.
الإعتراف بالظلم التاريخي المتجسد في أركان القهر الاربع هي الخطوه الأولى في بناء الثقه ثم يليها العمل على رسم مشروع الدوله السودانيه التي لاتسمح بقيام أي من هذه الأركان ووضع الضمانات في عدم تكرارها.
إن السعي لجعل الفتره الانتقاليه مجرد مرحلة ترتيب للإنتخابات سيكون خطأ تاريخيا فادحا سندفع ثمنه تصارعا نرى ارهاصاته وعدم إستقرار. سيقودنا لإستولاد دولة من رحم بنية القهر تحمل في وحهها كلمات السلام والديمقراطيه لكن جسدها مشبع بالجراح والقنابل الموقوته.
هي أركان القهر الاربع التي خلقت التشرذم والتناحر ومازالت تحافظ عليه.
هي أركان القهر التي تجعل مستقبل الوطن متأرجحا في كف عفريت.
هي أركان القهر الاربع التي أفقدت الثقه في حهاز الدوله وعمقت الإنتماء للجماعة والقبيله..وبذرت بذور الفرقه بين قوى الثوره.
إن توحد شعبنا هو الضمان الوحيد للإستقرار وبناء دولة المواطنة والقانون...
إن العقبه الحقيقيه أمام توحدنا هو أركان القهر الأربع... إننا اذا فشلنا في خلق مشروع الوطن والتوحد بين شرائحه فإننا نكون قد كتبنا على مستقبلنا الصراع التشظي والدمار.
فلنجعل هدف فترتنا الانتقاليه البدء في بناء جسور الثقه والبدء في هدم أركان القهر الاربع... لأننا إذا سرنا لمستقبلنا غير عابئين بهدمهم ومسح أثارهم فحتما هو الطريق للهاويه.. وحتما هو الطوفان..
عندما يفقد الإنسان ثقته في جهاز الدوله يبحث عن الدعم والسند من الأسره والقبيله والعرق أو الجهه الجغرافيه او الثقافيه التي ينتمي لها.حينها يصبح التنافر والتناحر ليس ضد جهاز الدوله الظالم بل ضد كل الشرائح الإجتماعيه التي تستغل جهاز الدوله والشرائح الأخرى المستفيدة منها. هذا الواقع المأزوم لا يهدم جسور الثقه بين شرائح إجتماعيه وبين جهاز الدوله بل يهدم جسور الثقه بين أبناء الوطن حسب موقع الفرد والجماعه من جهاز الدوله وظلمه.
هذا المجتمع المتنافر ذو الرؤى المختلفه يفتقد المقدره على رسم هدف واحد مشترك في كيفية بناء المستقبل.
هذا التباين هو أزمة الوطن الكبرى التي قادت لعدم وجود مشروع متفق عليه يدافع عنه كل أبناء الوطن. هو أزمتنا في فشلنا في رسم مشروعا وتعريفا ثابتا للوطن يرسم ملامح المجتمع.. والدوله السودانيه يتوافق عليه ويدافع عنه الجميع.
هي أزمتنا التي جعلت شرائح واسعه من أبناء شعبنا لا تشعر فقط بالغربه داخل وطنها بل تشعر بالظلم والاستلاب من الشرائح الأخرى.
هذا الواقع المأزوم لا يمكن ان يخلق شعبا متوحدا حول ثوابت لبناء الوطن والحفاظ على جهاز الدوله وطريقة إدارته. في عدم التوحد يصبح وطنا يفتقد العامل الوحيد والحاسم في صناعة التغيير والحفاظ عليه.
إننا نرى أثار هذا التشرذم تدفع بعض قوى الثوره للتحالف مع العسكر ضد حلفائهم من قوى الثوره تخوفا من أنهم يريدون إستلام جهاز الدولة القديم بكل ممارسات القهر والإستلاب لمصلحة شريحة محدده. لذا لانستغرب ان يكون الاصطفاف والانقسام عرقيا في ظاهره ولكن جوهره يستند على عدم الثقه في الآخر وجهاز الدوله غير المحايد.
إذن يجب علينا البدء والعمل الجاد في بناء جسور الثقه بين شرائح المجتمع وتحديدا قوى التغيير إذا كنا نريد بناء وطن معافي ومستقر. نتفق فيه على هدفنا لنرسم مشروعا للوطن يستند على التعايش السلمي وإعادة الثقه بين شرائح المجتمع ورسم ملامح الدوله التي تحمي حقوق الجميع بلا قهر أو إقصاء أو إستلاب.
إن الهدف هو بناء دولة المواطنه و الإنتخابات وسيله وليست هدفا في ذاتها..بل يجب ان يسبقها حرث الأرض و النظر في واقع المجتمع وجهاز الدوله الذي كرس للقهر والظلم.... إننا ان لم نفعل سنكون غيرنا الأفراد ووضعنا مساحيق على وجه مجتمع فاقد الانتماء والثقه في جهاز الدوله والتي لن تستطيع إخفاء ما به من شروخ وجروح تمنع تعافيه... إن السعي لإجراء إنتخابات في واقع مجتمعنا المتنافر مهما رفعت من شعارات الديمقراطيه لن يساعد في نزع الفتيل من قنابل التوتر الإجتماعي وعدم الثقه في جهاز الدوله.
لذا يجب ان يكون هدف الفتره الانتقاليه التمهيد لبناء وطن جديد وذلك بخلق الأرضيه والمناخ المناسب لبناء الشعب المتوحد حول مشروع الوطن والمستقبل.
إن جسور الثقه التي انهدمت لن يتم بناءها في فترة الإنتقال ولكن البدء في ترميمها سيفتح الباب للتمازج بين أبناء الوطن خالقا حاجز الصد والحمايه من التشرذم والانهيار والضمان لبناء دولة التعدد والقانون.
ان علم النفس السياسي يؤكد إن التمازج بين قوى التغيير لن يحدث الا اذا بدأت ببناء جسور الثقه من خلال العمل لتفكيك بنية القهر الاربع وهي
أولا
القهر الإجتماعي من تمايز وإستلاب عرقي وعنصري وجهوي على مستوى المؤسسات والأفراد
ثانيا
القهر الإقتصادي من إستلاب وتمايز في توزيع الموارد والخدمات
ثالثا
القهر القانوني والسلطوي من إستلاب وتمايز في مستوى الحقوق وإدارة البلاد.
رابعا
القهر الثقافي من إستلاب وتمايز وفرض ثقافة واحده على بقية الثقافات.
الإعتراف بالظلم التاريخي المتجسد في أركان القهر الاربع هي الخطوه الأولى في بناء الثقه ثم يليها العمل على رسم مشروع الدوله السودانيه التي لاتسمح بقيام أي من هذه الأركان ووضع الضمانات في عدم تكرارها.
إن السعي لجعل الفتره الانتقاليه مجرد مرحلة ترتيب للإنتخابات سيكون خطأ تاريخيا فادحا سندفع ثمنه تصارعا نرى ارهاصاته وعدم إستقرار. سيقودنا لإستولاد دولة من رحم بنية القهر تحمل في وحهها كلمات السلام والديمقراطيه لكن جسدها مشبع بالجراح والقنابل الموقوته.
هي أركان القهر الاربع التي خلقت التشرذم والتناحر ومازالت تحافظ عليه.
هي أركان القهر التي تجعل مستقبل الوطن متأرجحا في كف عفريت.
هي أركان القهر الاربع التي أفقدت الثقه في حهاز الدوله وعمقت الإنتماء للجماعة والقبيله..وبذرت بذور الفرقه بين قوى الثوره.
إن توحد شعبنا هو الضمان الوحيد للإستقرار وبناء دولة المواطنة والقانون...
إن العقبه الحقيقيه أمام توحدنا هو أركان القهر الأربع... إننا اذا فشلنا في خلق مشروع الوطن والتوحد بين شرائحه فإننا نكون قد كتبنا على مستقبلنا الصراع التشظي والدمار.
فلنجعل هدف فترتنا الانتقاليه البدء في بناء جسور الثقه والبدء في هدم أركان القهر الاربع... لأننا إذا سرنا لمستقبلنا غير عابئين بهدمهم ومسح أثارهم فحتما هو الطريق للهاويه.. وحتما هو الطوفان..