دعوها لهم فسيسقطون
هيثم الفضل
5 September, 2022
5 September, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
لو تحلَّى الثوار في الشوارع ومعهم كل القوى السياسية المناهضة للإنقلاب والداعية إلى إسقاطهِ بقليلٍ من الصبر والتريُّث وتركوا (أمر سقوط البرهان والفلول وإندحارالإنقلاب) لجبريل إبراهيم وزير المالية لفعل ذلك في مدة وجيزة أرى إشراقاتها قد بدت في الأُفق ، ولكفاهم الله بذلك شر القتال ، فالرجل لا يتوانى أبداً عن إختيار أقصرالطُرق المودية إلى إنهيار الدولة وإنتقال إقتصادها من الفقرالمُدقع إلى الصفرية المودية إلى زوال الدولة وتحوُّل سكانها إلى لاجئين في أوطانهم ، قبل يومين أتحفنا وزير المالية (الحائر) مع زملائه من الحائرين في أمر إنقلابهم الأعرج بقرار مفاجيء يلغي فيه التقسيط الجمركي الذي كان واحداً من (مُخفِّضات الضغوط) التي تتعرَّض لها حركة الوارد والصادر وما يتبع ذلك من إنعكاسات على جيب المواطن المسكين ، ذلك القرار من (أبسط) تداعياته المُدمِّرة إضطرار المستوردين إلى رفع أسعار السلع الضرورية المستوردة والمحلية لتخفيف الضغوط النقدية الواقعة عليهم من الجمارك بما في ذلك الدواء والضروريات الطبية الأخرى ، جاء هذا القرار بعد قرار سابق لم يتجاوز إصدارهُ الشهر أقر (التعويم الصوُّري) للجنيه الجمركي وترك مصيرهُ لحركة العرض والطلب التي ينظِّمها البنك المركزي لتصبح الجمارك شأنها شأن البنوك التجارية ، ثم ما تلى ذلك من قرارات رفعت ضريبة القيمة المُضافة من 25 % إلى 40 % ، لتكون المًحصِّلة النهائية الحكم بالجوع والجهل والمرض على المواطن السوداني ، ثم يرسل جبريل إبراهيم رسائلهُ (التهكُّمية) إلى الشعب السوداني كل ما سنحت له فرصة في منبر مُكرِّراً أن ما يقوم به من (إغتيال مُتعمَّد) لهذا الشعب الصابر عبر اللامُبالاة واللا كفاءة واللا رؤية ، هو بحسب إعتقاده أمر طبيعي يجري في كل دولة محترمة ، ما لا يعلمهُ جبريل أن حكومة السودان الحالية ستظل في نظرنا ونظر (عُقلاء) العالم حكومة (غير محترمة) ، ليس لسبب سوى أن الموجودين على سُدة قيادتها والقائمين على أمر إدارتها أقل الناس علماً وكفاءةً وشهامةً وإبراءاً للعهود والذِمم ، فالحكومات المحترمة يا جبريل إبراهيم حين (تأخذ) قدراً (كبيراً) من الضرائب والرسوم من شعوبها تقوم في ذات الوقت (بإعطاء) شعوبها قدراً (ضخماً لا يمكن حصرهُ) من الخدمات البديلة والمجانية ، الحكومات المحترمة تدفع لها شعوبها لتحصل على تعليم مجاني و(مثالي) ، وعلاج ودواء ووفرة وإستقرار في أسعار السلع الضرورية كما أنها تطلب من حكوماتها المزيد من (الضروريات) التي نعتبرها نحن في السودان (دون الكماليات) مثل إثراء حركة الإبداع الثقافي والعلمي والمجتمعي والبيئي.
ألا يشعر هذا الرجل المتهم بالتنصُّل من (مباديء) الحرية والسلام والعدالة التي تزركشت بها شعارات حركة العدل والمساواة وعناوينها ، والمُنفصل روحاً وجسداً عن مُهمشي دارفور الذين قامت على أرواحهم وجراحهم ومُعاناتهم تلك الحياة (الفارهة) التي (يتمخطر) في مخاملها قيادات العدل والمساواة وزعاماتها ، ألا يستحي من الشعب السوداني الذي دفعهُ الفقر نحو اللجوء إلى دول الجوار فاراً من مطحنة الغلاء الدائرة في بلاده بلا توقُّف ، ألا يستحي من عجز المواطن عن تعليم أبنائه في (دلالة) التعليم الخاص الذي أصبح غولاً يُغذي وزارة التربية من جيوب أولياء الأمور لتُبدع و(تجتهد) في إهمالها لواجباتها تجاه التعليم الحكومي ، وترفض في صلف عدم التدخل في شأن الرسوم الدراسية لتقبض نسبتها من إتحاد أصحاب المدارس الخاصة من باب (أطعم الفم تستحي العين) ، على جبريل أن يعلم ومعهُ البرهان وكل من تورَّط في أمر قيادة البلاد إلى الهاوية أنه مسئول عن كل الذين يموتون الآن في بيوتهم لأبسط الأسباب كونهم عاجزين عن التدَّاوي في دولة الطاغوت التي أصبح فيها الخبز والتعليم والعلاج و(إعفاءات الجمارك للعربات الخاصة) حكراً لفئةٍ لا تستحق منا إلا المزيد من المواجهة السلمية والنضال المُستمر حتى تسقط في مذبلة التاريخ.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
لو تحلَّى الثوار في الشوارع ومعهم كل القوى السياسية المناهضة للإنقلاب والداعية إلى إسقاطهِ بقليلٍ من الصبر والتريُّث وتركوا (أمر سقوط البرهان والفلول وإندحارالإنقلاب) لجبريل إبراهيم وزير المالية لفعل ذلك في مدة وجيزة أرى إشراقاتها قد بدت في الأُفق ، ولكفاهم الله بذلك شر القتال ، فالرجل لا يتوانى أبداً عن إختيار أقصرالطُرق المودية إلى إنهيار الدولة وإنتقال إقتصادها من الفقرالمُدقع إلى الصفرية المودية إلى زوال الدولة وتحوُّل سكانها إلى لاجئين في أوطانهم ، قبل يومين أتحفنا وزير المالية (الحائر) مع زملائه من الحائرين في أمر إنقلابهم الأعرج بقرار مفاجيء يلغي فيه التقسيط الجمركي الذي كان واحداً من (مُخفِّضات الضغوط) التي تتعرَّض لها حركة الوارد والصادر وما يتبع ذلك من إنعكاسات على جيب المواطن المسكين ، ذلك القرار من (أبسط) تداعياته المُدمِّرة إضطرار المستوردين إلى رفع أسعار السلع الضرورية المستوردة والمحلية لتخفيف الضغوط النقدية الواقعة عليهم من الجمارك بما في ذلك الدواء والضروريات الطبية الأخرى ، جاء هذا القرار بعد قرار سابق لم يتجاوز إصدارهُ الشهر أقر (التعويم الصوُّري) للجنيه الجمركي وترك مصيرهُ لحركة العرض والطلب التي ينظِّمها البنك المركزي لتصبح الجمارك شأنها شأن البنوك التجارية ، ثم ما تلى ذلك من قرارات رفعت ضريبة القيمة المُضافة من 25 % إلى 40 % ، لتكون المًحصِّلة النهائية الحكم بالجوع والجهل والمرض على المواطن السوداني ، ثم يرسل جبريل إبراهيم رسائلهُ (التهكُّمية) إلى الشعب السوداني كل ما سنحت له فرصة في منبر مُكرِّراً أن ما يقوم به من (إغتيال مُتعمَّد) لهذا الشعب الصابر عبر اللامُبالاة واللا كفاءة واللا رؤية ، هو بحسب إعتقاده أمر طبيعي يجري في كل دولة محترمة ، ما لا يعلمهُ جبريل أن حكومة السودان الحالية ستظل في نظرنا ونظر (عُقلاء) العالم حكومة (غير محترمة) ، ليس لسبب سوى أن الموجودين على سُدة قيادتها والقائمين على أمر إدارتها أقل الناس علماً وكفاءةً وشهامةً وإبراءاً للعهود والذِمم ، فالحكومات المحترمة يا جبريل إبراهيم حين (تأخذ) قدراً (كبيراً) من الضرائب والرسوم من شعوبها تقوم في ذات الوقت (بإعطاء) شعوبها قدراً (ضخماً لا يمكن حصرهُ) من الخدمات البديلة والمجانية ، الحكومات المحترمة تدفع لها شعوبها لتحصل على تعليم مجاني و(مثالي) ، وعلاج ودواء ووفرة وإستقرار في أسعار السلع الضرورية كما أنها تطلب من حكوماتها المزيد من (الضروريات) التي نعتبرها نحن في السودان (دون الكماليات) مثل إثراء حركة الإبداع الثقافي والعلمي والمجتمعي والبيئي.
ألا يشعر هذا الرجل المتهم بالتنصُّل من (مباديء) الحرية والسلام والعدالة التي تزركشت بها شعارات حركة العدل والمساواة وعناوينها ، والمُنفصل روحاً وجسداً عن مُهمشي دارفور الذين قامت على أرواحهم وجراحهم ومُعاناتهم تلك الحياة (الفارهة) التي (يتمخطر) في مخاملها قيادات العدل والمساواة وزعاماتها ، ألا يستحي من الشعب السوداني الذي دفعهُ الفقر نحو اللجوء إلى دول الجوار فاراً من مطحنة الغلاء الدائرة في بلاده بلا توقُّف ، ألا يستحي من عجز المواطن عن تعليم أبنائه في (دلالة) التعليم الخاص الذي أصبح غولاً يُغذي وزارة التربية من جيوب أولياء الأمور لتُبدع و(تجتهد) في إهمالها لواجباتها تجاه التعليم الحكومي ، وترفض في صلف عدم التدخل في شأن الرسوم الدراسية لتقبض نسبتها من إتحاد أصحاب المدارس الخاصة من باب (أطعم الفم تستحي العين) ، على جبريل أن يعلم ومعهُ البرهان وكل من تورَّط في أمر قيادة البلاد إلى الهاوية أنه مسئول عن كل الذين يموتون الآن في بيوتهم لأبسط الأسباب كونهم عاجزين عن التدَّاوي في دولة الطاغوت التي أصبح فيها الخبز والتعليم والعلاج و(إعفاءات الجمارك للعربات الخاصة) حكراً لفئةٍ لا تستحق منا إلا المزيد من المواجهة السلمية والنضال المُستمر حتى تسقط في مذبلة التاريخ.
haythamalfadl@gmail.com