الحربُ خِدعة ..!بقلم: هيثم الفضل
هيثم الفضل
6 September, 2022
6 September, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
في غُضون هذا المد الثوري الذي عمَّ أصقاع البلاد ، حتى أصبحت (مُعاداة) شعاراته ومبادئه مدعاةً للإتهام بعدم الوطنية و(الكوزنة) ، وفي ذات الوقت صار (تأييد) تلك القيَّم الثورية محل تقديس وتعظيم الرأي العام وكل من يؤمن بأهمية مثول العدالة والحرية والسلام كضرورة قصوى لتعافي الوطن ، كان لا بد لساقطي الإنقاذ البائدة ومن تبعهم من النفعيين (الجُدد والقِدامى) وبذكائهم المعهود ، أن (يتجَّنبوا) الطعن في الشعارات والمبادئ والمقدّسات التي يلتف شعبنا حولها الآن ، وذلك من باب التكتيك والمناورة ، ووفقاً لمبدأ (الحرب خدعة) و(إن غداً لناظره قريب) حتى تحين اللحظة المناسبة لتسديد الضربة القاضية للثورة والثوار ، ويعودون إلى ماكانوا عليه من غيٍ وطُغيان ، أقولُ هذا وأنا أتابع الأجهزة الإعلامية الرسمية التي إستولى عليها الإنقلابيون تكاد يومياً لا تتوقَّف وبإجتهادٍ ومُثابرة (مٌريبة) عن تمجيد شعارات ثورة ديسمبر المجيدة ولكن على ألسنة الفلول والاعداء (الرسميين) للمسار الديموقراطي الذي إندلعت من أجل إرسائه الثورة ، هُم بعد أن إختطفوا المناصب والسلطة ومراكز القرار من حكومة حمدوك الإنتقالية ، يحاولون الآن إختطاف شعارات الثورة من الديسمبريين عبر تريد وتعظيم وتقديس مبادئها ، في محاولة منهم لتضليل (عامة الناس) من الذين ما زالوا يُراهنون على ضعف ذاكرتهم وضحالة وعيهُم وظُلمة إستنارتهم وجهلهُم بما يدور من مؤامرات وفضائح وجرائم يعجُ بها الواقع السياسي الحالي.
أشرنا إلى ما سبق رغم أنه معلوم بالضرورة للأغلبية ، لنلفت الأنظار إلى (مُراجعة) ما تم تحقيقهُ منذ أمدٍ بعيد عبر بحوث علمية وأكاديمية من مُتخصصين في تاريخ ظاهرة (الإسلام السياسي) التي يقودها في العالم إلى اليوم الإخوان المسلمون ، تلك الدراسات وعبر إطلاعها على الوقائع والوثائق والمساجلات والإعترافات الموثَّقة لمحاضر الإجتماعات التنظيمية ، والأدبيات التي دوَّنها روُّاد حركة الإسلام السياسي بما فيهم حسن البنا عرَّاب الفكرة ، أثبتت أن الإخوان لا يؤمنون من حيث المبدأ بفكرة الأوطان السياسية المُتعدِّدة التي تحدها الحدود الجغرافية وتحكُمها الدساتير المختلفة ، لأنهم ينادون أو يعملون على إقامة دولة الإسلام الكُبرى التي لا يستقيم أمر مثولها في الواقع إلا عبر حصولهم وحدهم على (قداسة الإنتماء) للإسلام ، أما المختلفون معهم حتى في تفسير الرؤى الإسلامية حول كيفية إدارة الدولة فهم ليسوا خارج قائمة أعداء الإسلام والمسلمين ، ومن هنا برزت أوَّل المباديء (الإقصائية) التي إنطلقت منها جماعات التطرَّف الديني التي أنتجت الإرهاب المحلي والإقليمي والعالمي بإسم الإسلام وهو بريءٌ منها ، فلول الكيزان الذين أجبرونا مجازاً على وصفهم بالإسلاميين ، لا يسمح لهم (ماعونهم الفكري الصديء) ومن باب الإلتزام بتعاليمهِ أن (يؤمنوا بالدولة السودانية المُجغرفة) وبالتالي بمصالحها ومصالح شعبها ، ففي رؤيتهم الفكرية وإلتزاماتهم التنظيمية أن دعم حركة حماس في فلسطين أولى وأحق من دعم رغيف الخبز والدواء والتعليم للمُنهكين من أبناء هذا الشعب الصابر ، الإخوان المسلمين الذين تلَّونوا بألوان عديدة وذيَّلوا تنظيمهم السياسي في السودان بإسماء عديدة بدأت بجبهة الميثاق الإسلامي وإنتهت بالمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ، مروراً بالجبهة الإسلامية القومية ، لايؤمنون بالإنتخابات ولا يستطيعوا أن يفعلوا لأن الإتكال عليها حسب منهجهم الآيدلوجي يوقعهم في (الموبقات) التي من أهمها (إمكانية ان يحصل غيرهم على سُدة الحكم) فيضيع الإسلام والمسلمين ، وذلك من باب نظرتهم للغير أو (الآخر) على أنه عدوٌ للإسلام لا يستحق شرف تنافسهم معه بل يجوز إهلاكهُ وإبعادهُ ومُحاربته بشتى الطرق التي تخطر ولا تخطر على بال ، أي تحركات إيجابية للإخوان المسلمين تجاه الإنخراط في منظومة المد الديموقراطي عبر آلية الإنتخابات الحُرة ، لا يساورني شك في أنها ستكونُ نابعة من فقه التكتيك والإنحناء للعاصفة ومبدأ (الحرب خدعة) ، أو أنهم بطريقةٍ ما قد أمَّنوا فبركتها وتزويرها ، ولنا في تاريخهم السياسي المعاصر صفحات سوداء لا يمكن نُكرانها في مجال التآمر على الأنظمة الديموقراطية وتزوير وتجيير الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والنقابية وغيرها على مدى الثلاثون عاماُ التي مضت بما فيهم من ظُلمٍ وظلام.
haythamalfadl@gmail.com
//////////////////////////
سفينة بَوْح -
في غُضون هذا المد الثوري الذي عمَّ أصقاع البلاد ، حتى أصبحت (مُعاداة) شعاراته ومبادئه مدعاةً للإتهام بعدم الوطنية و(الكوزنة) ، وفي ذات الوقت صار (تأييد) تلك القيَّم الثورية محل تقديس وتعظيم الرأي العام وكل من يؤمن بأهمية مثول العدالة والحرية والسلام كضرورة قصوى لتعافي الوطن ، كان لا بد لساقطي الإنقاذ البائدة ومن تبعهم من النفعيين (الجُدد والقِدامى) وبذكائهم المعهود ، أن (يتجَّنبوا) الطعن في الشعارات والمبادئ والمقدّسات التي يلتف شعبنا حولها الآن ، وذلك من باب التكتيك والمناورة ، ووفقاً لمبدأ (الحرب خدعة) و(إن غداً لناظره قريب) حتى تحين اللحظة المناسبة لتسديد الضربة القاضية للثورة والثوار ، ويعودون إلى ماكانوا عليه من غيٍ وطُغيان ، أقولُ هذا وأنا أتابع الأجهزة الإعلامية الرسمية التي إستولى عليها الإنقلابيون تكاد يومياً لا تتوقَّف وبإجتهادٍ ومُثابرة (مٌريبة) عن تمجيد شعارات ثورة ديسمبر المجيدة ولكن على ألسنة الفلول والاعداء (الرسميين) للمسار الديموقراطي الذي إندلعت من أجل إرسائه الثورة ، هُم بعد أن إختطفوا المناصب والسلطة ومراكز القرار من حكومة حمدوك الإنتقالية ، يحاولون الآن إختطاف شعارات الثورة من الديسمبريين عبر تريد وتعظيم وتقديس مبادئها ، في محاولة منهم لتضليل (عامة الناس) من الذين ما زالوا يُراهنون على ضعف ذاكرتهم وضحالة وعيهُم وظُلمة إستنارتهم وجهلهُم بما يدور من مؤامرات وفضائح وجرائم يعجُ بها الواقع السياسي الحالي.
أشرنا إلى ما سبق رغم أنه معلوم بالضرورة للأغلبية ، لنلفت الأنظار إلى (مُراجعة) ما تم تحقيقهُ منذ أمدٍ بعيد عبر بحوث علمية وأكاديمية من مُتخصصين في تاريخ ظاهرة (الإسلام السياسي) التي يقودها في العالم إلى اليوم الإخوان المسلمون ، تلك الدراسات وعبر إطلاعها على الوقائع والوثائق والمساجلات والإعترافات الموثَّقة لمحاضر الإجتماعات التنظيمية ، والأدبيات التي دوَّنها روُّاد حركة الإسلام السياسي بما فيهم حسن البنا عرَّاب الفكرة ، أثبتت أن الإخوان لا يؤمنون من حيث المبدأ بفكرة الأوطان السياسية المُتعدِّدة التي تحدها الحدود الجغرافية وتحكُمها الدساتير المختلفة ، لأنهم ينادون أو يعملون على إقامة دولة الإسلام الكُبرى التي لا يستقيم أمر مثولها في الواقع إلا عبر حصولهم وحدهم على (قداسة الإنتماء) للإسلام ، أما المختلفون معهم حتى في تفسير الرؤى الإسلامية حول كيفية إدارة الدولة فهم ليسوا خارج قائمة أعداء الإسلام والمسلمين ، ومن هنا برزت أوَّل المباديء (الإقصائية) التي إنطلقت منها جماعات التطرَّف الديني التي أنتجت الإرهاب المحلي والإقليمي والعالمي بإسم الإسلام وهو بريءٌ منها ، فلول الكيزان الذين أجبرونا مجازاً على وصفهم بالإسلاميين ، لا يسمح لهم (ماعونهم الفكري الصديء) ومن باب الإلتزام بتعاليمهِ أن (يؤمنوا بالدولة السودانية المُجغرفة) وبالتالي بمصالحها ومصالح شعبها ، ففي رؤيتهم الفكرية وإلتزاماتهم التنظيمية أن دعم حركة حماس في فلسطين أولى وأحق من دعم رغيف الخبز والدواء والتعليم للمُنهكين من أبناء هذا الشعب الصابر ، الإخوان المسلمين الذين تلَّونوا بألوان عديدة وذيَّلوا تنظيمهم السياسي في السودان بإسماء عديدة بدأت بجبهة الميثاق الإسلامي وإنتهت بالمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ، مروراً بالجبهة الإسلامية القومية ، لايؤمنون بالإنتخابات ولا يستطيعوا أن يفعلوا لأن الإتكال عليها حسب منهجهم الآيدلوجي يوقعهم في (الموبقات) التي من أهمها (إمكانية ان يحصل غيرهم على سُدة الحكم) فيضيع الإسلام والمسلمين ، وذلك من باب نظرتهم للغير أو (الآخر) على أنه عدوٌ للإسلام لا يستحق شرف تنافسهم معه بل يجوز إهلاكهُ وإبعادهُ ومُحاربته بشتى الطرق التي تخطر ولا تخطر على بال ، أي تحركات إيجابية للإخوان المسلمين تجاه الإنخراط في منظومة المد الديموقراطي عبر آلية الإنتخابات الحُرة ، لا يساورني شك في أنها ستكونُ نابعة من فقه التكتيك والإنحناء للعاصفة ومبدأ (الحرب خدعة) ، أو أنهم بطريقةٍ ما قد أمَّنوا فبركتها وتزويرها ، ولنا في تاريخهم السياسي المعاصر صفحات سوداء لا يمكن نُكرانها في مجال التآمر على الأنظمة الديموقراطية وتزوير وتجيير الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والنقابية وغيرها على مدى الثلاثون عاماُ التي مضت بما فيهم من ظُلمٍ وظلام.
haythamalfadl@gmail.com
//////////////////////////