أردول شقيق الألفة .. وصديقي مطر !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
29 September, 2022
29 September, 2022
(1)
بالابتدائيات التي درست فيها كان مديرها سليمان جمعون من كسلا ، أما الاساتذة: ف خالد و صلاح من مدني ، الرضية من عطبرة ، الأمين من كادوقلي ، فائزة من بارا ، بينما محمد عثمان بيلو من تُلس و عامر من الطينة( وهو ابن خالة وزير المالية د. جبريل ابراهيم "إلا انه ما كان يعفي ابناء إخوته من الرسوم الدراسية" ).
عندما كنا نخرج في طابور سير يوم الاستقلال و ننشد "أمتي يا امة الامجاد" كنا نشعر بأننا نملك السودان بجميع أرجاعه و سمواته - و هو الشعور الذي مازال يقاوم للبقاء في دواخلي رغم تجارب الدموع و الدماء خلال العقود الأربع من آخر طابور مدرسي طاف بمنطقتنا بمناسبة إستقلال كل السودان.
(مطر) و هو الإسم الاول لزميلنا الذي كان يكبرنا ببضع سنوات ، بطبيعة الحال كان قبلنا، إلا انه حافظ على (خطوات التنظيم) حتى لحقنا به. أي ان اداءه الأكاديمي كان بائساً إلا انه كان مشاغباً ثرثاراً قريباً من الأساتذة و الكبار كما إبن عمنا مباروك أردول اليوم . لذا و رغم أننا كنا "شفوت" إلا أننا لا نتصرف و لا نتلفظ كما نريد إلا بعد التأكد بأننا خارج دائرة مراقبة زميلنا مطر حتي لا يأخذنا بالثابتة الي عقاب الأستاذة.
كنا نكرهه و نتمنى إختفائه إلا أننا نظهر له الحب و الود كما يفعل اليوم الأخوان البرهان و حميدتي مع بعضهما البعض.
(2)
ذات يوم و بينما نحن جلوس مر بنا الاستاذان خالد و صلاح. و لأنني كنت كوميدياً و أحب السخرية ؛ علقتُ على شعر الأستاذ خالد. و كان لأستاذنا خالد علاقة عكسية مع (عراب دولة البحر و النهر عبدالرحمن عمسيب من حيث نقاء القلب و جمال الشعر ).
و ما كنت أدري ان "مطر"شقيق الألفة كان يقف خلفي .
إلتقط التعبير ثم توعدني بالثبور على تطاولي على المعلم الذي كاد ان يكون رسولاً.
رغم غبائه المشهود إلا انه اجتهد لإبراز أهمية المعلم و خطل ما يتطاول عليه ، و ذلك حتى يرهبني - و هو يماثل ما يقوم به اليوم الاخ أردول و غيره من اعوان الانقلاب إزاء اي نقد يوجه اليهم مستخدمين الساتر الجهوي لتخويف الاخرين .
و لا يدري الانقلابيون الجدد ان (الأصحاء) من السودانيين قد تجاوزوا هاجسي الخوف و الإنتماء الجهوي.
و لأنني كنت أدرك عظم العقوبة ؛ فضلت التسوية مع مطر على منتج معلب من خيرات الإتحاد التعاوني أنذاك . وقتها لم يعهد السودانيون الطائرات التي تهبط بالإغاثات و تقلع بذهب تراب بلادهم !!!
(3)
في تراثنا المدرسي فإن الألفة وظيفة مرموقة وهي الحالة التي آعلى من التلميذ و دون المعلم.
برغم ان الالفة هو ضابط إيقاع النظام بالفصل الدراسي، مهمته تنحصر في حث التلاميذ على النظام و تقديم المتجاوزين لمرشد الفصل بغرض عقابهم .
إلا ان الحرية التي يتمتع بها تجعل من وظيفته اللبنة الأولى في سلم المحسوبية.
لأن الالفة يتسامح مع اصدقائه و اقربائه بالفصل.
في بلادنا و بعيد ثورة ديسيمبر ظهر الكثير من الألفوات ( جمع ألفة) على الساحة؛ و لا ندري ان كان ألفتنا اليوم من قادة حركات الكفاح المسلح ، أو السيد عبدالفتاح البرهان ام الاخ حميدتي.
إلا أننا على يقين بأن المعلم و المرشد و الذي إليه سيرجع الأمر؛ هو شباب الثورة السودانية، بينما الاخ مبارك عبدالرحمن أردول يجسد دور شقيق الألفة بإمتياز.
طالما الألفة نفسه يتصرف بحذر لأنه يدرك بأن الأمر سيكون بيد معلم الفصل أو المرشد - و هم شباب الثورة السودانية ؛ ننصح شقيق الألفة ان يتحسس موطيء قدميه، و على ذلك يتعاطي مع الشأن الوطني الراهن. !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
بالابتدائيات التي درست فيها كان مديرها سليمان جمعون من كسلا ، أما الاساتذة: ف خالد و صلاح من مدني ، الرضية من عطبرة ، الأمين من كادوقلي ، فائزة من بارا ، بينما محمد عثمان بيلو من تُلس و عامر من الطينة( وهو ابن خالة وزير المالية د. جبريل ابراهيم "إلا انه ما كان يعفي ابناء إخوته من الرسوم الدراسية" ).
عندما كنا نخرج في طابور سير يوم الاستقلال و ننشد "أمتي يا امة الامجاد" كنا نشعر بأننا نملك السودان بجميع أرجاعه و سمواته - و هو الشعور الذي مازال يقاوم للبقاء في دواخلي رغم تجارب الدموع و الدماء خلال العقود الأربع من آخر طابور مدرسي طاف بمنطقتنا بمناسبة إستقلال كل السودان.
(مطر) و هو الإسم الاول لزميلنا الذي كان يكبرنا ببضع سنوات ، بطبيعة الحال كان قبلنا، إلا انه حافظ على (خطوات التنظيم) حتى لحقنا به. أي ان اداءه الأكاديمي كان بائساً إلا انه كان مشاغباً ثرثاراً قريباً من الأساتذة و الكبار كما إبن عمنا مباروك أردول اليوم . لذا و رغم أننا كنا "شفوت" إلا أننا لا نتصرف و لا نتلفظ كما نريد إلا بعد التأكد بأننا خارج دائرة مراقبة زميلنا مطر حتي لا يأخذنا بالثابتة الي عقاب الأستاذة.
كنا نكرهه و نتمنى إختفائه إلا أننا نظهر له الحب و الود كما يفعل اليوم الأخوان البرهان و حميدتي مع بعضهما البعض.
(2)
ذات يوم و بينما نحن جلوس مر بنا الاستاذان خالد و صلاح. و لأنني كنت كوميدياً و أحب السخرية ؛ علقتُ على شعر الأستاذ خالد. و كان لأستاذنا خالد علاقة عكسية مع (عراب دولة البحر و النهر عبدالرحمن عمسيب من حيث نقاء القلب و جمال الشعر ).
و ما كنت أدري ان "مطر"شقيق الألفة كان يقف خلفي .
إلتقط التعبير ثم توعدني بالثبور على تطاولي على المعلم الذي كاد ان يكون رسولاً.
رغم غبائه المشهود إلا انه اجتهد لإبراز أهمية المعلم و خطل ما يتطاول عليه ، و ذلك حتى يرهبني - و هو يماثل ما يقوم به اليوم الاخ أردول و غيره من اعوان الانقلاب إزاء اي نقد يوجه اليهم مستخدمين الساتر الجهوي لتخويف الاخرين .
و لا يدري الانقلابيون الجدد ان (الأصحاء) من السودانيين قد تجاوزوا هاجسي الخوف و الإنتماء الجهوي.
و لأنني كنت أدرك عظم العقوبة ؛ فضلت التسوية مع مطر على منتج معلب من خيرات الإتحاد التعاوني أنذاك . وقتها لم يعهد السودانيون الطائرات التي تهبط بالإغاثات و تقلع بذهب تراب بلادهم !!!
(3)
في تراثنا المدرسي فإن الألفة وظيفة مرموقة وهي الحالة التي آعلى من التلميذ و دون المعلم.
برغم ان الالفة هو ضابط إيقاع النظام بالفصل الدراسي، مهمته تنحصر في حث التلاميذ على النظام و تقديم المتجاوزين لمرشد الفصل بغرض عقابهم .
إلا ان الحرية التي يتمتع بها تجعل من وظيفته اللبنة الأولى في سلم المحسوبية.
لأن الالفة يتسامح مع اصدقائه و اقربائه بالفصل.
في بلادنا و بعيد ثورة ديسيمبر ظهر الكثير من الألفوات ( جمع ألفة) على الساحة؛ و لا ندري ان كان ألفتنا اليوم من قادة حركات الكفاح المسلح ، أو السيد عبدالفتاح البرهان ام الاخ حميدتي.
إلا أننا على يقين بأن المعلم و المرشد و الذي إليه سيرجع الأمر؛ هو شباب الثورة السودانية، بينما الاخ مبارك عبدالرحمن أردول يجسد دور شقيق الألفة بإمتياز.
طالما الألفة نفسه يتصرف بحذر لأنه يدرك بأن الأمر سيكون بيد معلم الفصل أو المرشد - و هم شباب الثورة السودانية ؛ ننصح شقيق الألفة ان يتحسس موطيء قدميه، و على ذلك يتعاطي مع الشأن الوطني الراهن. !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com