حميدتي؛ ابن عمي الذي أُمسِك بأُذنيّ الأسد في الظلام !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
30 October, 2022
30 October, 2022
(1)
لأهل البروفيسور محمد أحمد الشيخ ( أول الشهادة السودانية في الستينات و الطبيب و المدير الأسبق لجامعة الخرطوم ) طرفة ، أتصور ان لها مقابل في باقي اللغات السودانية السمحة.
الطرفة تحكي ان شخصين قاما بسرقة خروف في الليل. و لأن الفصل خريف كان الظلام دامساً . أحد اللصّين لم يعجبه سلوك الخروف، فقال لصاحبه إمسكه لنا حتى اقضي (الحاجة) و أعود إليك ، إلا انه لم يفعل.
بينما الآخر مازال ممسكاً بالخروف فإذا بالبرق يريه ملامح الحيوان الذي يمسك بكلتا أذنيه - أنه الأسد.
من هنا تبدأ القصة . لكن هي فرصة لنحي البروفيسور محمد أحمد الشيخ و اهله في كجمر ، الطنطباية ، الطينة ، امبرو ، كرنوي و في معسكرات النزوح و اللجوء و الآخرين في المهجر !!
(2)
نجاح الثورة السودانية في ديسمبر عام 2019 كان نتاج عمل تراكمي و تضحيات جسام دفع فيها جميع أبناء الوطن أثماناً باهظة منذ الإستقلال، مع تفاوت حجم المساهمة و التضحيات من أقليم الي آخر . لذا ليس من غياب الحصافة فحسب ،بل من الإمعان في الظلم تصوير البعض لحركات الكفاح المسلح التي توج مجيئها بإتفاق جوبا للسلام و كأنها دخيلة على العملية السياسية بعد نجاح الثورة. بل لحركات الكفاح المسلح النصيب الأوفر في إضعاف نظام الإنقاذ . هذا برغم ما إرتكبته من خطأ اخلاقي و استراتيجي معاً بتواطؤها مع إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم.
(3)
من المحزن ان يكتشف شعبنا و بعد مرور ثلاث سنوات على ثورته الظافرة بأننا ننفذ النسخة السينمائية للطرفة المذكورة - اي الأسد و اللصان، لكن على سيناريو الفنانة اللبانية المغدورة سوزان تميم و ضابط الشرطة محسن السكري و رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى (المصرييّن).
حتى لا تتداخل الأدوار فإن اللص الاول و الذي ورط صاحبه بالإمساك بأذنيّ الأسد بزعم قضاء الحاجة هو الفريق أول عبدالفتاح البرهان. قد انتهى دوره في توريط صاحبه الي ذلك الحد ،ثم تفرغ
للعب أدوار أخرى (مرسومة له بعناية) منها مهزلة قرار مصادرة أصول و ممتلكات حزب المؤتمر الوطني الأخير.
(4)
شهداؤنا الذين إحتضن النيل جثامين بعضهم ، بينما بقيت جثامين البعض الآخر بمشارح القتلة المتهالكة لتعكس بشاعة نظام الإنقاذ و المأجورين معا؛ يجسدون دور الراحلة سوزان تميم بإحد فنادق دبي في عام 2008.
بينما دور هشام طلعت يؤديه قادة و فلول نظام الإنقاذ و الذين تواروا عن الأنظار مؤقتاً لإمتصاص الغضب الشعبي و الذين يسكنون الآن القصور السرية الفخمة و لا يقتربون من السجون إلا يوم الذهاب الي المحاكم الصورية ،فقط بغرض تصويرهم لإستمرار مسلسل الخداع بأنهم يقبعون في السجون.
الدماء التي تجري في النيل الأزرق و شوارع الخرطوم و دارفور و جبال النوبة ، و خطب الكراهية التي ترونها اليوم كلها من صنع قادة نظام الإنقاذ و يتحكمون في كل ما يجري من خلال قادة ميدانيين و بإشراف مباشر من قبل الفريق أول صلاح قوش.
من يوزع السلاح على القبائل في النيل الأزرق غير جيش الإنقاذ ؟
من حرض على إغلاق الميناء و ضرب الاقتصاد الوطني في المقتل ؟
بل من يحرك بعض قوات الدعم السريع للمشاركة في الإعتداءات على القرويين في دارفور الآن دون علم قائدها حميدتي ؟
أنهم يعبثون بكل شيء.
(5)
الأخ محمد حمدان دقلو ؛ الممسك بأذنيّ الأسد أو محسن السكري( في نسخته السودانية) قد تسبب في خداع الكثيرين من غير قصد أو سعي منه ( و للاسف انا واحد منهم ) لذا كتبت المقال الذي مازال يلاحقني عنوانه. كان ظني - و هو ظن حسن بطبيعة الحال، بأن السيد حميدتي قد ساهم بفعالية في إسقاط نظام البشير. و الأمر آخر انه قام بدور محوري في إفشال المحاولة الانقلابية التي قام بها سلاح المدرعات. لذا أحببت ما قام به ، و بذلك (ظننتُ) محبته على ذلك. لكن عندما إتضح العكس؛ بالتأكيد أبغضتُ اللعبة و ابغضته ايضاً، لكن هذه المرة أصبح بغضاً مؤكداً - أي من غير ظن. !!
(6)
هي محنة تضاف الي المحن السودانية التي لا تحصى و لا تعد ؛ ان لا يعرف قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو شيئاً عن عتاد و عديد و عمليات القوات التي يقودها (صورياً).
لن أسعى لتبرئة الضابط محسن السكري في بزته السودانية. لكن و للعجائب فإن السيد حميدتي آخر من يعلم بالاعمال الوحشية التي ترتكبها قواته.
المسألة برمتها بيد الذين يسكنون القصور السرية تحت زعم المعتقلات و السجون و عبر (اللجنة الأمنية العسكرية)
و لأن ابن عمنا حميدتي قروي طيب مثلنا - اي (مثل باقي السودانيين من غير الانقاذيين)؛ ظن ان الأشياء هي الأشياء فأطلق العنان لطموحاته، يصرح هنا و يتبرع هناك.
أخيراً و بعدما لمع البرق، أدرك السيد حميدتي طبيعة الحيوان الذي ظل ممسكاً بأذنيه.
و لأن مازال هناك متسع من الوقت؛ أمام الفريق أول حميدتي قرار مصيري ذو إتجاه واحد ؛ و هو سحب القوة التي تحت إمرته و سيطرته الفعليتين و التمركز في أماكن منفصلة و محددة مع إعلان الولاء الكامل و الإنحياز التام للشارع السوداني القومي و المقاوم لنظام البطش الإنقاذي.
قد قلت قولي هذا و اني له لمن الناصحين.
إنها ثورة حتى النصر !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
لأهل البروفيسور محمد أحمد الشيخ ( أول الشهادة السودانية في الستينات و الطبيب و المدير الأسبق لجامعة الخرطوم ) طرفة ، أتصور ان لها مقابل في باقي اللغات السودانية السمحة.
الطرفة تحكي ان شخصين قاما بسرقة خروف في الليل. و لأن الفصل خريف كان الظلام دامساً . أحد اللصّين لم يعجبه سلوك الخروف، فقال لصاحبه إمسكه لنا حتى اقضي (الحاجة) و أعود إليك ، إلا انه لم يفعل.
بينما الآخر مازال ممسكاً بالخروف فإذا بالبرق يريه ملامح الحيوان الذي يمسك بكلتا أذنيه - أنه الأسد.
من هنا تبدأ القصة . لكن هي فرصة لنحي البروفيسور محمد أحمد الشيخ و اهله في كجمر ، الطنطباية ، الطينة ، امبرو ، كرنوي و في معسكرات النزوح و اللجوء و الآخرين في المهجر !!
(2)
نجاح الثورة السودانية في ديسمبر عام 2019 كان نتاج عمل تراكمي و تضحيات جسام دفع فيها جميع أبناء الوطن أثماناً باهظة منذ الإستقلال، مع تفاوت حجم المساهمة و التضحيات من أقليم الي آخر . لذا ليس من غياب الحصافة فحسب ،بل من الإمعان في الظلم تصوير البعض لحركات الكفاح المسلح التي توج مجيئها بإتفاق جوبا للسلام و كأنها دخيلة على العملية السياسية بعد نجاح الثورة. بل لحركات الكفاح المسلح النصيب الأوفر في إضعاف نظام الإنقاذ . هذا برغم ما إرتكبته من خطأ اخلاقي و استراتيجي معاً بتواطؤها مع إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم.
(3)
من المحزن ان يكتشف شعبنا و بعد مرور ثلاث سنوات على ثورته الظافرة بأننا ننفذ النسخة السينمائية للطرفة المذكورة - اي الأسد و اللصان، لكن على سيناريو الفنانة اللبانية المغدورة سوزان تميم و ضابط الشرطة محسن السكري و رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى (المصرييّن).
حتى لا تتداخل الأدوار فإن اللص الاول و الذي ورط صاحبه بالإمساك بأذنيّ الأسد بزعم قضاء الحاجة هو الفريق أول عبدالفتاح البرهان. قد انتهى دوره في توريط صاحبه الي ذلك الحد ،ثم تفرغ
للعب أدوار أخرى (مرسومة له بعناية) منها مهزلة قرار مصادرة أصول و ممتلكات حزب المؤتمر الوطني الأخير.
(4)
شهداؤنا الذين إحتضن النيل جثامين بعضهم ، بينما بقيت جثامين البعض الآخر بمشارح القتلة المتهالكة لتعكس بشاعة نظام الإنقاذ و المأجورين معا؛ يجسدون دور الراحلة سوزان تميم بإحد فنادق دبي في عام 2008.
بينما دور هشام طلعت يؤديه قادة و فلول نظام الإنقاذ و الذين تواروا عن الأنظار مؤقتاً لإمتصاص الغضب الشعبي و الذين يسكنون الآن القصور السرية الفخمة و لا يقتربون من السجون إلا يوم الذهاب الي المحاكم الصورية ،فقط بغرض تصويرهم لإستمرار مسلسل الخداع بأنهم يقبعون في السجون.
الدماء التي تجري في النيل الأزرق و شوارع الخرطوم و دارفور و جبال النوبة ، و خطب الكراهية التي ترونها اليوم كلها من صنع قادة نظام الإنقاذ و يتحكمون في كل ما يجري من خلال قادة ميدانيين و بإشراف مباشر من قبل الفريق أول صلاح قوش.
من يوزع السلاح على القبائل في النيل الأزرق غير جيش الإنقاذ ؟
من حرض على إغلاق الميناء و ضرب الاقتصاد الوطني في المقتل ؟
بل من يحرك بعض قوات الدعم السريع للمشاركة في الإعتداءات على القرويين في دارفور الآن دون علم قائدها حميدتي ؟
أنهم يعبثون بكل شيء.
(5)
الأخ محمد حمدان دقلو ؛ الممسك بأذنيّ الأسد أو محسن السكري( في نسخته السودانية) قد تسبب في خداع الكثيرين من غير قصد أو سعي منه ( و للاسف انا واحد منهم ) لذا كتبت المقال الذي مازال يلاحقني عنوانه. كان ظني - و هو ظن حسن بطبيعة الحال، بأن السيد حميدتي قد ساهم بفعالية في إسقاط نظام البشير. و الأمر آخر انه قام بدور محوري في إفشال المحاولة الانقلابية التي قام بها سلاح المدرعات. لذا أحببت ما قام به ، و بذلك (ظننتُ) محبته على ذلك. لكن عندما إتضح العكس؛ بالتأكيد أبغضتُ اللعبة و ابغضته ايضاً، لكن هذه المرة أصبح بغضاً مؤكداً - أي من غير ظن. !!
(6)
هي محنة تضاف الي المحن السودانية التي لا تحصى و لا تعد ؛ ان لا يعرف قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو شيئاً عن عتاد و عديد و عمليات القوات التي يقودها (صورياً).
لن أسعى لتبرئة الضابط محسن السكري في بزته السودانية. لكن و للعجائب فإن السيد حميدتي آخر من يعلم بالاعمال الوحشية التي ترتكبها قواته.
المسألة برمتها بيد الذين يسكنون القصور السرية تحت زعم المعتقلات و السجون و عبر (اللجنة الأمنية العسكرية)
و لأن ابن عمنا حميدتي قروي طيب مثلنا - اي (مثل باقي السودانيين من غير الانقاذيين)؛ ظن ان الأشياء هي الأشياء فأطلق العنان لطموحاته، يصرح هنا و يتبرع هناك.
أخيراً و بعدما لمع البرق، أدرك السيد حميدتي طبيعة الحيوان الذي ظل ممسكاً بأذنيه.
و لأن مازال هناك متسع من الوقت؛ أمام الفريق أول حميدتي قرار مصيري ذو إتجاه واحد ؛ و هو سحب القوة التي تحت إمرته و سيطرته الفعليتين و التمركز في أماكن منفصلة و محددة مع إعلان الولاء الكامل و الإنحياز التام للشارع السوداني القومي و المقاوم لنظام البطش الإنقاذي.
قد قلت قولي هذا و اني له لمن الناصحين.
إنها ثورة حتى النصر !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com