الأحزاب السودانية وغياب المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد
طاهر عمر
29 November, 2022
29 November, 2022
غياب فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد جعلت أتباع الأحزاب السودانية يتكالبون على ما تركته الإنقاذ من ركام ظنا منهم بأن ركام الانقاذ يشكل دولة و ما عليهم غير التهافت على تقسيم الوظائف في محاصصة بليدة لا تذكر بغير نخب زمن الاستقلال و فكرة السودنة و كيفية التكالب و التهافت على ما تركه الانجليز من وظائف.
تهافت قحت على المحاصصة ما هو إلا إعادة نفس لحظة خروج الانجليز و كيف تهافتت النخبة السودانية على سودنة الوظائف دون الاهتمام بفكرة الدولة كمفهوم حديث و دون التفكير في السلطة كمفهوم حديث يحتاج لفكر و تنظيم يضمن تماسك المجتمع و لا يكون ذلك بغير وجود فكر يفسر كيفية خلق الثروة و إعادة توزيعها أي بإختصار كانت لحظتها هي لحظة ترسيخ فكرة الاقتصاد و المجتمع.
و فكرة الاقتصاد و المجتمع كانت تلخيص جيد من علماء اجتماع قد أيقنوا بأن الغاية من المجتمع هو الفرد لأن الفرد يحمل توقه الى قيمة القيم و هي الحرية و بالتالي كانت فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد قد تبلورت في فكرة الحد الادنى للدخل لكل فرد قادر على العمل و لم يستطع وجود فرصة عمل بسبب عجز الحكومة في توفير فرصة للعمل أو بسبب عجز بسبب المرض و أو إعاقة قد ألمت به بسبب عمله و هنا تكمن المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد و لم نجد لها أي بعد فلسفي في طرح الأحزاب السودانية.
لأن كل الأحزاب السودانية ذات منحى ديني و معروف أن أحزاب وحل الفكر الديني لا تنظر للفرد غير أنه وسيلة لتحقيق غاية و قد رأينا كيف فوّجت الحركة الاسلامية منسوبيها الى محرقة الحرب في جنوب السودان و قد أوهمتهم بفكرة عرس الشهيد و عرس الشهيد يوضح لك كيف كان الفرد وسيلة عند الاسلاميين و ليس غاية.
لهذا نجد أن علماء الاجتماع ينظرون الى أن الشيوعية و الفاشية و النازية و الحركات الاسلامية لا تنظر للفرد غير أنه وسيلة و ليس غاية لهذا كانت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي تنظر للانسان كوسيلة و ليس كغاية و بالتالي قد إستخدمت الشيوعية قوة الدولة و حطّمت بها المجتمع. و قد أحتاج تنامي الوعي لعقود في الاتحاد السوفيتي حتى تتضح الرؤية و ينضج الهدف للشعوب و تسلك دروب الحرية.
و هذا ما يحتاجه الشعب السوداني بعد خروجه من نير الحركة الاسلامية و قد إستخدمت الانقاذ قوة الدولة و قد حطّمت بها المجتمع مثلما فعلت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي و هذا يوضح لك كيف تلتقي الحركة الاسلامية مع الشيوعية في فكرة إيمانهم بالمطلق و إلتقاهم في فكرة تقديم حلول نهاية كوهم يتلبس الكوز و الشيوعي السوداني.
و إذا أردت أن تقارن أنظر لممارسة الحزب الشيوعي السوداني و طرحه لا يشبهه غير إلحاح الكيزان كإلحاح الذباب في أن يعود بهم الزمن للحكم و هيهات و وجه الشبه بين أتباع الحركة الاسلامية و الشيوعي السوداني و إلتصاقه بأوهام الشيوعية يتجلى في طرح الحزب الشيوعية للحلول الجذرية و غيرها من اوهام من يكون ضحية فهم تقديم حلول نهاية كما يفعل الكوز و الشيوعي السوداني في تدميرهم لمسارح الفكر في السودان.
عندما نقول تدمير الكيزان و الشيوعيون للفكر في السودان لأن فكرهم لا يخرج من طبيعة و أفكار النظم الشمولية و عكسها فكرة العقد الاجتماعي و كيفية تحليل الظواهر الاجتماعية وفقا لإفتراض عقلانية و أخلاقية الفرد. و قد قلنا في أعلى المقال أن الفرد عند الشيوعي و الكوز وسيلة و ليس غاية عكس الفكر الليبرالي الذي ينظر للظواهر الاجتماعية بأن غايتها و إهتمامها بالفرد و لهذا نجد في الدولة الليبرالية كيفية وضوح المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد متمثلة في فكرة الضمان الاجتماعي في أدنى مستوياتها الحد الأدنى للدخل في مقطع رأسي في معادلة رياضية ذات منطق رياضي يوضح سلوك الفرد.
و مسألة غياب ملامح الفكر الليبرالي الذي يهتم بالمسؤولية الاجتماعية نحو الفرد من دفاتر فكر الأحزاب السودانية هو المسؤول عن غياب ملامح الدولة الحديثة و قد رأينا كيف لم تنتبه قحت بأحزابها الفقيرة فكريا لغياب ملامح الدولة الحديثة و بالتالي قد كان تهافتهم نتاج فقر فكري يضرب بجذوره عميقا في الأحزاب السودانية و إهمالها للفكر الذي يرسخ فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد و لا يكون طريقها بغير فكرة معادلة الحرية و العدالة.
فقر الفكر عند أتباع الأحزاب السودانية هو سبب غفلتهم عن أن تكون ملامح الدولة الحديثة متمثلة في سيطرة وزارة المالية و الاقتصاد على المال العام و هي نواة فكرة الاقتصاد و المجتمع التي لا نجد لها أثر في فكر الأحزاب السودانية و أن يكون البنك المركزي بنك البنوك و المسؤول من ضبط الكتلة النقدية و مساعد لتحقيق السياسات المالية و السياسات النقدية و بالتالي تكون هناك بوادر فكرة خلق الثروة و إعادة توزيعها و الهدف من توزيع الثروة هو الفرد كغاية و هذا الفرد له علاقة بالدولة و ليس بالقبيلة و لا الدين و الجهة و لا غيرها من الأفكار التي تتعارض مع فكرة النشؤ و الإرتقاء و عبرها قد فارقت البشرية كل من الفكر الديني و الفكر العرقي.
و فكرة خلق الثروة و إعادة توزيعها ذات علاقة بتطور الفكر السياسي و علاقته بالتحول الهائل في المفاهيم بشكل تبدو فيه فكرة سيطرة الجيش السوداني على شركات اقتصادية إدانة واضحة للنخب السودانية بأنها خارج النموذج و أنها لا تفهم بعد فكرة ملامح الدولة الحديثة حيث أصبح فيها الإهتمام بعلم الاجتماع بعد معرفي يوضح لنا أن مسيرة الانسانية تراجيدية و مأساوية بلا قصد و لا معنى و تحتاج لمفكرين رفيعي المستوى يدركون ما هو المتغير التابع و ماهو المتغير المستقل و هذا يساعدنا في تحليل الظواهر الاجتماعية.
الملاحظ أيضا في النخب السودانية مقارنة بتطور الفكر في العالم بأنها متأخرة عنه بما يقارب الستة عقود ما زالت النخب السودانية في حقبة أفكار منتصف الستينيات من القرن المنصرم و دليلنا على ذلك هو بأن أغلب النخب السودانية الراهنة تعتقد بأن الفكر الليبرالي هو فكر رميم مقابل الشيوعية كنظرية متكاملة و هذه واحد من أوهام النخب السودانية.
و هذا سبب غياب رسوخ فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد في قلب فكر الأحزاب السودانية لأنها أي النخب السودانية لم تتطلع على تطور الفكر بعد انتصار ريموند أرون على ماركسية سارتر و بعدها على فكر منتصف ثمانينيات القرن المنصرم و كيف أصبحت فكرة العقد الاجتماعي تتحدث عن صيرورة الديمقراطية.
نقول هذا و دليلنا على ذلك فكر من يسيطرون على مشهد الفكر في السودان و هم بقايا نشطاء منتصف الستينيات من شيوعيين سودانيين مدعوميين بالشلليات و الاخونيات في الدفاع عن طرحهم الفكري البايت و أغلبه يصب في حوض بئس الذنب الإصرار على فكر لم ينتصر للفرد و العقل و الحرية و هم المسؤولين من غياب فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد من دفاتر فكر الاحزاب السودانية و بالتالي عدم تطور الفكر الذي ينتصر للفكر الليبرالي الذي يتحدث عن فكرة الاقتصاد و المجتمع و هي تفتح على الفكر الليبرالي التي ما زالت أراضيه بور في عقل النخب السودانية.
taheromer86@yahoo.com
///////////////////////////
تهافت قحت على المحاصصة ما هو إلا إعادة نفس لحظة خروج الانجليز و كيف تهافتت النخبة السودانية على سودنة الوظائف دون الاهتمام بفكرة الدولة كمفهوم حديث و دون التفكير في السلطة كمفهوم حديث يحتاج لفكر و تنظيم يضمن تماسك المجتمع و لا يكون ذلك بغير وجود فكر يفسر كيفية خلق الثروة و إعادة توزيعها أي بإختصار كانت لحظتها هي لحظة ترسيخ فكرة الاقتصاد و المجتمع.
و فكرة الاقتصاد و المجتمع كانت تلخيص جيد من علماء اجتماع قد أيقنوا بأن الغاية من المجتمع هو الفرد لأن الفرد يحمل توقه الى قيمة القيم و هي الحرية و بالتالي كانت فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد قد تبلورت في فكرة الحد الادنى للدخل لكل فرد قادر على العمل و لم يستطع وجود فرصة عمل بسبب عجز الحكومة في توفير فرصة للعمل أو بسبب عجز بسبب المرض و أو إعاقة قد ألمت به بسبب عمله و هنا تكمن المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد و لم نجد لها أي بعد فلسفي في طرح الأحزاب السودانية.
لأن كل الأحزاب السودانية ذات منحى ديني و معروف أن أحزاب وحل الفكر الديني لا تنظر للفرد غير أنه وسيلة لتحقيق غاية و قد رأينا كيف فوّجت الحركة الاسلامية منسوبيها الى محرقة الحرب في جنوب السودان و قد أوهمتهم بفكرة عرس الشهيد و عرس الشهيد يوضح لك كيف كان الفرد وسيلة عند الاسلاميين و ليس غاية.
لهذا نجد أن علماء الاجتماع ينظرون الى أن الشيوعية و الفاشية و النازية و الحركات الاسلامية لا تنظر للفرد غير أنه وسيلة و ليس غاية لهذا كانت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي تنظر للانسان كوسيلة و ليس كغاية و بالتالي قد إستخدمت الشيوعية قوة الدولة و حطّمت بها المجتمع. و قد أحتاج تنامي الوعي لعقود في الاتحاد السوفيتي حتى تتضح الرؤية و ينضج الهدف للشعوب و تسلك دروب الحرية.
و هذا ما يحتاجه الشعب السوداني بعد خروجه من نير الحركة الاسلامية و قد إستخدمت الانقاذ قوة الدولة و قد حطّمت بها المجتمع مثلما فعلت الشيوعية في الاتحاد السوفيتي و هذا يوضح لك كيف تلتقي الحركة الاسلامية مع الشيوعية في فكرة إيمانهم بالمطلق و إلتقاهم في فكرة تقديم حلول نهاية كوهم يتلبس الكوز و الشيوعي السوداني.
و إذا أردت أن تقارن أنظر لممارسة الحزب الشيوعي السوداني و طرحه لا يشبهه غير إلحاح الكيزان كإلحاح الذباب في أن يعود بهم الزمن للحكم و هيهات و وجه الشبه بين أتباع الحركة الاسلامية و الشيوعي السوداني و إلتصاقه بأوهام الشيوعية يتجلى في طرح الحزب الشيوعية للحلول الجذرية و غيرها من اوهام من يكون ضحية فهم تقديم حلول نهاية كما يفعل الكوز و الشيوعي السوداني في تدميرهم لمسارح الفكر في السودان.
عندما نقول تدمير الكيزان و الشيوعيون للفكر في السودان لأن فكرهم لا يخرج من طبيعة و أفكار النظم الشمولية و عكسها فكرة العقد الاجتماعي و كيفية تحليل الظواهر الاجتماعية وفقا لإفتراض عقلانية و أخلاقية الفرد. و قد قلنا في أعلى المقال أن الفرد عند الشيوعي و الكوز وسيلة و ليس غاية عكس الفكر الليبرالي الذي ينظر للظواهر الاجتماعية بأن غايتها و إهتمامها بالفرد و لهذا نجد في الدولة الليبرالية كيفية وضوح المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد متمثلة في فكرة الضمان الاجتماعي في أدنى مستوياتها الحد الأدنى للدخل في مقطع رأسي في معادلة رياضية ذات منطق رياضي يوضح سلوك الفرد.
و مسألة غياب ملامح الفكر الليبرالي الذي يهتم بالمسؤولية الاجتماعية نحو الفرد من دفاتر فكر الأحزاب السودانية هو المسؤول عن غياب ملامح الدولة الحديثة و قد رأينا كيف لم تنتبه قحت بأحزابها الفقيرة فكريا لغياب ملامح الدولة الحديثة و بالتالي قد كان تهافتهم نتاج فقر فكري يضرب بجذوره عميقا في الأحزاب السودانية و إهمالها للفكر الذي يرسخ فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد و لا يكون طريقها بغير فكرة معادلة الحرية و العدالة.
فقر الفكر عند أتباع الأحزاب السودانية هو سبب غفلتهم عن أن تكون ملامح الدولة الحديثة متمثلة في سيطرة وزارة المالية و الاقتصاد على المال العام و هي نواة فكرة الاقتصاد و المجتمع التي لا نجد لها أثر في فكر الأحزاب السودانية و أن يكون البنك المركزي بنك البنوك و المسؤول من ضبط الكتلة النقدية و مساعد لتحقيق السياسات المالية و السياسات النقدية و بالتالي تكون هناك بوادر فكرة خلق الثروة و إعادة توزيعها و الهدف من توزيع الثروة هو الفرد كغاية و هذا الفرد له علاقة بالدولة و ليس بالقبيلة و لا الدين و الجهة و لا غيرها من الأفكار التي تتعارض مع فكرة النشؤ و الإرتقاء و عبرها قد فارقت البشرية كل من الفكر الديني و الفكر العرقي.
و فكرة خلق الثروة و إعادة توزيعها ذات علاقة بتطور الفكر السياسي و علاقته بالتحول الهائل في المفاهيم بشكل تبدو فيه فكرة سيطرة الجيش السوداني على شركات اقتصادية إدانة واضحة للنخب السودانية بأنها خارج النموذج و أنها لا تفهم بعد فكرة ملامح الدولة الحديثة حيث أصبح فيها الإهتمام بعلم الاجتماع بعد معرفي يوضح لنا أن مسيرة الانسانية تراجيدية و مأساوية بلا قصد و لا معنى و تحتاج لمفكرين رفيعي المستوى يدركون ما هو المتغير التابع و ماهو المتغير المستقل و هذا يساعدنا في تحليل الظواهر الاجتماعية.
الملاحظ أيضا في النخب السودانية مقارنة بتطور الفكر في العالم بأنها متأخرة عنه بما يقارب الستة عقود ما زالت النخب السودانية في حقبة أفكار منتصف الستينيات من القرن المنصرم و دليلنا على ذلك هو بأن أغلب النخب السودانية الراهنة تعتقد بأن الفكر الليبرالي هو فكر رميم مقابل الشيوعية كنظرية متكاملة و هذه واحد من أوهام النخب السودانية.
و هذا سبب غياب رسوخ فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد في قلب فكر الأحزاب السودانية لأنها أي النخب السودانية لم تتطلع على تطور الفكر بعد انتصار ريموند أرون على ماركسية سارتر و بعدها على فكر منتصف ثمانينيات القرن المنصرم و كيف أصبحت فكرة العقد الاجتماعي تتحدث عن صيرورة الديمقراطية.
نقول هذا و دليلنا على ذلك فكر من يسيطرون على مشهد الفكر في السودان و هم بقايا نشطاء منتصف الستينيات من شيوعيين سودانيين مدعوميين بالشلليات و الاخونيات في الدفاع عن طرحهم الفكري البايت و أغلبه يصب في حوض بئس الذنب الإصرار على فكر لم ينتصر للفرد و العقل و الحرية و هم المسؤولين من غياب فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد من دفاتر فكر الاحزاب السودانية و بالتالي عدم تطور الفكر الذي ينتصر للفكر الليبرالي الذي يتحدث عن فكرة الاقتصاد و المجتمع و هي تفتح على الفكر الليبرالي التي ما زالت أراضيه بور في عقل النخب السودانية.
taheromer86@yahoo.com
///////////////////////////