خطاب حميدتي الغاضب امام قيادات الادارة الاهلية

 


 

عوض ابوشعرة
7 January, 2023

 

خطاب حميدتي الغاضب امام قيادات الادارة الاهلية ،، والذي اتهم فيه قيادي بارز بها بأنه من الفلول وعضو بالمؤتمر الوطني ،، ونعت رصفائه في المؤتمر بالفلول والمجرمين كذلك ،، هذا الخطاب يؤكد ان خلافات البرهان وحميدتي لم تعد سرا ،، فالبرهان داعم للفلول ،، ويطلق يد ابراهيم جابر الاسلامي ليفعل ما يشاء من خلال ترؤسه بعد الانقلاب للجنة اعادة اموال الفاسدين من اخوانه في الحركة الاسلامية بمعاونة فلول النيابة العامة والقضاء متمثلا في ابوسبيحة الذي نزع عنه رداء العدالة التي يمثلها ليلبس رداء التنظيم ويصدر من القرارات ما يخجل منه طلاب كليات القانون ناهيك من ان يكون في اعلي مراتب الهيئة القضائية ،، كل ذلك وغيره يؤكد ان البرهان رهينة للحركة الاسلامية التي نفخت فيه حتي اصبح الجنرال رقم واحد في الجيش ،،
حميدتي بعيد خطابه الشهير امام جنوده في طيبة الحسناب ايام الثورة الاولي حين اتهم الانقاذ التي صنعته بالفساد علنا ،، ثم رفضه لتكليف البشير بفض الاعتصام ،، وما تلي ذلك من مواقف كان اخرها اسراعه بدعم مسودة دستور المحامين ثم توقيعه علي الاتفاق الاطاري ،، كل تلك المواقف جعلته معروض قريبا علي رادارات الحركة الاسلامية حيا والافضل ميتا ،، في مسار يختلف كلية عن مسار البرهان الذي يتحكم في القوة العسكرية رقم واحد ،، كل ذلك جعله يتخذ موقفه من الابتعاد كلية عن الاسلاميين وهو المتحكم في القوة العسكرية رقم 2 ،،
لقد حاول حميدتي مع البرهان ما استطاع لاقناعه بخطورة موالاته لبني كوز بعد الانقلاب لانهم في نظر الثورة دونهم خرت القتاد ،، ومستحيل ان تعود الثورة بعد كل هذه التضحيات الي الوراء وموالاة اعداءها مرة اخري ،، فأما ان يكون البرهان قد ضمن التحرر من قبضة الاسلاميين واما اننا امام مشروع مواجهة مؤجلة في انتظار ما تسفر عنه الايام ،،
لقد ضاق حميدتي ذرعا بتصرفات بني كوز التي تحاول خلط الاوراق وهي تكلف ابراهيم جابر بجولة غرب افريقيا الاخيرة التي تحوم حولها الشبهات ،، والتي فضح غرضها حميدتي دون ان يشير الي جابر علنا ،، وذلك حين اتهم جهات لم يسمها بمحاولة قلب نظام الحكم في افريقيا الوسطي ،، ومن ثم تحميل الدعم السريع مسؤولية ذلك ،، وهو ما يعني ان ابراهيم جابر وبتكليف من الاسلاميين يكيد للدعم السريع ،، ولكن حميدتي تصرف سريعا واغلق الحدود دون ان يقول له الجيش تلت التلاتة كم ،،
الان حميدتي اكثر تمسكا بالاتفاق الاطاري الذي يمكن ان ينقذ البلاد من المواجهات الدامية ،، ما يعني انه كان جادا حين وقع عليه امام ممثلي المجتمع الدولي ،، فهل البرهان كان جاد كذلك حين وقع عليه ام ستكون هناك مفاجئات في المشهد السياسي يعد لها الاسلاميين قد لا تخطر علي بال الشعب السوداني وحميدتي وقحت وحتي المجتمع الدولي ،، ؟

عوض ابوشعرة

 

آراء