خترفات ود أمنة
خالد البلولة
23 January, 2023
23 January, 2023
عالية التوم صاحبة الهمة العالية
يبدو أن لها من إسمها نصيب.
=(عالية) أمراة تعلق قلبها وعقلها بالمدرسة وشغفت بالتعليم، وتميزت فيه بين قريناتها ولكن شاءت إرادة المولى والاهل ان تخرج باكرا لتمارس حياة مغايرة عن أهدافها وطموحها حيث تزوجت فى بواكير صباها وهى فطرة الله فى خلقه عندما أخرجت من المدرسة لتمارس حياتها كزوجة وتسهم فى بناء اسرة سعيدة كعادة مجتمع القرى الذى يرى الزواج هو تاج المرأة وإكليلها ..
=تزوجت(عالية)لكنها لم تصغ لأي صوت بداخلها يدعوها إلى الاستسلام والقعود وتثبيط همتها من أن تمضي فى تحقيق حلم حياتها تواصل فى دراستها،فظل حلمها يراودها ولم يبرح مخيلتها ولم تفتر عزيمتها فغرست بذرة ذلك الحلم والطموح والتفوق والنجاح فى ابنائها وبناتها،فاثمر غرسها وينع ثمره.
تروي(عالية)تجربتها قائلة(تزوجت فى مطلع السبعينيات من إبن خالتي سعيت جاهدة بتعاونه وجده وكده أن نحقق حلمنا نحن فى أبنائنا وبناتنا والحمد لله تخرجوا فى كليات مختلفة التربية والزراعة والاشعة،والاقتصاد والتدريب المهني كل حسب رغبته)
*تحكى (عالية)عن عودتها للمدرسة مرة ثانية بعد انقطاع قرابة (تركت المدرسة فى مطلع السبيعنات للزواج وعدت اليها فى العام ١٩٩٨م طالبة فى مرحلة الاساس فى الصف الثامن وكان بعض اطفالى يدرسون معي فى نفس المدرسة،والكبار منهم قد التحقوا بالجامعات وجدت تعاونا من اسرتي الصغيرة وزوجي وإدارة المدرسة،وأحزرت مجموعة فوق المائتين مما أهلني للالتحاق بالمدرسة الثانوية وكنت اقوم بواجبي تجاه أسرتي وأجامل فى مناسبات القرية من أتراح وأفراح ).
=وتواصل (عالية) سرد تجربتها فى المدرسة الثانوية قالت :-استيقظ فى الثالثة صباحا لانجاز واجباتى المنزلية لإعداد الطعام لابنائي أطبخ وأعوس الكسرة وأعد الشاي لزوجي وأبنائي وأذهب الساعة السابعة صباحا للمدرسة حتى احضر طابور والحصص وأعود بعد ذلك لإعداد للفطور لاطفالى وأرجع المدرسة وأعود بعد نهاية اليوم الدراسي لتجهيز وجبتي الغداء والعشاء وأمارس وأجباتي الاجتماعية فى حدود الممكن ..
*يقول الاستاذ الحاج طه محمد أحمد فى مقابلة لقناة امدرمان (تعد عالية مثالا للانضباط والهمة والارادةوكانت قدوة لزميلاتها الطالبات فى التزامها ومثابرتها، وانضباطها ولم تتاخر ساعةعن أي حصة ولم يفتها يوما طابور الصباح رغم واجباتها الاسرية مع وجود اطفال يدرسون فى المدراس).
=إمتحنت (عالية)الشهادة السودانية تقريبا ٢٠٠٥م أحرزت نسبة أهلتها للالتحاق بكلية الأداب بجامعة امدرمان الإسلامية قسم التاريخ وتخرجت فيه مع أنها رغبت في دراسة اللغة الانجليزية.
تعيش عالية التوم فى منزلها بقرية النوبة بولاية الحزيرة ووثقت تجربتها أسرة برنامج (من الخرطوم سلام)بتلفزيون السودان عام ١٩٩٨م بقيادة المخرج الشاذلي الريح رحمة الله عليه وسجلها معها فقرة إبان امتحانها من مرحلة الاساس للثانوي عن تجربتها وعودتها بعد سنوات من الانقطاع وزارها برنامج مشوار المساء في بيتها وسجل معها حلقة كاملة بقيادة الاستاذ عبد الوهاب هلاوي وزارتها قناة امدرمان برنامج(تهادوا تحابوا) بقيادة المخرج عثمان مصباح وخالد البلولة.
=يتجسد فى (عالية ) قول الشاعر أحمد شوقى :-
(والنفس ترجو همة الخلود في العلم و البنيان و المولود)
وقول المتنبيء:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وقال الخليفة عمر الفاروق ـرضي الله عنه :لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته"
=وهبت عالية مجتمعها مهندسا زراعيا وتقني أشعة تعالج ومعلمة وفنيا يكد بجهده وعرقه.فهى نموذج يستحق أن يقتفى أثره وبصنيعها بادرت بفتح نافذة للضوء فى عتمة حياتنا.
** صحفي وأستاذ جامعي
khalidoof2010@yahoo.com
/////////////////////////
يبدو أن لها من إسمها نصيب.
=(عالية) أمراة تعلق قلبها وعقلها بالمدرسة وشغفت بالتعليم، وتميزت فيه بين قريناتها ولكن شاءت إرادة المولى والاهل ان تخرج باكرا لتمارس حياة مغايرة عن أهدافها وطموحها حيث تزوجت فى بواكير صباها وهى فطرة الله فى خلقه عندما أخرجت من المدرسة لتمارس حياتها كزوجة وتسهم فى بناء اسرة سعيدة كعادة مجتمع القرى الذى يرى الزواج هو تاج المرأة وإكليلها ..
=تزوجت(عالية)لكنها لم تصغ لأي صوت بداخلها يدعوها إلى الاستسلام والقعود وتثبيط همتها من أن تمضي فى تحقيق حلم حياتها تواصل فى دراستها،فظل حلمها يراودها ولم يبرح مخيلتها ولم تفتر عزيمتها فغرست بذرة ذلك الحلم والطموح والتفوق والنجاح فى ابنائها وبناتها،فاثمر غرسها وينع ثمره.
تروي(عالية)تجربتها قائلة(تزوجت فى مطلع السبعينيات من إبن خالتي سعيت جاهدة بتعاونه وجده وكده أن نحقق حلمنا نحن فى أبنائنا وبناتنا والحمد لله تخرجوا فى كليات مختلفة التربية والزراعة والاشعة،والاقتصاد والتدريب المهني كل حسب رغبته)
*تحكى (عالية)عن عودتها للمدرسة مرة ثانية بعد انقطاع قرابة (تركت المدرسة فى مطلع السبيعنات للزواج وعدت اليها فى العام ١٩٩٨م طالبة فى مرحلة الاساس فى الصف الثامن وكان بعض اطفالى يدرسون معي فى نفس المدرسة،والكبار منهم قد التحقوا بالجامعات وجدت تعاونا من اسرتي الصغيرة وزوجي وإدارة المدرسة،وأحزرت مجموعة فوق المائتين مما أهلني للالتحاق بالمدرسة الثانوية وكنت اقوم بواجبي تجاه أسرتي وأجامل فى مناسبات القرية من أتراح وأفراح ).
=وتواصل (عالية) سرد تجربتها فى المدرسة الثانوية قالت :-استيقظ فى الثالثة صباحا لانجاز واجباتى المنزلية لإعداد الطعام لابنائي أطبخ وأعوس الكسرة وأعد الشاي لزوجي وأبنائي وأذهب الساعة السابعة صباحا للمدرسة حتى احضر طابور والحصص وأعود بعد ذلك لإعداد للفطور لاطفالى وأرجع المدرسة وأعود بعد نهاية اليوم الدراسي لتجهيز وجبتي الغداء والعشاء وأمارس وأجباتي الاجتماعية فى حدود الممكن ..
*يقول الاستاذ الحاج طه محمد أحمد فى مقابلة لقناة امدرمان (تعد عالية مثالا للانضباط والهمة والارادةوكانت قدوة لزميلاتها الطالبات فى التزامها ومثابرتها، وانضباطها ولم تتاخر ساعةعن أي حصة ولم يفتها يوما طابور الصباح رغم واجباتها الاسرية مع وجود اطفال يدرسون فى المدراس).
=إمتحنت (عالية)الشهادة السودانية تقريبا ٢٠٠٥م أحرزت نسبة أهلتها للالتحاق بكلية الأداب بجامعة امدرمان الإسلامية قسم التاريخ وتخرجت فيه مع أنها رغبت في دراسة اللغة الانجليزية.
تعيش عالية التوم فى منزلها بقرية النوبة بولاية الحزيرة ووثقت تجربتها أسرة برنامج (من الخرطوم سلام)بتلفزيون السودان عام ١٩٩٨م بقيادة المخرج الشاذلي الريح رحمة الله عليه وسجلها معها فقرة إبان امتحانها من مرحلة الاساس للثانوي عن تجربتها وعودتها بعد سنوات من الانقطاع وزارها برنامج مشوار المساء في بيتها وسجل معها حلقة كاملة بقيادة الاستاذ عبد الوهاب هلاوي وزارتها قناة امدرمان برنامج(تهادوا تحابوا) بقيادة المخرج عثمان مصباح وخالد البلولة.
=يتجسد فى (عالية ) قول الشاعر أحمد شوقى :-
(والنفس ترجو همة الخلود في العلم و البنيان و المولود)
وقول المتنبيء:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وقال الخليفة عمر الفاروق ـرضي الله عنه :لا تصغرنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته"
=وهبت عالية مجتمعها مهندسا زراعيا وتقني أشعة تعالج ومعلمة وفنيا يكد بجهده وعرقه.فهى نموذج يستحق أن يقتفى أثره وبصنيعها بادرت بفتح نافذة للضوء فى عتمة حياتنا.
** صحفي وأستاذ جامعي
khalidoof2010@yahoo.com
/////////////////////////