تقدير وعرفان ودعاء للرحمن

 


 

 

كلام الناس
لايذكر المرء كيف كانت أمه تسهر على راحته منذ أن وضعته وكيف كانت تنظفه وتغير له كلما لوث ملابسه بلا كلل ولا ملل، لكنه شاهد الأمهات يفعلن ذلك لأطفالهن إلى أن يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.
تذكرت ذلك إبان فترة وجودي بمستشفى ويستميد بعد أن أٍجريت لي عملية فتح القلب ومعالجة الشرايين المنسدة ومكثت شهراً كاملاً تحت الرعاية الصحة والمتابعة العلاجية وكيف أن الممرضات والممرضين سهروا على خدمتي وخدمة بقية المرضى على أسرة المرض وحتى في الحمامات.
لاأنسى ما حييت كيف كانوا يدخلون معي للحمام وينظفوا لي جسمي بعد الفراغ من إخراج الفضلات البشرية، حتى عندما خرجت من المستشفى كانوا يحضرون للشقة التي أسكن فيها ويساعدونني على الاستحمام إلى أن تأكدوا من مقدرتي على الاستحمام بمفردي.
أكتب هذا من باب الحمد والشكر لله والتقدير والعرفان لأسرة المستشفى وللمتطوعات اللاتي مازلن يتابعن معي خدمات الرعاية اللاحقة وإعادة التأهيل، والعرفان والتقدير موصول لأمهاتنا ولزوجاتنا اللاتي يحيطوننا بالرعاية والاهتمام ولكل الذين لم يقصروا معنا عند الشدائد.
أسأل الله الرحمن الرحيم اللطيف بعباده أن يرعانا بواسع رحمته وأن يحفظنا وإياكم من كل الأدواء والإحن وألا يدخلنا في تجربة بعيداً عن عنايته وأن يوفقنا فيما تبقى لنا من أيام في هذه الفانية وأن يحسن خاتمتنا إنه نعم المولى ونعم النصير.

 

آراء