هل مليشيا الجنجويد تدافع، حقيقةً، عن سيادةٍ فرَّطت فيها قيادة الجيش؟!
عثمان محمد حسن
15 April, 2023
15 April, 2023
* في عام ٢٠١٩، كان حميدتي ينشط، نشاطاً محموماً في تجنيد شباب القبائل العربية بشرق السودان للإنضمام إلى ميليشياالجنجويد.. وكانت عيون الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، تتابعه، متوجسة من توغل نشاطه التجنيدي إلى القبائل العربية داخل مصر.. فبذرت تلك الهواجس في السيسي بذور الكراهية العميقة لحميدتي..
* سافر الفريق الركن عبد المطلب هاشم رئيس الأركان السوداني، وقتها، إلى القاهرة يوم ٢١ يوليو 2019.. ولم تمضِ أيام من عودته إلى السودان، حتى حدثت محاولة إنقلاب عسكري بدعم من مصر والإمارات، كما يُقال.. لكن استخباراتية سعودية، كما يُقال، أيضاً، زوّدت حميدتي بمعلومات عن وقوعه، قبل التنفيذ، ففشل الإنقلاب!
* وبعد أيام من زيارة عبد المطلب هاشم، زار حميدتي القاهرة يوم الأحد 28 يوليو 2019.. ويقول موقع صحيفة العربي الجديد، الصادر بتاريخ 30 يوليو 2019، أن السيسي دعا حميدتي، دعوة إضطرارية، بمطلب من أمريكا.. وأن " المطالب الأميركية اقترحت عدم تسريح تلك القوات ( قوات الجنجويد)، ولكن دمجها في وحدات الجيش المختلفة بشكل طبيعي، وتحت القيادة الطبيعية للجيش، لا بقيادة منفصلة".
* ويقول موقع وكالة الأناضول الصادر في Jul 29, 2019:-
" تأتي تلك الزيارة بعد أيام من زيارة رئيس أركان الجيش السوداني، الموقوف حاليا، هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، للقاهرة، ولقاءه السيسي... "
* إذن، كان السيسي يتربص بميليشيا الجنجويد، حتى قبل سماح البرهان لإحتلال جيش السيسي لمدينة مروي وضواحيها..
* ربما يكون حميدتي قد تلقى معلومات استخباراتية خارجية، عن ما يخططه البرهان والسيسي، في مروي وضواحيها، ضده، معلومات قدمتها إليه إحدى الدول التي ليس في صالحها فشل الإتفاق النهائي، وقيام حكومة مدنية، حسب مواصفاتها..
* وقد يعتقد كثير من الناس أن مليشيا الجنجويد تدافع عن سيادةٍ فرَّطت فيها قيادة الجيش السوداني.. ولا يمضي هؤلاء الناس، في اعتقادهم، أبعد من ذلك، وربما لا يدرون أن الغرض من احتلال الجيش المصري لمدينة مروي وضواحيها يستهدف سد النهضة الإثيوبي أولاً، ومليشيا الجنجويد ثانياً؛ً كما قد لا يدرون أن حميدتي يدافع عن وجوده ووجود ميليشيا الجنجويد أولاً، ومن ثم سيادة السودان بعد ذلك..
* أما البرهان وحاضنته من الفلول، فيرون في الاحتلال المصري ما يكبح طموحات حميدتي عبر مركزية قحت الرامية لقطع دابر النظام البائد والدولة العميقة الجذور، فلا عجب أن يراه الكيزان ربيباً لها آبقاً، ومتمرداً على (مشروعهم الحضري)، ويجب تصفية وجوده من على البسيطة..
* غير أن مركزية قحت تنظر إلى حميدتي نظرتها لشخص آمن بالثورة وتاب توبة نصوحة، بينما ترى لجان المقاومة (الحية) فيه مداهناً يبحث عن مصلحته ومصالح آل دقلو في (سودان بلا كيزان)!
* وهكذا انقسم السودانيون إلى ثلاثة فساطيط:- فسطاط مركزية قحت ضد الفلول والبرهان، وفسطاط البرهان ضد مركزية قحت والإتفاق النهائي، وفسطاط المقاومة ضد المتلاعبين بثورة ديسمبر المجيدة في الفسطاطين السابقين..
* ويظل الفلول يؤججون نيران الحرب بين الجيش السوداني وبين ميليشيا الجنجويد، وفي حسبانهم أن الفوضى سوف تعيدهم إلى السلطة، والهيمنة على ما تبقى من موارد البلاد بالتمكين والفساد العارم..
* وحسبنا الله ونعم الوكيل!
حاشية......
- حكمت محكمة عسكرية في الخرطوم، يوم ١٤ مارس ٢٠٢٢، على الفريق هاشم عبد المطلب، بعد إدانته بالتورط في انقلاب عسكري في يوليو/تموز 2019.. بالسجن 9 سنوات والطرد من الخدمة..
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////////
* سافر الفريق الركن عبد المطلب هاشم رئيس الأركان السوداني، وقتها، إلى القاهرة يوم ٢١ يوليو 2019.. ولم تمضِ أيام من عودته إلى السودان، حتى حدثت محاولة إنقلاب عسكري بدعم من مصر والإمارات، كما يُقال.. لكن استخباراتية سعودية، كما يُقال، أيضاً، زوّدت حميدتي بمعلومات عن وقوعه، قبل التنفيذ، ففشل الإنقلاب!
* وبعد أيام من زيارة عبد المطلب هاشم، زار حميدتي القاهرة يوم الأحد 28 يوليو 2019.. ويقول موقع صحيفة العربي الجديد، الصادر بتاريخ 30 يوليو 2019، أن السيسي دعا حميدتي، دعوة إضطرارية، بمطلب من أمريكا.. وأن " المطالب الأميركية اقترحت عدم تسريح تلك القوات ( قوات الجنجويد)، ولكن دمجها في وحدات الجيش المختلفة بشكل طبيعي، وتحت القيادة الطبيعية للجيش، لا بقيادة منفصلة".
* ويقول موقع وكالة الأناضول الصادر في Jul 29, 2019:-
" تأتي تلك الزيارة بعد أيام من زيارة رئيس أركان الجيش السوداني، الموقوف حاليا، هاشم عبد المطلب أحمد بابكر، للقاهرة، ولقاءه السيسي... "
* إذن، كان السيسي يتربص بميليشيا الجنجويد، حتى قبل سماح البرهان لإحتلال جيش السيسي لمدينة مروي وضواحيها..
* ربما يكون حميدتي قد تلقى معلومات استخباراتية خارجية، عن ما يخططه البرهان والسيسي، في مروي وضواحيها، ضده، معلومات قدمتها إليه إحدى الدول التي ليس في صالحها فشل الإتفاق النهائي، وقيام حكومة مدنية، حسب مواصفاتها..
* وقد يعتقد كثير من الناس أن مليشيا الجنجويد تدافع عن سيادةٍ فرَّطت فيها قيادة الجيش السوداني.. ولا يمضي هؤلاء الناس، في اعتقادهم، أبعد من ذلك، وربما لا يدرون أن الغرض من احتلال الجيش المصري لمدينة مروي وضواحيها يستهدف سد النهضة الإثيوبي أولاً، ومليشيا الجنجويد ثانياً؛ً كما قد لا يدرون أن حميدتي يدافع عن وجوده ووجود ميليشيا الجنجويد أولاً، ومن ثم سيادة السودان بعد ذلك..
* أما البرهان وحاضنته من الفلول، فيرون في الاحتلال المصري ما يكبح طموحات حميدتي عبر مركزية قحت الرامية لقطع دابر النظام البائد والدولة العميقة الجذور، فلا عجب أن يراه الكيزان ربيباً لها آبقاً، ومتمرداً على (مشروعهم الحضري)، ويجب تصفية وجوده من على البسيطة..
* غير أن مركزية قحت تنظر إلى حميدتي نظرتها لشخص آمن بالثورة وتاب توبة نصوحة، بينما ترى لجان المقاومة (الحية) فيه مداهناً يبحث عن مصلحته ومصالح آل دقلو في (سودان بلا كيزان)!
* وهكذا انقسم السودانيون إلى ثلاثة فساطيط:- فسطاط مركزية قحت ضد الفلول والبرهان، وفسطاط البرهان ضد مركزية قحت والإتفاق النهائي، وفسطاط المقاومة ضد المتلاعبين بثورة ديسمبر المجيدة في الفسطاطين السابقين..
* ويظل الفلول يؤججون نيران الحرب بين الجيش السوداني وبين ميليشيا الجنجويد، وفي حسبانهم أن الفوضى سوف تعيدهم إلى السلطة، والهيمنة على ما تبقى من موارد البلاد بالتمكين والفساد العارم..
* وحسبنا الله ونعم الوكيل!
حاشية......
- حكمت محكمة عسكرية في الخرطوم، يوم ١٤ مارس ٢٠٢٢، على الفريق هاشم عبد المطلب، بعد إدانته بالتورط في انقلاب عسكري في يوليو/تموز 2019.. بالسجن 9 سنوات والطرد من الخدمة..
osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////////////