معاناة المواطنين التي لم يحسب لها حسابا عند البرهان وحميدتي

 


 

 

تدخل الحرب شهرها التاني ، ويعلم الله عز وجل كيف يعيش الناس خاصة في الخرطوم التي أصبحت نهبا للصوص وأصبح المواطن فيها لا يعرف طريقا للخلاص مما أوقعه فيه هؤلاء الذين يتقاتلون باسمه .
كل الجهود والنداءات من كل اطراف الدنيا دعت الجميع لمراعاة المدنيين بما كفله لهم القانون الإنساني قبل الدولي في توفير المسارات الآمنة لهم و تسهيل توصيل الخدمات الضرورة من ماء وطعام و دواء .
لكن لا أحد يريد أن يسمع ، ولا أن يرى ، كل يرى انتصارا يبدو كسراب ، فلا الدعم السريع بقادر على مغادرة بيوت المواطنين والأحياء التي يحتمي بها ويتخذ من الناس دروعا بشرية ولا الجيش قادر على حسم الأمر و سحق المتمردين كما وعد ولا يزال يعد .
لا أعلم متى يستيقظ هؤلاء ويدركوا ان الحرب عبث ولعب بأقدار الناس وأن منتصر فيها ، وأنهم كلهم فقدوا تماما ثقة الشعب . فلا أحد عنده أدني رغبة في أن يحكمه البرهان أو حميدتي .
لقد فشل المتقاتلون في امتحان الاخلاق والوطنية وضربوا بقيم الانسانية عرض الحائط ، ولا نعرف كيف يكيفون الأمر ليرضوا ضمائرهم الخربة .
لن يطول الامر وسينفذ قريبا صبر المجتمع الدولي ، ولأن الامر لا يخص السودان فقط وقد يمتد الصراع إلى كامل القارة السوداء والتي تتكون من بلدان هشة الاوضاع وقابلة للانفجار فقد حذرنا وقلنا الطريق بهذا العناد وعدم المسؤولية سيكون مفتوحا امام العالم للتدخل .
فأمام الجميع الآن طريقان لا ثالث لهما ، اما الحل السلمي و وقف القتال فورا أو التعرض لتدخل خارجي أهونه فرض السلام بقوة السلاح من قوات أممية أيا كانت من الاتحاد الافريقي او الجامعة العربية أو قوات مختلطة من كل العالم .
أما استمرار الحال كما هو فإنه سيؤدي الى كارثة لا يعلم مداها إلا الله .
فمتى يعي المتحاربون ونافخي الكير والداعمون لهم من الفريقين أن السيل قد بلغ الذبي وأنه قد حان الأوان لتثوبوا إلى رشدكم ، ويكفي هذا الدمار وهذه الدماء ، وأدركوا ما تبقى من البلد قبل أن لا تجدوا وطنا تتحاربون من أجله .

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء