حماية واستعادة كنوزنا واثارنا الثقافية

 


 

 

بقلم: تاج السر عثمان

١
اشرنا سابقا الي أن من آثار وجرائم الحرب نهب وضياع كنوز البلاد الثقافية وآثارها، مما يتطلب عدم التفريط فيها والسعي بجد لاستعادة اثارنا المنهوبة.
فقد جاء في ( قناة الحرة) نقلا عن صحيفة" التايمز البريطانية" يوم الإثنين الي أن " قطعاً أثرية من السودان لا تقدر بثمن تعرضت للبيع على منصة “إيباي” بعد أن تم تهريبها من البلد الذي يعاني من حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
يُعتقد أن القطع، التي تتضمن تماثيل وأواني مصنوعة من الذهب والفخار، ربما تم نهبها من المتحف الوطني في الخرطوم، الذي يقع في منطقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وفقًا للصحيفة، تم نهب الآلاف من الآثار، بما في ذلك قطع من تماثيل وصور قديمة، خلال أكثر من عام من الصراع الذي أودى بحياة ما يصل إلى 150 ألف شخص، مما جعل الآثار الثمينة عرضة للسرقة".
٢

كما اوضحنا سابقا الي أن الحرب أدت إلى جريمة تدمير شامل أو جزئي للمعالم التاريخية والأثرية والثقافية والتراثية، كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في الآتي: القصر الرئاسي، المحاكم وما بداخلها من إرشيف مهم،
كما تأثر المتحف القومي الذي مازال عرضة للدمار الشامل والنهب لموقعه في منطقة سيطرة الدعم السريع ووسط القصف بين الجيش والدعم السريع، إضافة للدمار الشامل لمركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية وفقدان مكتبته القيمة التي تحتوي على وثائق وإرشيف نادر، وخسارة متحف السودان للتاريخ الطبيعي جراء سقوط الدانات عليه، مما أدى لموت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا. كما تأثر مبنى البريد الاثري القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة، وتأثر ديوان النائب العام وما بداخله من إرشيف مهم.
* كما تقع تحت خط النار معالم أثرية َمهمة مثل: متحف التراث الشعبي في الخرطوم.،وطوابي المهدية في أم درمان، وسجن أم درمان ومتحف الخليفة، وبوابة عبد القيوم في أم درمان.
* وفي الولايات تأثرت بعض المعالم التاريخية الأثرية مثل:
تدمير مبنى “جراب الفول” الأثري في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
كما يتعرض مبنى السلطان على دينار في الفاشر لخطر التدمير جراء وقوعه تحت خط النار.
إضافة لخطر دمار آثار مروي- كبوشية بعد دخول عناصر من الدعم السريع في مواقعها، الذي وجد استنكاراً واسعاً من “اليونسكو” وكل المنظمات المهتمة بحماية الاثار.
٣
لقد شهد السودان خلال تاريخه الممتد حضارات عرفت التعدد الثقافي واللغوي والديني، ومازال هذا التنوع ماثلا في واقعنا الراهن، واثاره التي يعبر عنها المتحف القومي للآثار الذي عكس آثار حضارات : ممالك: كرمة ونبتة ومروي- كبوشية في السودان القديم (بلاد كوش) ، وممالك النوبة المسيحية (نوباطيا، المقرة، علوة) ، والممالك الإسلامية ( الفونج، الفور، تقلي، والمسبعات) في العصور الوسطى، واثار السودان الحديث كما في فترات : الحكم التركي - المصري، المهدية، والحكم الانجليزي - المصري، وحتى تاريخنا المعاصر.
بالتالي من المهم العض بالنواجز على اثارنا وكنوزنا الثقافية، وقيام اوسع حملة داخليا وخارجيا لحمايتها واستعادتها ، في وجه الحملة البربرية الجارية لمحو تاريخنا وثقافتنا وتراثنا الرطني ، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية ونهب ثرواتها. ومواصلة اوسع حراك جماهيري بمختلف الأشكال لوقف الحرب واسترداد الثورة، وعودة النازحين لقراهم ومنازلهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، ومحاكمة المسؤولين عن جرائم الحرب، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk
///////////////////////

 

آراء