وحدةُ الاتحاديين…مُعادلات الجبر والكسر بقلم: عزالعرب حمد النيل
عز العرب حمد النيل
25 November, 2008
25 November, 2008
izzanaizzana@yahoo.com
لم يكن من باب الفلاح المتناهي أن يختار الاتحاديون تاريخ الحادي والعشرين من أكتوبر لتوقيع ميثاق وحدة يجمع أغلبية فصائلهم فالتاريخ في حد ذاته يعني الكثير للاتحاديين فلا بِدع إذن من هذا الاختيار من باب التيمُن بالإنجاز السياسي من ناحية ومن ناحية أخري فإن أكتوبر 64 ملحمة من ملاحم توحيد الإرادات وذاك ما تنشده قواعد الاتحاديين لقياداتها.
وبينما ينظر العضو الاتحادي لأهمية وحدة فصائل حزبه أو تياراته أو كياناته" سمّها ما شئت" و ذلك لإدراكه حجم التحديات التي تحيط بالوطن والحزب ,ينظر المراقب والمهتم بالشأن الاتحادي إلي عسر تحقيق هذه الوحدة واقعيا بالنظر إلي مناهج الخطوط السياسية والمواقف فقد دخلت عناصر متعددة في الحدود الجغرافية الفاصلة بين الحلال والحرام السياسي عند الاتحاديين وطال التخليط جدار الأمور المتشابهات المشيد من قشرة الطوب والجالوص البلدي. ولم يكن جديدا في دائرة الاتحاديين دخول العناصر الصارفة لبعض الجماهير والقيادات من القضايا الأساسية والمتون والانشغال بالحواشي منذ أن أدخل الشهيد الشريف حسين الهندي عنصر المال " علي طريقته " في دوائر الاتحاديين الضيقة فكم من قيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي ملأ ساحته ضجيجا دون طحن ما كان له أن يكون شيئا سياسيا مذكورا لولا هذا المنهج " الشريف حسين هندوي ".
دخلت الكيانات الاتحادية في فناء المشروع الوحدوي تدفعها جماهيرها فقد كانت الوحدة أو الحوار الاتحادي الاتحادي " اللزمة" والقاسم المشترك في أدبيات هذه الكيانات ولعله عند الجميع مقيد بشروط الديمقراطية والمؤسسية باستثناء المرجعيات برئاسة الميرغني والذي يري رئيسه أن الحزب موحد وواحد وما تفعله هذه الكيانات لا يعدو أن يكون محض تفلت مؤكدا في خطابه الجماهيري ضمن برنامج سرادق عزاء رئيس مجلس رأس الدولة في آخر حكومة ديمقراطية منتخبة " 1986 – 1989" وشقيقه أحمد الميرغني أنه لا يحمل علي أحد مبديا استعداده في لغة غلبت عليها المهاداة أنه سيقبل كل" العائدين "إلي الحزب الذي يرأسه دون أن يشترط عليهم أن يغتسلوا سبعا إحداهن بالتراب مما يعد اعترافا استقر في لا وعي الميرغني – ربما - بأن كل الذين اتخذوا مواقف مناوئة له معهم ولو جزء يسير من الحق وأصيب كثير من المنتظرين عودة الزعيم المنتظر بخيبة أمل كبيرة حيث لا يزال هؤلاء وسيظلون يذكرون كيف كان حال حزبهم في الديمقراطية الثالثة , وهذا الموقف أدي لنهوض رصيفٍ جديد ليقف عليه عدد غير قليل ممن ضاعت عليهم أرقام المعادلة إما بالغربة أو الاغتراب .
دخل الاتحادي الديمقراطي المسجل في معادلة الوحدة يدفع معتدليه الإحساس بالتوهان في ماعون الإنقاذ الذي يسع الجميع " ويضيق الوطن" وطبعا فإن للإنقاذ أدواتها وبذلك يكون المسجل قد سطر رسالتين الأولي للميرغني في منفاه الاختياري بأنه قادر علي خوض معركة الوحدة رغما عن مشاركته في سلطة الإنقاذ ,والثانية لسلطة الإنقاذ فيما بعد التراضي الوطني بأن لديهم بدائل . هذا بالإضافة إلي أن الوحدة ستفك عزلة كانت قد ضربت كثيرا من الوحدات التنظيمية في المسجل لتكون بمثابة دماء جديدة ربما يكون بعضها قديما تم تجديده فقد عزفت الجماهير عن تأييد موقف الهندي عندما كان حيا وظلت تمعن في هذا الموقف تجاه مشايعيه بعد وفاته ,وبقي الحزب معلقا في الهواء لا تطال قدماه أرض الجماهير وبقيت الرأس وقليل من الجوارح تجعل من المشاركة شرعية في البقاء والقيادة .وبما أن المرحلة القادمة من عمر السودان ستشهد ترتيبات جديدة ربما يكون المسجل خارج معادلاتها كان ذكيا أن تكسب مؤسساته خيار الوحدة التي تشكل مخرجا من" جحر الضب" الذي" أنحشر" فيه الحزب,ولابد أن تكون هناك بعض أصوات ترفض هذا الخيار بمزاعم في ظاهرها الحرص علي المؤسسية والكيان ولا تعدو أن تكون في باطنها محض ذاتية .
كان ما اصطلح علي تسميته حديثا بالتيار الوحدوي بالمرجعيات بقيادة التوم هجو يمثل العنصر الأهم في الوحدة إذ إن هجو بدأ سلسلة من الحوارات مع كل الكيانات الأخري ظل يستهلها بما يدور في المرجعيات بوصفه مسؤولا من التنظيم هناك مؤكدا أن الحال عنده تجاوز محطة إمكانية الحل بل استعصي "ولن يصلح العطار ما أفسده الميرغني" ودعم هذه التقارير بحوارات مع كثير من منسوبي منطقته في سنار وبعض مناطق النيل الأزرق وشرق السودان بالإضافة لبعض العائدين من جيش الفتح والتي بدورها دعمت بلا حدود مسيرة هذه الوحدة ,وقد وجد هجو في الحوارات التي سبقت التوقيع علي ميثاق الوحدة فرصة ذهبية لابتعاث مودة قديمة تربطه بابناء جيله في المسجل والكيانات الأخري والذين زاملهم في العمل الحزبي عقب الانتفاضة . وعلي الرغم من أن هجو قدم كثيرا من النقد اللاذع للميرغني بل ما وراء ذلك في حوارات صحفية إلا أنه يظل مطالبا بتقديم نقد ذاتي لتجربته في العمل التنظيمي إبان إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية إذ ينظر إليه الاتحاديون هناك وأكثرهم من الشباب علي أنه لم يكن يمثل عنصر جذب للعمل السياسي ضمن منظومة الحزب بل يمضي بعضهم من الذين التقيت أو هاتفت إلي أنه كان من الذين "اصطنعهم" الميرغني لنفسه.وسيسهم النقد الذاتي بلا شك في تقدير الكثيرين لخطوته من الذين سبق ذكرهم وآخرين من الذين كانوا يقفون موقفه حيث لا يزال التو م هجو هو الأبرز من التيار الوحدوي بالمرجعيات ولا تزال أسماء بارزة في كيان الميرغني غير قادرة علي اتخاذ موقفه بدوافع مختلفة أو لربما يكونون قد اختاروا الرصيف الجديد ملاذا آمنا.
كان طبيعيا أن يكون موقف الحزب الاتحادي الموحد فيه كثير من الشد والجذب حوارا لأن بعض العناصر الرئيسية فيه كانت من المهاجرين من المسجل والهيئة العامة وللاتحاديين "حتي" خاصة لابد أن تكون لها بعض العوالق في النفوس وإن علا المأمول والمرتجي ولعل ذلك ما جعل هذا الكيان يتسمي بالموحد فتلك كانت الأمنيات .كان من الطبيعي أن يتخذ الحاج ميرغني عبدالرحمن موقفا معارضا للخطوة فالرجل علي الرغم من أنه اغترب بموقف ضد الإنقاذ دعمه بآخر ضد الميرغني بتأسيس حركة الإصلاح والمؤسسية مع آخرين- عاد إلي السودان وصرح لبعض الصحف أن خلافاته مع الميرغني شخصية مما يعد نسفا لما لعب دورا في تأسيسه من قبل وبذلك مد بساط المودة السياسية نحو الميرغني الذي بدوره وكعادته يفوض القادمين فإن أفلحوا "حسب تقديراته" يكون خيرا وبركة و"إن لم" يتبرأ منهم ومن خطواتهم بل ويصرح عبر ناطق رسمي بالداخل أنه لم يفوض أحدا من قبل .
وهناك بعض الذين اتخذوا مواقف رافضة ممن يصنفون في مجالس الاتحاديين بأنهم مع فلان أو يجعلون من فلان ظلا لدوافع تخصهم , ولكن تبقي الأهمية فيما اتخذته المؤسسات من قرار ومن مبادئ عامة حين الانعقاد,وهنا ينتصب السؤال : طالما أن المؤسسات كانت مع هذا الخيار لماذا لا ينصاع الأعضاء لحكم المؤسسة؟ والإجابة : أن كثير ممن اصطلح علي تسميتهم عند الاتحاديين بالقيادات التاريخية يعانون من"شيزوفرينيا المؤسسة " ولكن المشكلة تمظهرت في الميرغني فأصبح النموذج والمثال لانعدام المؤسسية وغدوا هم "ميرغنيين علي أصغر" .
دخلت الهيئة العامة فناء الوحدة تحمل اتهاما بأنها أكثر الكيانات تشددا تجاهها رغما عن أن الوحدة ظلت ثابتا في أدبياتها ومصدر هذا الاتهام رفضها للمشاركة في سلطة الإنقاذ وهي بذلك ترفض المسجل والمرجعيات ولكن النقطة الحاسمة لديها في المسألة ما نص عليه الإعلان السياسي بأن هناك مؤتمرا وسيطا يقرر في الخط والموقف السياسي الذي ينبغي أن يتخذه الحزب مما يعد رهانا علي الجماهير في اتخاذ الموقف المعارض لمعسكر المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة والذي في حساباتها يمثل المعارضة للإنقاذ باعتبار ما كان .
إذن ما مصير هذه الوحدة؟ لا سيما و قد سبقتها محاولات باءت بالفشل وإن اختلفت عنها من حيث الشمول لكل الكيانات تقريبا !
= يبقي أكبر التحديات كيفية الوصول لجماهير الاتحاديين في النجوع والفرقان لتنويرهم بما تم خاصة فيما يلي موقف المرجعيات وموقف الميرغني تجاهها .
=القدرة علي تخطي حاجز إدماج الأجهزة التي تمثل جميع الكيانات في الكيان المتحد.
=تجاوز كل كيان لمواقف الكيانات الأخري كلا علي حدة طالما اتخذت موقفا ينظر للمستقبل وينسي الماضي.
وبالطبع هناك كثير من العقبات الداخلية تنتظر التذليل لتصبح هذه الفرصة" الأفضل" أمام الاتحاديين – علي الأقل قللت عدد الكيانات الاتحادية – ومن ثم الانتقال للعب دور في المرحلة القادمة من عمر السودان .
لم يكن من باب الفلاح المتناهي أن يختار الاتحاديون تاريخ الحادي والعشرين من أكتوبر لتوقيع ميثاق وحدة يجمع أغلبية فصائلهم فالتاريخ في حد ذاته يعني الكثير للاتحاديين فلا بِدع إذن من هذا الاختيار من باب التيمُن بالإنجاز السياسي من ناحية ومن ناحية أخري فإن أكتوبر 64 ملحمة من ملاحم توحيد الإرادات وذاك ما تنشده قواعد الاتحاديين لقياداتها.
وبينما ينظر العضو الاتحادي لأهمية وحدة فصائل حزبه أو تياراته أو كياناته" سمّها ما شئت" و ذلك لإدراكه حجم التحديات التي تحيط بالوطن والحزب ,ينظر المراقب والمهتم بالشأن الاتحادي إلي عسر تحقيق هذه الوحدة واقعيا بالنظر إلي مناهج الخطوط السياسية والمواقف فقد دخلت عناصر متعددة في الحدود الجغرافية الفاصلة بين الحلال والحرام السياسي عند الاتحاديين وطال التخليط جدار الأمور المتشابهات المشيد من قشرة الطوب والجالوص البلدي. ولم يكن جديدا في دائرة الاتحاديين دخول العناصر الصارفة لبعض الجماهير والقيادات من القضايا الأساسية والمتون والانشغال بالحواشي منذ أن أدخل الشهيد الشريف حسين الهندي عنصر المال " علي طريقته " في دوائر الاتحاديين الضيقة فكم من قيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي ملأ ساحته ضجيجا دون طحن ما كان له أن يكون شيئا سياسيا مذكورا لولا هذا المنهج " الشريف حسين هندوي ".
دخلت الكيانات الاتحادية في فناء المشروع الوحدوي تدفعها جماهيرها فقد كانت الوحدة أو الحوار الاتحادي الاتحادي " اللزمة" والقاسم المشترك في أدبيات هذه الكيانات ولعله عند الجميع مقيد بشروط الديمقراطية والمؤسسية باستثناء المرجعيات برئاسة الميرغني والذي يري رئيسه أن الحزب موحد وواحد وما تفعله هذه الكيانات لا يعدو أن يكون محض تفلت مؤكدا في خطابه الجماهيري ضمن برنامج سرادق عزاء رئيس مجلس رأس الدولة في آخر حكومة ديمقراطية منتخبة " 1986 – 1989" وشقيقه أحمد الميرغني أنه لا يحمل علي أحد مبديا استعداده في لغة غلبت عليها المهاداة أنه سيقبل كل" العائدين "إلي الحزب الذي يرأسه دون أن يشترط عليهم أن يغتسلوا سبعا إحداهن بالتراب مما يعد اعترافا استقر في لا وعي الميرغني – ربما - بأن كل الذين اتخذوا مواقف مناوئة له معهم ولو جزء يسير من الحق وأصيب كثير من المنتظرين عودة الزعيم المنتظر بخيبة أمل كبيرة حيث لا يزال هؤلاء وسيظلون يذكرون كيف كان حال حزبهم في الديمقراطية الثالثة , وهذا الموقف أدي لنهوض رصيفٍ جديد ليقف عليه عدد غير قليل ممن ضاعت عليهم أرقام المعادلة إما بالغربة أو الاغتراب .
دخل الاتحادي الديمقراطي المسجل في معادلة الوحدة يدفع معتدليه الإحساس بالتوهان في ماعون الإنقاذ الذي يسع الجميع " ويضيق الوطن" وطبعا فإن للإنقاذ أدواتها وبذلك يكون المسجل قد سطر رسالتين الأولي للميرغني في منفاه الاختياري بأنه قادر علي خوض معركة الوحدة رغما عن مشاركته في سلطة الإنقاذ ,والثانية لسلطة الإنقاذ فيما بعد التراضي الوطني بأن لديهم بدائل . هذا بالإضافة إلي أن الوحدة ستفك عزلة كانت قد ضربت كثيرا من الوحدات التنظيمية في المسجل لتكون بمثابة دماء جديدة ربما يكون بعضها قديما تم تجديده فقد عزفت الجماهير عن تأييد موقف الهندي عندما كان حيا وظلت تمعن في هذا الموقف تجاه مشايعيه بعد وفاته ,وبقي الحزب معلقا في الهواء لا تطال قدماه أرض الجماهير وبقيت الرأس وقليل من الجوارح تجعل من المشاركة شرعية في البقاء والقيادة .وبما أن المرحلة القادمة من عمر السودان ستشهد ترتيبات جديدة ربما يكون المسجل خارج معادلاتها كان ذكيا أن تكسب مؤسساته خيار الوحدة التي تشكل مخرجا من" جحر الضب" الذي" أنحشر" فيه الحزب,ولابد أن تكون هناك بعض أصوات ترفض هذا الخيار بمزاعم في ظاهرها الحرص علي المؤسسية والكيان ولا تعدو أن تكون في باطنها محض ذاتية .
كان ما اصطلح علي تسميته حديثا بالتيار الوحدوي بالمرجعيات بقيادة التوم هجو يمثل العنصر الأهم في الوحدة إذ إن هجو بدأ سلسلة من الحوارات مع كل الكيانات الأخري ظل يستهلها بما يدور في المرجعيات بوصفه مسؤولا من التنظيم هناك مؤكدا أن الحال عنده تجاوز محطة إمكانية الحل بل استعصي "ولن يصلح العطار ما أفسده الميرغني" ودعم هذه التقارير بحوارات مع كثير من منسوبي منطقته في سنار وبعض مناطق النيل الأزرق وشرق السودان بالإضافة لبعض العائدين من جيش الفتح والتي بدورها دعمت بلا حدود مسيرة هذه الوحدة ,وقد وجد هجو في الحوارات التي سبقت التوقيع علي ميثاق الوحدة فرصة ذهبية لابتعاث مودة قديمة تربطه بابناء جيله في المسجل والكيانات الأخري والذين زاملهم في العمل الحزبي عقب الانتفاضة . وعلي الرغم من أن هجو قدم كثيرا من النقد اللاذع للميرغني بل ما وراء ذلك في حوارات صحفية إلا أنه يظل مطالبا بتقديم نقد ذاتي لتجربته في العمل التنظيمي إبان إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية إذ ينظر إليه الاتحاديون هناك وأكثرهم من الشباب علي أنه لم يكن يمثل عنصر جذب للعمل السياسي ضمن منظومة الحزب بل يمضي بعضهم من الذين التقيت أو هاتفت إلي أنه كان من الذين "اصطنعهم" الميرغني لنفسه.وسيسهم النقد الذاتي بلا شك في تقدير الكثيرين لخطوته من الذين سبق ذكرهم وآخرين من الذين كانوا يقفون موقفه حيث لا يزال التو م هجو هو الأبرز من التيار الوحدوي بالمرجعيات ولا تزال أسماء بارزة في كيان الميرغني غير قادرة علي اتخاذ موقفه بدوافع مختلفة أو لربما يكونون قد اختاروا الرصيف الجديد ملاذا آمنا.
كان طبيعيا أن يكون موقف الحزب الاتحادي الموحد فيه كثير من الشد والجذب حوارا لأن بعض العناصر الرئيسية فيه كانت من المهاجرين من المسجل والهيئة العامة وللاتحاديين "حتي" خاصة لابد أن تكون لها بعض العوالق في النفوس وإن علا المأمول والمرتجي ولعل ذلك ما جعل هذا الكيان يتسمي بالموحد فتلك كانت الأمنيات .كان من الطبيعي أن يتخذ الحاج ميرغني عبدالرحمن موقفا معارضا للخطوة فالرجل علي الرغم من أنه اغترب بموقف ضد الإنقاذ دعمه بآخر ضد الميرغني بتأسيس حركة الإصلاح والمؤسسية مع آخرين- عاد إلي السودان وصرح لبعض الصحف أن خلافاته مع الميرغني شخصية مما يعد نسفا لما لعب دورا في تأسيسه من قبل وبذلك مد بساط المودة السياسية نحو الميرغني الذي بدوره وكعادته يفوض القادمين فإن أفلحوا "حسب تقديراته" يكون خيرا وبركة و"إن لم" يتبرأ منهم ومن خطواتهم بل ويصرح عبر ناطق رسمي بالداخل أنه لم يفوض أحدا من قبل .
وهناك بعض الذين اتخذوا مواقف رافضة ممن يصنفون في مجالس الاتحاديين بأنهم مع فلان أو يجعلون من فلان ظلا لدوافع تخصهم , ولكن تبقي الأهمية فيما اتخذته المؤسسات من قرار ومن مبادئ عامة حين الانعقاد,وهنا ينتصب السؤال : طالما أن المؤسسات كانت مع هذا الخيار لماذا لا ينصاع الأعضاء لحكم المؤسسة؟ والإجابة : أن كثير ممن اصطلح علي تسميتهم عند الاتحاديين بالقيادات التاريخية يعانون من"شيزوفرينيا المؤسسة " ولكن المشكلة تمظهرت في الميرغني فأصبح النموذج والمثال لانعدام المؤسسية وغدوا هم "ميرغنيين علي أصغر" .
دخلت الهيئة العامة فناء الوحدة تحمل اتهاما بأنها أكثر الكيانات تشددا تجاهها رغما عن أن الوحدة ظلت ثابتا في أدبياتها ومصدر هذا الاتهام رفضها للمشاركة في سلطة الإنقاذ وهي بذلك ترفض المسجل والمرجعيات ولكن النقطة الحاسمة لديها في المسألة ما نص عليه الإعلان السياسي بأن هناك مؤتمرا وسيطا يقرر في الخط والموقف السياسي الذي ينبغي أن يتخذه الحزب مما يعد رهانا علي الجماهير في اتخاذ الموقف المعارض لمعسكر المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة والذي في حساباتها يمثل المعارضة للإنقاذ باعتبار ما كان .
إذن ما مصير هذه الوحدة؟ لا سيما و قد سبقتها محاولات باءت بالفشل وإن اختلفت عنها من حيث الشمول لكل الكيانات تقريبا !
= يبقي أكبر التحديات كيفية الوصول لجماهير الاتحاديين في النجوع والفرقان لتنويرهم بما تم خاصة فيما يلي موقف المرجعيات وموقف الميرغني تجاهها .
=القدرة علي تخطي حاجز إدماج الأجهزة التي تمثل جميع الكيانات في الكيان المتحد.
=تجاوز كل كيان لمواقف الكيانات الأخري كلا علي حدة طالما اتخذت موقفا ينظر للمستقبل وينسي الماضي.
وبالطبع هناك كثير من العقبات الداخلية تنتظر التذليل لتصبح هذه الفرصة" الأفضل" أمام الاتحاديين – علي الأقل قللت عدد الكيانات الاتحادية – ومن ثم الانتقال للعب دور في المرحلة القادمة من عمر السودان .