سمنار قسم الآثار بجامعة الخرطوم – 2 –
Ahmed.elyas@gmail.com
تنولنا في مقالنا السابق بصورة عامة السمنار الدوري الأول الذي أقامه شباب قسم الآثار تحت عنوان نتائج البحوث والدراسات الآثارية الجديدة يومي الأربعاء والخميس 16 و 17 مارس 2011 بقاعتي ودعة والشارقة بجامعة الخرطوم وفيما يلي استعراض سريع لأعمال السمنار التي قدمت في عشرين جلسة. ترأس الجلسة الافتتاحية الدكتور إدريس البنا. وقدمت عدد من الأوراق العلمية في أربع جلسات ترأس الجلسة الأولى بروفسور عبد القادر محمود والجلسة الثانية الأستاذ حسن حسين إدريس والثالثة بروفسور عمر حاج الزاكي والرابعة دكتور أحمد المعتصم الشيخ.
وتضمنت الجلسات عدداً الأوراق العلمية قدمها أساتذة من الجامعات والهيآت والمتاحف والشركات. قدم قسم الآثار بجامعة الخرطوم سبع ورقات وقسم التاريخ بكلية التربية بجامعة الخرطوم ورقتين. وتقدم بورقة كل من مركز الدراسات وأبحاث الآثار بجامعة وادي النيل وكلية الموسيقى والدراما بجا معة السودان وقسم الآثار بجامعة شندي وقسم الآثار بجامعة دنقلة، وقدمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف ورقتين، وتقدم بورقة كل من متحف بوذان ببولندة وجمعية الآثار السودانية والشركة الإيطالية للسياحة.
وكما تعددت الجهات التي ساهمت في أعمال المؤتمر تنوعت الموضوعات التي تناولتها الأوراق، وكما ذكرنا في المقال الأول فإن الظاهرة المميزة في هذا الأوراق أنها غطت مناطق أوسع خارج المجال التقليدي للأعمال الآثارية الماضية من ناحية وقام بهذه الأعمال شباب سوداني – تحت إشراف اساتذتهم السودانيين المخضرمين – لتساهم الجهود الوطنية بنصيب وافر في هذا الحقل الذي يتطلب الدعم المادي الأكاديمي والمعنوي الكبير.
تناولت عدد من البحوث نتائج الإبحاث الحديثة لمناطقة النيل شمال الخرطوم، قدم بروفسور علي عثمان محمد صالح من جامعة الخرطوم بحثين الأول بعنوان "مشروع آثار مروي الكبرى" والثاني بعنوان " مشروع المسح الآثاري والتنقيب الانقاذي واللغة والاستيطان والتاريخ لمنطقة المحس"، وقدم دكتور أزهري مصطفى صادق من جامعة الخرطوم ورقة بعنوان "نتائج حفريات قسم الآثار بجامعة الخرطوم للضواحي الشمالية لمروي ودكتور محمود الطيب من متحف لوزان ببولندة ورقة عن "حفريات موقع الزومة"، وقدم دكتور جمال جعفر من جامعة الخرطوم ورقة عن "المركز الاستيطاني الكوشي في البركل على ضوء التنقبيات الآثارية لجامعة دنقلة" وقدم الأستاذ حاتم النور من الشركة الإيطالية للسياحة ورقة بعنوان "نحو رؤية جديدة لموقع المصورات الصفراء" وقدم الأستاذين عبد المنعم أحمد وأحمد حامد ورقة بعنوان " أهمية موقع قلعة شنان لدراسة العصر الحجري الحديث في قطاع شندي"، وقدمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بحثان قدم أحدهما الأستاذ محمود سليمان بعنوان "مقابر بربر والدانقل"، وقدم الثانية دكتور صلاح الدين محمد أحمد بعنوان "حفريات موقع الدانقيل". وتقدمت الاستاذة سعاد عثمان بابكر بورقة بعنوان "منهجية دراسة المدافن الاسلامية: إقليم المحس نموذجاً". وقد أضافت هذه الأوراق الكثير من المعلومات الجديدة والهامة عن تراثنا الغزير في تلك المناطق.
وتضمنت الأوراق المقدمة تتبع الأعمال الآثارية في مناطق السدود لدراستها وإنقاذ وحفظ آثارها. فتناولت هذا الجانب أوراق" بروفسور عباس سيد أحمد من جامعة الخرطوم عن " الأعمال الانقاذية الأثارية في السودان بين النجاح والإخفاق: حالة السدود" ودكتور محمد أحمد عبد المجيد من جامعة وادي النيل عن "المشروع الوطني الآثاري المشترك لدراسة الشلال الخامس" ودكتور فوزي حسن بخيت من الهيئة العامة للآثار والمتاحف عن"مشروعات السدود: سد ستيت نموذجاً
وقد أولى الباحثون اهتمامهم بتنشيط العمل الآثارى في كثير من المناطق خارج مناطق العمل الآثاري التقليدى، فامتدت الأعمال إلى مناطق النيل الأبيض حيث تناولت ورقة دكتور خضر آدم عيسى من جامعة الخرطوم "المسح الآثاري والتنقيب الانقاذي للنيل الأبيض". كما امتد العمل الآثاري إلى ولاية شمال كردفان حيث قدمت الدكتورة هويدا محمد آدم من جامعة الخرطوم بحثها عن "المسح الآثاري لمشروع ولاية شمال كردفان"، وقدمت ورقتان عن مناطق الصحراء غربي مدينة دنقلة وهما ورقتا دكتور يحيى فضل طاهر من جامعة الخرطوم عن "مشروع البحث الآثاري والاثنوغرافي والبيئي لمنخفض غرب دنقلة" ودكتورة انتصار صغيرون من جامعة الخرطوم عن "مشروع البحث الآثاري والثقافي لمناطق غرب النيل في إقليم دنقلة"، كما قدم بحثان جمعا بين التاريخ والفنون والآثار قدم البحث الأول دكتورة نعمات عمر عبد الجبار ودكتور مجتبى علي ابراهيم من جامعة الخرطوم عن "أهمية نتائج البحوث الآثارية في التدوين التاريخي"، وقدم البحث الثاني دكتورشمس الدين يونس من جامعة السودان عن "الآثار والفنون".
وشهدت الجلسة الختامية العديد من المداخلات والآراء المتنوعة التي تضمتها توصيات المؤتمر.