ان لسفينة الإنقاذ أن تبالي بالرياح
سليم عثمان
18 July, 2011
18 July, 2011
بقلم: سليم عثمان
كاتب وصحافي سوداني مقيم فى قطر
على مدى 22 عاما ،وأهل السودان ما بين راكب فى سفينة الإنقاذ، وقافز منها،ومتاهب للركوب فيها، كثيرون قفزوا منها لما ظنوا أنها تشارف على الغرق،الجنوب بمواطنيه وبمساحته التى تزيد عن ربع مساحة السودان وبثروته النفطية التى تمثل اكثر من 70 % من بترول السودان وبموارده الطبيعية المتنوعة كان القافز الأكبرمن سفينة الإنقاذ ، التى تتناوشها الرياح العاتية ،فهاهم ابناء الجنوب الذين عاشوا فى السودان الموحد لما يزيد عن قرن من الزمان والذين شاركوا المؤتمر الوطني لفترة انتقالية محدودة السنوات ،يعلنون انفصالهم أو استقلالهم عن الوطن الأم ،من خلال استفتاء حر ونزيه ويحتفلون بقيام دولتهم وعاصمتها جوبا لتشكل الدولة رقم ( 54 ) فى أفريقيا، والدولة رقم 193 فى منظومة الأمم ،وهاهم يعلنون أنهم أصبحواأمة جديدة ، فعلوا ذلك بعد ان شعروا أن سفينة الانقاذ لم تبال كثيرا بالمخاطر والرياح التى تناوش سفينتها و تهدد نسيج الوطن كله ، و بعد أن تيقنوا أنها لم تكن تقيم وزنا لاصوات المهمشينهاهم يفرزون عيشتهم عنا.
وكثيرون الان يقذفون السفينة بالحجارة ،ويعملون ويدعون الله اناء الليل وأطراف النهار ليغرق سفينة الإنقاذ ،خاصة بعض اهل دارفور ممن حملوا السلاح فى وجه ربان السفينة، وهاهى الإنقاذ تكرر نموذج أبوجا الفاشل فى الدوحة ،بتوقيع إتفاق منقوص مع حركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني السيسي ، وليت الامر توقف عند الجنوب ،الذي مضى الى سبيله ودارفور التى تكاد تمضى على الطريق ذاته،بل هنالك جنوب كردفان ،والنيل الأزرق تتأهبان لإعتراض خط سير السفينة لإغراقها،أو إرغام قباطنتها على الإستجابة لما يرونها مطالب مستحقة،لعل اهمها إزاله الغبن والتهميش الذى عانت منه الولايتين،والبت فى أمر حاملي السلاح من ابنائها،وهو الأمر الذى يحمل المؤتمر الوطني وقادته حملا لتغليب منطق العقل و سلوك طريق الحوار لإستدامة السلام، الذى أتت به اتفاقية نيفاشا على ما سواها من السبل، أن أرادت الانقاذ لسفينتها أن تبحر وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج من المشاكل التى تكاد تعصف بالبلد كله وليس بسفينتها، وهاهم جماعة أنصار السنة المحمدية التى ما كانت فى سابق عهدها تقرب السياسة، و كانت تعتبره رجسا من عمل الشيطان، هاهي تدعو الحكومة بالصوت الجهير لأن تلتفت لمعاناة المواطنين والضائقة المعيشية التى يعانون من ويلاتها بشكل جاد، وهو من إفرازات انفصال الجنوب التى سوف تتبعها إفرازات عديدة مالم تغير حكومة الإنقاذ مجمل سياساتها التى تقوم على احتكار السلطة والثروة والإنفراد بالرأى وحمل الاخرين على القبول به إن أرادوا إمتطاء ظهر سفينتها المثقوب .
حينما قفز الشيخ الدكتور الترابي من ظهر السفينة، بعدما كان ربانا حقيقيا لها،وشكل حزبا معارضا للحكومة، سماه المؤتمر الشعبي،قال المؤتمر الوطني الحاكم أن فعلة الشيخ لن تضره، بل سوف تنفعه أيما نفع،والحقيقة ان المفاصلة بين الاسلاميين من هم فى الحكم، ومن هم فى المعارضة، أضرت كثيرا بالبلد، وعوضا عن توحيد شطري الحركة الإسلامية، صار كل شطر يكيل للاخر التهم ،ويحاول أن يقصيه من المعترك السياسي ،فالدكتور الترابي بلسانه الحاد ،جعل الحكومة تتربص به فى كل صغيرة وكبيرة ،وتدخله السجن بتهم تقطع عنقه أكثر من مرة، سرعان ما كانت تطلق سراحه دون أن تعلن براءته فى صورة من صور الكيد السياسي المقيت وهاهو زميلنا الصحافي أبا ذر على يقبع فى سجن الحكومة ،رغم انقضاء مدة محكوميته ،فى إطار ذات الكيد وهاهو حزب الشيخ الترابي يراهن على إسقاط الحكومة بثورة كثورة أكتوبر وأبريل .التى ازاحتا كل من الفريق عبود والنميري عن الحكم .
الحديث عن سفينة الإنقاذ يذكرنا بمشهد إبحار سفينة سيدنا نوح عليه السلام والتى يصورها الاستاذ عثمان قدري مكانسي بقوله: نوح عليه السلام كان يدعو قومه لا يكل ولا يمل حتى جاءه الوحي يقول " إنه لن يؤمن من قومك إلا مَن قد آمن " ولعله حزن لكفرهم واستكبارهم، كما حزن رسول الله محمد عليهما الصلاة والسلام فقال له الله تعالى ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً ) ويخفف الله عنه قائلاً ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات" وقال كذلك ) ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون" يقول الله تعالى لنوح عليه السلام ( فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) . ويظل الإنسان يعمل حتى يطلب إليه صاحب العمل أن يقف عنه وينتهي ، وصرح القرآن أن العمل يقف فقط حين تنعدم الفائدة ، أما إذا كان منه فائدة - ولو قليلة - فينبغي أن يستمر . ويأسى المرء حين يدعو إلى الحق ليل نهار ويرى الناس منصرفين عنه إلى الهوى وحظوظ النفس، وكان نوح عليه السلام – في إحدى حالات ضيقه من صد قومه وجحودهم – قد دعا على قومه " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً " وكانت ساعة مستجابة . فقد حكم المولى على الكافر الذي نأى واستكبر بعد أن جاءه الهدى بالعقاب المناسب " إنهم مغرقون، ولا بد من العقوبة لمن ظلم نفسه وحاد عن الحق وهو يعلمه زهداً به ورغبة عنه واتباعاً للهوى، إنّ نوحاً ظل في قومه يدعوهم إلى الله تسع مئة وخمسين عاماً يتابعهم ، " فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً " ويلح عليهم ، ويشرح لهم وهم سادرون في غيهم ، وقد كان أحدهم يأتي بولده إلى نوح ويريه إياه قائلاً : يا ولدي لقد حذرني جدك من هذا الرجل وتخرصاته ، وهاأنا أحذرك منه . وفيهم وفي أمثالهم يقول المولى تعالى " أتواصوا به؟! بل هم قوم طاغون" . وهاهى الأنقاذ تدعو أهل السودان للركوب فى سفينتها لما يزيد عن عقدين من الزمان،ويصرح مسؤلوها أنها ما جاءت الا لإنقاذهم مما كانوا فيه من جوع ومسغبة وأنها ما أتت الى الحكم الإ حينما كانت الأرض تنقص من أطرافها خاصة فى الجنوب وهاهو الجنوب قد ذهب ربما الى غير رجعة الهم الا من بصيص أمل فى أن أن يكون علمنا الذى أحتفظوا به مشكورين سببا فى أوبتهم الى حضن وطنهم الكبير،قالت الإنقاذ فى بيانها الأول أنها ما جاءت الى سدة الحكم الا لربط قيم السماء بالأرض وتطبيق احكام الشريعة السمحة فى كل جوانب الحياة ،والكل يعلم كيف أن قوانين السماء تحكمنا اليوم فى دولة التوجه الحضاري.
والعقوبة في القرآن الكريم للأمم أربعة أنواع " فكلاً أخذنا بذنبه : فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ، ومنهم من أخذتْه الصيحة ، ومنهم من خسفنا به الأرض ، ومنهم من أغرقنا ، وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " وكان عاقبة قوم نوح وقوم فرعون الغرق . وهاهو الله يعاقبنا فى عهد الإنقاذ الميمون، بحرب ضروس خاضها شبابنا المسلم فى أحراش الجنوب وروت دماؤهم ثري تلك البقعة العزيزة وفى النهاية هاهى الإنقاذ تهدينا حفنة من تراب الجنوب ننثره فى عيوننا بانفصال الجنوب ، وقادة الانقاذ لايتخدون أسباب منعة الوطن وعزته بل يستبعدون إنفصال أى جزء اخرمن الوطن، دون أن يعززوا أعتقادهم هذا بأعمال تجعل الكل يعتقد أن الوطن ملك لنا جميعا وليس ملكا لحفنة من الناس مهما أوتوا من حكمة .
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند
فإذا نصر الله نبينا نوحا على قومه الذين كفروا بدعوته فإن الأنقاذ بظلمها لمواطنيها أينما كانوا تجلب على نفسها سخط مواطنيها والناس ، والنبي نوح عليه السلام وهو يتلقّى من قومه كل هذا الظلم والنكران لرسالته كان يجيبهم إجابة الحكيم الذي يعلم أن العاقبة للمتقين ، وأن الدنيا مهما طال زمنها ذاهبة بأهلها ، والويل لمن يعصي الخالق العظيم ويشاقّه ، فإنه – سبحانه - يمهل ولا يُهمل ، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته. إنهم يسخرون ، وسوف تُحسب عليه سخريّتُهم . ويهزأون ويُحسب عليهم هزءهم. ولكنهم حين تحق الحقيقة غارقون في لجة الماء في هذه الدنيا ولن ينجو منهم أحد ، وسوف يكونون من أهل العذاب يوم القيامة خالدين فيه أبداً . فمن الذي يسخر من الآخر يا أولي الألباب ؟. " فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ " .
وجاء وقت الحسم ، لقد بنى النبي نوح عليه السلام سفينة الإنقاذ ، فمن يركبها ؟ إنها أزواج الحيوانات ، ليكون منها التكاثر مرة أخرى ، والمؤمنون من أهله والمسلمون الذين وحّدوا الله تعالى ، أما زوجته وبعض بنيه فمع الغارقين ، لقد كفروا به مع من كفر، وليس هناك من وساطة ورحمة إلا لمن استجاب للدعوة المباركة . ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة – وهي قرة عينه وأقرب الناس إلى قلبه – " يا فاطمةُ ؛ سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئاً . " كان المؤمنون قلة ، وأصحاب القلوب الشفافة وأهل الهدى أقل عدداً ولكنهم أقوى أثراً ، فليست العبرة بكثرة العدد والعدة . إنها بالنوعية الرائدة الفريدة . ألم يقل الله تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم " وإن تُطِعْ أكثر من في الأرض يُضلوك عن سبيل الله ؟" وقد قال الحبيب المصطفى في الدلالة على القلة الواعية الرائدة في المجتمعات " الناس كإبل المئة ، لا تكاد تجد فيها راحلة ."
وحين استوى المؤمنون في السفينة دعا القائد الرباني دعاء الحفظ والصون ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) تدفقت المياه كأغزر ما تكون من الأرض ، ونزل الماء كأقوى ما يكون نزوله من السماء ، وبدأ الماء يرتفع بقوة غامراً الوديان والوهاد ، لا يترك ثقباً في الأرض إلا دخله ولا كهفاً في جبل أو تل إلا غمره ، يخطف الناس والحيوانات والأشجار ، ويأخذها أخذاً عنيفاً ، وكانت السفينة تسير بهم في موج كالجبال ، يحفظهم سيد الكائنات ويسيّرهم بلطفه سبحانه ، وما الأمن والأمان إلا بمعية الله " لا إله إلا هو " ومن كان مع الله كان الله معه. ومن اتكل عليه كفاه . كان قلب الأب الرحيم يتابع أحد أولاده ممن تنكب سبيل الهدى وخاض في الضلالة ، وهذا يحزن الأب كثيراً فهو يريد أن ينجو فلذة كبده فيكون مؤمناً ، لقد انطلق ابنه بعيداً عنه على الرغم أنه ناداه قائلاً " يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين " والإيمان شرط الركوب في السفينة ، هذا ما قرره الله تعالى وقضاه ، والفتى يقوده الغرور إلى ارتقاء جبل يظن أنه يمنعه من الغرق ، فمهما ارتفع الماء فلن يرتقي الجبلَ خُمُسَه أو ربعَه أو نصفه ، هكذا اعتاد الناس إذا هاجمهم الماء ، وسوف يعود عاجلاً أو آجلاً إلى الانحسار ، فما لأبيه يصنع سفينة ويتعب نفسه الشهور في تركيبها ويتحمل هذا العناء كله؟! أفقد عقله يا ترى ، لعله كذلك ، ولعل الناس صادقون في وصف أبيه بما لا يليق برجل محترم ، هكذا كان يقول في قرارة نفسه حين ردّعلى نداء أبيه الرحيم يستعطفه أن يكون معه في الفلك . فكان ردّه عقوقاً ظاهراً وجحوداً متمكناً في نفسه " سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " فكان آخر ما سمعه من والده الثاكل " لا عاصم من أمر الله إلا مَن رحِم " ففي هذا الموقف رحمة أو غضب ، ثواب أو عقاب . ولا يعلم هذا إلا قلب المؤمن المتصل بالله " ولكن أكثر الناس لا يعلمون " فما إن انتهى الأب من دعوته لابنه أن يكون معه حتى " .. وحال بينهما الوج ، فكان من المغرقين " لم تنفعه القرابة ولا النسب . فهمَ هذا مصعبُ ابن عمير حين قال له أخوه أبو عزيز ، وقد أسره أحد المسلمين في غزوة بدر : يا أخي وصِّ هذا المسلم بي . فقال مصعب للمسلم : اشدُدْ عليه يا أخي فإن له أماً غنية تفديه . فقال أبو عزيز له : أهذه وصاتك بي يا أخي ؟! قال له : صَهْ ؛ إنه أخي من دونك.
انتهت العملية في أيام معدودة ، ولا بد من العودة إلى الحياة الطبيعية : فبلعت الأرض ماءها بأمر الله واستعادت السماء ما أنزلته ، فالإقلاع ارتفاع ، ألا نقول : أقلعت الطائرة ؟ نعم لقد استعادت السماء ماءها وعادت الأمور كما يريدها المولى كي تبدأ الحياة من جديد . وإذ بالسفينة ترسو في أعلى جبل الجودي لتكون عبرة للأجيال القادمة " ولقد تركناها آية ، فهل من مُدّكر" . نزل المؤمنون سادة على الأرض بمدد من الله وعون منه ، وقد كان الكفار قبل الغرق يسرحون فيها ويمرحون وكأنهم السادة الباقون ، ذهبوا كما ذهب أسلافهم من الطغاة ، وكما سيذهب أمثالهم من طغاة العصور القادمة ، ولكنْ " هل من مُدّكر " . وتصور معي الاستعلاء الحقيقي لرب السماء والأرض " وقيل بعداً للقوم الظالمين ". أقالها سبحانه مقرراً أفول نجم الظلمة مهما طغوا وبغوا ، أم قالها المؤمنون وهم ينزلون من السفينة ، أم قالتها الملائكة .. بعداً للقوم الظالمين .
ولعل الأبوّة حين تتملّك صاحبها تخرجه أحياناً عن الصواب – ولو كان معصوماً - أو تنسيه ما أمِر به قبل الصعود إلى السفينة ، فيختلط عليه الأمر ، فلقد نادى نوح ربه مسائلاً : " ربّ إن ابني من أهلي " ، ألم تقرر هذا حين سمحت لي أن أحمل أهلي في السفينة ، وقد مضى ولدي فابتلعه الماء . يارب إنك أرحم الراحمين فأحيِ ابني وأعده لي . أو لعله طلب أن لا يكون ابنه من أهل النار . فكان الجواب عتاباً أعاده إلى الصواب وذكره بقاعدة ما تزال هي القانون الأبدي إلى قيام الساعة . لا علاقة للنسب في العقيدة ، ولا صلة حقيقية إلا في العلاقة الإيمانية . وما عدا ذلك لا يُعتَدّ به ، ولو كان من ذريتك. " إنه ليس من أهلك ، إنه عمل غير صالح " وقد عاش نوح عليه السلام ألف سنة في أجواء الإيمان الحق ، فلا ينبغي أن يقع في مثل هذا الخطأ " إني أعظك أن تكون من الجاهلين "
وسرعان ما يفيء النبي الكريم إلى الحق ويقر بخطئه ويسأل الله تعالى العفو والمغفرة ، وهذا دأب القدوة الصالحة ترجع إلى الحق سريعاً . " قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ " فكان الاعتراف بالخطإ أولاً والتوبة ثانياً وطلب العفو والمغفرة ثالثاً سبيلَ الصالحين جعلنا الله منهم .
وينزل النبي الكريم ومن معه إلى الأرض بسلام من الله وتحية منه وبركات... إن من يؤوب إلى الله تعالى يجد غفران الذنوب وستر العيوب ، والتجاوز عن الأخطاء ويجد المغفرة تحوطه والراحة الإيمانية تغمره .
فهل يعمل أهل الإنقاذ فى عهد جمهوريتهم الثانية على تأليف قوب السودانيين جميعا أو سوادهم الأعظم نحو حب ما تبقي من وطن، هل يهبهم الله عقولا لإقامة علاقات طيبة مع أخواننا الذين أنفصلوا عنا؟هل يهتمون بمعيشة المواطن البسيط؟ هل ينبذون العنف والإقصاء؟هل يوسعون هامش الحريات؟هل يشركون الاخرين معهم فى حل قضايا الوطن؟ بل هل يقبلون بصدر رحب وحسن نيه بأن يركب الناس معهم سفينتهم ويرتقون ثقبها ؟ نأمل ذلك
Saleem Osman [saleeem66@hotmail.com]