الحركة الشعبية والأخطاء القاتلة في حق السودان

 


 

د. زاهد زيد
28 April, 2012

 


قال لي صديقي وهو يحاورني : أراك تحمل كثيرا علي الحركة الشعبية ، وتحملها الكثير من الأوزار !
فقلت له : دعني أسأل أولا : ما الداعي لدخولهم في هجليج ؟ ألم تسمع تصريح كير امام الالاف من انصاره مستخدما الاسم الذي يطلقه الجنوبيون على منطقة هجليج "يوما ما اذا كان هناك قانون في هذا العالم ستعود بانثو الينا بالقانون" . إذا كان الأمر كذلك فلم لم يسلك طريق القانون .؟ وإذا  لم يجد حقه بالقانون فالحرب ، هكذا تدار الأزمات أما ما حدث فلا عقل فيه ولا منطق ولا سياسة . ولم يخدم قضيته بقدر ما خدم الإنقاذ سواء شاء أو لم يشأ .. وهكذا دأب الحركة الشعبية مع شعب السودان ، فهي التي مهدت الطريق لهم للانقلاب على السلطة يوم أن اعتبرت ثورة أبريل المباركة " مايو الثانية " ولو أنها وضعت يدها في يد الشرفاء في ذلك الوقت لما استطاع الترابي وطغمته الظهور على المسرح السياسي ولنجحت الثورة وحققت الكثير من أهدافها .
بل حاربت الحركة الشعبية الحكومة المنتخبة ، ورفضت مجرد الحوار مع السيد الصادق المهدي بصفته رئيسا للوزراء .وجاءت لتجلس مع المتأسلمين بل وتتفق معهم!لا شك أن الاتفاق مع الشرفاء لا يكون إلا من الشرفاء .أما إذا اتفقت مع اللصوص فأنت منهم. هل بعد هذا من كلام ؟ وإن شئت أزدك..
قال صديقي : قل ما عندك .
قلت : اسمع يا صديقي . . واحكم بالعقل .. كانت الحركة قبل الاستفتاء تحكم ثلت البلد مع كامل الجنوب لخمسة سنوات كاملة ....لم تتحرك فيها الحركة خطوة ايجابية واحدة في اتجاه اقرار الديمقراطية والحرية . ولم تضغط على شريكها للتحول المنشود وقد كانت تملك الكثير من أدوات الضغط .. ولم تكون جبهة تتحالف فيها مع بقية الأحزاب التي كانت متحالفة معهم قبل الاتفاقية ، للعمل معا لصالح البلد .. بل كرست لخمسة سنوات سلطة الإنقاذ .
قال صديقي : لكأنك تريد أن تقول : تآمرت مع الإنقاذ ......
قلت : نعم ذاك هو منطق الأحداث ، من الثعلب الماكر وتخطيطه الذي ينفذه تلاميذه الآن . وستكشف لنا الأيام حجم التآمر الخبيث الذي يجري في بلدنا ، أما الذين لا يفهمون الآن ما عليهم سوى الانتظار إلى حين ينجلي الغبار .
Zahd Zaid [zahdzaid@yahoo.com]

 

آراء