ثرثرة حول مهرجان كان السينمائي العالمي .. بقلم : بدرالدين حسن علي

 


 

 




رحيل السينمائي أنور هاشم وفيلم المغربي عيوش  
بقلم : بدرالدين حسن علي
بينما كنت أتابع أفلام  الدورة الخامسة والستين لمهرجان كان السينمائي العالمي ،  تلقيت خبرا فاجعا برحيل المخرج السينمائي أنور هاشم ، الذي زاملته لسنين طويلة منذ تخرجه في أكاديمية السينما في القاهرة ، وهو فقد كبير ومحزن ومؤلم يضاف إلى فقدنا المؤلم الآخر لمخرجين سينمائيين مبدعين – على قلتهم – مثل الراحلين المقيمين حورية حسن حاكم وحسين شريف.
أنور هاشم أخرج نحوا من سبعين فيلما تنوعت بين الروائي الطويل والقصير ، مثل فيلمه المعروف " شروق " وفيلمه الأكثر شهرة " رحلة عيون " والذي اشترك فيه النجم المصري محمود المليجي والفنان القدير صلاح بن البادية ، إلى جانب الأفلام التسجيلية والتلفزيونية ، كما ولا بد من ذكر فيلمه " وعد " الذي شارك به في مهرجان بغداد السينمائي ، و " وادي الملوك " الذي حاز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان أسوان السينمائي للأفلام التسجيلية .

تداعت كل ذكرياتي عن السينما العربية   وأنا أتابع مشاهدة الفيلم المغربي " يا خيول الله " أو " يا خيل الله " في تسمية أخرى ، للمخرج السينمائي المغربي العبقري نبيل عيوش المولود في باريس ولكنه فضل أن يعيش في موطنه الأصلي المغرب ، والمفترض أن يكون الفيلم عن إعتداءات الدار البيضاء عام 2003 حسب المصادر وحسب التصريحات التي أدلى بها عيوش قبل إنعقاد المهرجان ، والتي ذكر فيها أن تفجيرات الدار البيضاء لا تهمه بقدر ما تهمه سيرة الشبان والسبب الذي قادهم لإرتكاب فعلهم .
الفيلم شارك به نبيل علوش في قسم " نظرة خاصة " للمرة الأولى في تاريخه ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي العالمي في دورته الخامسة والستين  ، وقسم " نظرة خاصة " قسم مهم جدا إلى جانب أفلام المسابقة الرسمية لنيل جوائز السعفة الذهبية لأفضل فيلم وإخراج وتمثيل وسيناريو وغير ذلك .
إعتداءات الدار البيضاء عام 2003 هي قصة حقيقية تابعناها من خلال الصحف والإنترنت ، ولكن عيوش ركز على سيرة الشقيقين متابعا وضعهما الإجتماعي والمعيشي ، وبالمناسبة لقد جلب عيوش معه في الطائرة التي أقلته من الدار البيضاء إلى مدينة كان الفرنسية الممثلين اللذين قاما بالدور ، وهو بذلك يعبر عن مدى إحترامه لهما .
عيوش كما قلت اهتم بعرض أجواء البؤس وسيطرة الحرمان والعنف في تلك المنطقة المهمشة ، وهو ما يدفع إلى نهج التطرف والموت ، وبالفعل أستطيع القول أنه نجح تماما في تصويره لواقع مدينة الصفيح " سيدي مومن " ذكرتني بفيلم سميه الخشاب " حين ميسرة " ، وذلك على الرغم من  الظروف الموضوعية التي أدت إلى بعض التغيرات ، والغريب في الأمر أنه اختار ممثلين غير محترفين من سكان المنطقة .
كنت من قبل قد شاهدت لنفس المخرج فيلمه " علي زاوه " وهو أيضا على ما أذكر تم تصويره في حي " سيدي مومن " ، المهم ما لفت انتباهي حقيقة في الفيلم المشكلة التي نعاني منها حاليا وهي مشكلة الشباب المغرر بهم في الكثير من أنحاء العالم ودفعهم لإرتكاب أعمال تسمى إرهابية ، وبالطبع لا يخفى على أحد غياب التربية والتعليم وافتقاد المثل والقيم والأخلاق التي يعوضهم عنها الأشرار بوعدهم بدخول الجنة بعد غسل أدمغتهم  وهو ما يذكرني بحالنا في السودان .
بالمناسبة من المهم جدا شرح اسم الفيلم " يا خيل الله " أو " خيول الله ، فحسب ثقافتي البسيطة المتواضعة أظن أنه مقتبس من حديث للنبي " ص " استخدمه تنظيم القاعدة وبن لادن مرات كثيرة للدعوة إلى " الجهاد "

badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]
/////////////

 

آراء