مهرجان أدنبرة العالمي للكتاب زمان التلاقح والتلاقي بين الرياضة والعقل . كتب: بدرالدين حسن علي
بدرالدين حسن علي
16 August, 2012
16 August, 2012
بدات حياتي في الرياضة كلاعب كرة قدم وأعطيتها كل وقتي لاعبا وإداريا ، ثم طلقتها عندما شتم أحدهم شقيقي الأصغر وصاح " أمسكوا ود العاهرة " ، خبطته بحمق وانتهى العرس الكروي نهاية حزينة ، ذلك زمان ولى ، اصبح ماضيا قبيحا ، اليوم تغيرت كليا ملامح وقواعد الرياضة ، إبداع يفوق الخيال ، قبل أيام إنتهت فعاليات أولمبياد لندن 2012 ، والتي أجاد فيها البريطانيون إفتتاحا وإختتاما والتي تابعتها بجمبع تفاصيلها وهو ما يعود للتغطية المتميزة للفريق الإعلامي الرياضي الكندي ، شاهدت شيئا ساحرا جميلا فاتنا تمنيت لو يعود الزمن واختار من جديد ، ولكني لست حزينا فأولمبياد لندن كان مهرجانا رياضيا بحتا حلق فيه مئات الرياضيين من شتى بقاع العالم ونافسوا بقوة من أجل حصد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية ، وجاءت الولايات المتحدة أولا ثم الصين ، بالنسبة لي كان مهرجانا للمتعة الرياضية ، ولكن مجالي يختلف !
وقبل أيا م أيضا من ختام أولمبياد لندن إستقبلت مدينة أدنبرة البريطانية الجميلة فعاليات مهرجان أدنبرة العالمي للكتاب مما يدل على ذكاء الإنكليز في الربط بين الرياضة والقراءة ، فإذا كنت لا تعشق الرياضة ها هو مهرجان عالمي للقراءة ، هكذا خلال عدة أسابيع نستمتع بفنون الجسم وفنون العقل .
افتتح مهرجان أدنبرة العالمي للكتاب فعالياته "من 9 أغسطس إلى 2 سبتمبر" بعروض مسرحية وموسيقية وراقصة، من بينها مسرحية ويليام شكسبير "مكبث" (انتاج بولوني) جرى تحويل أحداثها لتدور في الشرق الأوسط ، وكنا قد قدمناها في السودان في السبعينات من القرن الماضي .
كما تم تقديم مسرحية "سيدتي الجميلة" بإخراج السويسري كريستوف مارتالر، و هي مسرحية مستوحاة من قصة جول فيرن، أخرجتها الفرنسية أريان منوشكين. ولم يقتصر الاحتفال على الكتب وعروض المسرح فقط بل قدم المهرجان عروضا راقصة وموسيقية شارك فيها 3 آلاف فنان من 47 دولة ، هكذا كان المسرح موجودا وكان شكسبير موجودا واختياري لم يكن خاطئا .
ومن أهم الموضوعات التي هيمنت على أجندة المهرجان هو الربيع العربي، حيث أخذ نصيبه الكبير على مائدة مهرجان أدنبرة الدولي والأحداث السياسية العالمية، وهو الآن يفرض نفسه على مائدة البحث الثقافي في "معرض أدنبرة الدولي للكتاب". ويشارك أكثر من 800 كاتب ينحدرون من 45 دولة، كما يتضمن نحو 750 حدثا ثقافيا ، إذن إختياري السياسي لم يكن خاطئا ، وصرح مدير المهرجان نيك بارلي، بأن المهرجان سيكون بمثابة "أولمبياد للعقل"، مع عدد من كبار المؤلفين، يناقشون أفكاراً وقضايا كبرى. وأكد أن إقامة المعرض قبل أيام من ختام دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، سيربط بين رياضة الجسم ورياضة العقل وهي القراءة.
وأضاف: "لقد حصلنا على الأولمبياد واستمتعنا برؤية الرياضيين يفوزون بالميداليات، وأعتقد أن الناس الآن يمكن أن يتحولوا إلى نشاط آخر وهو نشاط العقل". وأوضح أن الأولمبياد الآن هو أولمبياد العقل، إذ يتجمع الناس لتبادل الآراء والأفكار، فيما نكون وماذا نريد أن نفعل، مشيرا إلى أن دخول المعرض مجاني وليس كما هو الحال في الأولمبياد.
وبحث عدد من المشاركين أسباب الثورات العربية وتطورات هذه الثورات وتأثيرها في العالم، إنه فعلا زمان التلاقح والتلاقي بين الرياضة والعقل .
badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]