عفوا ,, الرصيرص

 


 

 


الاغنية الشعبية  الراقية جدا النيل ازرقية والنسبة هنا للولاية تقول( البنات التلاتة / اللابسات تيابن ومسرحات/ شغلن قلبي لمن باص الرصيرص فات  وا عذابي انا ) قد انطبقت علينا ولكن بصورة اخرى فنحن قلبنا انشغل بما يجري في البلاد مؤخرا وان جينا للحق منذ ان تفتح وعينا السياسي اصبحنا نجد ما مايشغل قلبنا في هذة البلاد المسكونة بالازمات المتلاحقة . البلاد التي وصفها جدنا ود تورشين بان فيها شيطان لابد اي مختفي  فخلونا  ناتي من الاخر فمنذ 28 اكتوبر المنصرم يوم ضربة اليرموك ثم مؤتمر الحركة الاسلامية في 11 -13 نوفمبر الجاري ثم المحاولة الايه ماعارف في يوم الخميس 22 نوفمبر الجاري اصبحنا مشدودين نحو الخرطوم لمتابعة التداعيات واصبح قلبنا منشغلا بها وفي هذا الاثناء جاء خبر انتهاءتعلية خزان الرصيرص ولم يتلفت اليه الناس رغم ان النائب الاول قد افتتح المنشات المصاحبة للتعلية هذا بعد ان تم التخزين  وبتغطية اعلامية كبيرة ولكن للاسف راح شماره في مرقة التخريبية وقوش وود ابراهيم وعبدالرحيم فالخبر عندما يتحكر وسطه اسم شخص يكتسب جاذبية اكثر من الخبر الموضوعي وهذة قصة اخرى
تعلية خزان الرصيرص ظلت حلما يراود الحادبين على اقتصاد البلاد قبل الاستقلال ولكن بدات مرحلته الاولى  مع الفريق عبود في 1961  وافتتحتها الرئيس ازهري في 1966    كان ذلك اكبر حدث بعد قيام خزان سنار في 1925  كان من المفترض ان يتواصل العمل للمرحلة الثانية دون اي توقف ولكن بعد حرب يونيو حزيران 1967 تضامن السودان مع مصر وقطع علاقته بالدول الغربية فانسحبت الشركات الايطالية التي كانت تقوم بالتعلية بمبلغ خمسة مليون دولار فقط لاغير علما بان كل تكلفة الخزان والسد كانت عشرين مليون دولار واليوم كانت التعلية مضافا اليها توليد الكهرباء والمنشات المصاحبة  باربعمائة مليون دولار   المهم توقف العمل في التعلية لاننا كنا مخمومين سياسيا ت وظلت بندا على الورق لدى كل الحكومات الي ان اكملت الانقاذ 23 عاما من عمرها فانجزته في يوم الخميس الماضي يوم المحاولة التخريبية او الانقلابية او الاستباقية او ال.... الخ...
مع ان لو تفتح بابا لعمل الشيطان الا اننا نقول لو كانت تعلية خزان الرصيرص  قد اكتملت في التاريخ المحدد لها اي قبل اكثر من اربعين عاما من يوم الخميس الماضي لكان  تاريخ السودان قد تغير تغييرا ايجابيا كبيرا . كان السودان قد اصبح سلة غذاء العالم بحق وحقيقة كانت الحقول قد اشتعلت قطنا وفولا وعدسا ورزا وبطيخا وعجورا ولبنا وسمكا وقمحا وتمني .  في تلك السنوات التي انصرمت كانت المدخلات برماد القروش وكانت الحرب الباردة تتيح للبلاد هامشا للتحرك  كانت الانقلابات العسكرية قد توقفت  كانت مشكلة الجنوب قد انحلت كان (ربع الرطل ملا القزازة) كما يقول جدنا الامين ود الفيل رحمه الله لكن قدر الله وما شاء فعل
ان تعلية خزان  الرصيرص اكبر مشروع تنموي تشهده بلادنا منذ استقلالها (ما تقول لي بترول او سد مروي او الساحة الخضراء او مول عفراء او دكان ود البصير ) هذة التعلية سوف تضاعف مساحة الارض المروية والاهم سوف تجعلها قابلة للزراعة  طول العام واهم من المهم هو انه سوف يكمل الري لمناطق السافنا الغنية التي تفوق امطارها 400 مليتمر في العام  هذا بالاضافة للكهرباء . المطلوب هو ان تضع الحكومة سياسات زراعية جديدة بعيدا عن سياستها الزراعية الخرقاء الحالية . سكان منطقة التعلية يجب ان يكونوا اول المستفيدين منها وهذة قصة لنا لها عودة .  تعلية الرصيرص كانت تستحق اعلاما واحتفاء اكثر من هذا ولكن يبدو ان الازمات المتلاحقة شغلت اعلامنا لمن تعلية الرصيرص فاتت وبرضو مبروك
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء