منتهى التقشف: الوزير يعالج إبنه في أمريكا على حساب الشعب!!

 


 

د. ابوبكر يوسف
23 September, 2013

 


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس


توطــئة:
من العجب العجاب أن نسمع عن تعطل أجهزة غسيل الكٌلى التي يعالج فيها الغلابة من أبناء وبنات هذا الشعب دافع  الضرائب والجبايات .. إلخ ، وفي ذات الوقت نسمع أن وزيراً أرسل إبنه  لأمريكا لإجراء عملية في عينيه تكلفت مائة ألف دولار يعني التكلفة  بسعر صرف اليوم هي ( 80.000.000) ثمانون مليون جنيه سوداني تحملها المواطن عم عبدالرحيم الغلبان .  لدي أسئلة لا بد قبل أن أطرحها أن نقرر ونقول أنه من حق الوزير أن يتمتع بالطبابة هو وأسرته على نفقة الدولة مثله مثل أي مواطن  مغطى بالتأمين الصحي
المتــن:
والأسئلة هي:
-         هل يستوجب سفر إبن الوزير مروره بالقمسيون الطبي الذي يقرر مدى ضرورة معالجته خارج البلاد لعدم توافر العلاج داخل البلاد ؟! ..
-          وهل قام الوزير بتحويل تكلفة العلاج عبر بنك السودان؟!!
-         سؤال آخر هل وبعد توافر أدق أجهزة الليزر والأكزاما ليزر في المشافي الخاصة والاختصاصيون والاستشاريون الذين يجرون يومياً مئات جراحات العيون ما يستدعي علاج إبن الوزير في أمريكا على حساب  دافع الضرائب؟!!
-          أم أن الوزير لا يثق في المشافي والاختصاصيون الوطنيون؟!
-          أم أن هؤلاء لا يليق بهم  معالجة علية القوم وعائلاتهم؟!
عجبي!!
الحاشية:
نسمع ضجيجاً ولا نرى طحيناً ، والعاقل من يبدأ بنفسه حين يتحدث عن التقشف وتقليص الإنفاق العام للدولة ، وسؤالي على أي بند تم توفير هذه المائة ألف دولار ؟! ، هل هي من ديوان الزكاة لأن الوزير من الفئات الضعيفة المطحونة والمعسرة التي حينما ذهبوا لأحد المشافي الحكومية لغسيل الكُلى قيل لهم أن الأجهزة متعطلة؟! ، أم أن الوزير أرسل إبنه على نفقته الخاصة؟! ، مرتب الوزير معروف قدره وحجمه  ولا أحد يزايد بأن من مرتبه هذا يستطيع أن  يوفر مائة ألف دولار حتى خلال خمس سنوات ، اللهم إلا إن كانت هناك مخصصات بجانب الراتب أضعافاً مضاعفة لا يعلمها عم عبدالرحيم الغلبان الشقيان!!
الهامش:
تبريرات الأخ الرئيس بالأمس لتنوير أجهزة الإعلام  والصُحفيين برفع الدعم  تبدو منطقية ، ولكن حينما نتحدث عن تقليص الإنفاق الحكومي ومخصصات التنفيذيين والدستوريين ، وندعو للتقشف ويُطلب من المواطن ربط الحزام على البطن  مثنى وثلاث ورباع ، وفي ذات الوقت يصرف الوزير على معالجة إبنه مائة ألف دولار من جيب دافع الضرائب المنهك والمثقل بهموم توفير لقمة عيشه، آلا يبدو أن هنالك إزدواجية معايير فيما تدعو له الحكومة وبينما أفعالها تقدح في مصداقيتها؟!
قصاصة:
عندما وجه الصحفيون أسئلتهم للأخ الرئيس عن الفساد كان جوابه واضحاً بتقديم الأدلة ، مع أن هنالك إتهامات عن قضايا إتهام بالفساد لم يتم التطرق لها ، مثل  خط هيثرو  الذي ما زال الفاتح جبرا ينتظر الإجابة عليه ؟! .. وما هي نتائج تحقيق النائب العام في هذا الصدد؟! أليس خط هيثرو هو إتهام بالفساد ينتظر الشعب كله نتائجه ؟!! ، حتى نعترف للحكومة بمصداقيتها في محاربة الفساد لا بد من نشر نتائج التحقيق على الملأ!!أم أن الأمر يندرج تحت بند فقه السترة؟!! ،  أما عن الأسئلة فعلى العكس معظمها كان في شكل مداخلات ، تداخل فقط من أجل الظهور وإثبات الحضور والبعض الآخر تحدث عن كل شيء ولكنه لم يدخل في صلب الموضوع الذي من أجله خصص المؤتمر الصحفي،  أما البعض الآخر فلم تتح له فرصة حتى للسؤال، رغم أن يده تعبت من طلبه الفرصة !!.. والله ديل بخيتين في عمرهم ده!!
وسلامتكم!!
Abubakr Yousif Ibrahim [zorayyab@gmail.com]

 

آراء