عرضحال إلى البلد: (ما بتدي حريف !)
د. على حمد إبراهيم
11 November, 2013
11 November, 2013
حالة المعارضة الديمقراطية فى بلدى هى حالة مأزومة ، كما هى حالة الحكام الذين تعارضهم هذه المعارضة وتكيل لهم الشتائم والانتقادات. فالحال من بعضه العربى . إنهم يشبهون بعضهم بعضا ، شبه الخالق الناظز كما تقول حبوباتنا فى انسهن القديم . الحال هى سقم وسقام وما غائب الا التداوى. واجد فى نفسى رغبة اكيدة فى الضحك الاصفر عندما يخرج علينا احد قادة هذه المعارضة ويقول ان حزبه ما زال يوالى اتصالاته مع كل اطياف هذه المعارضة للوصول معها الى اتفاق حول ترتيبات المرحلة الانتقالية. الرغبة فى الضحك الاصفر مبعثها ان هذا الزعيم ظل يوالى هذا المسعى على مدى ربع قرن من الزمن ( منذ أن كان الانقاذ طفلا يحبو وحتى شاخ وصار عاجزا ومتبوما مثل جلمود صخر حطه السيل من عل ، على وصف الشاعر الجاهلى البديع ). أما مبعث الرغبة الثانى فى الضحك الاصفر فهو عدم الحياء الكثيف الذى تمارسه المعارضة الديمقراطية فى بلدى عندما تصر على نعت نفسها بأنها (قوى اجماع وطنى) بعد ربع قرن من البحث عن اجماع بسيط لا يتعدى ترتيبات المرحلة الانتقالية و لا تعثر عليه بقدر ما وجدت التشرذم و التفتت والتفرق. ومع ذلك تصر على نعت نفسها ب( قوى الاجماع الوطنى ) دون أن تطرف لها عين من حياء أو خشية. حمانا الله من مرض قوة العين وعدم الخجلة والتنطع و البجاحة الفارغة أمام شعب لمّاح سياسيا . و يفهمها طايرة كما يقول الوناسون فى مجالس انسهم البرئ. اذكر ذلك المتظاهر اليسارى الذى مزق بلعومه فى المظاهرات العارمة ضد زيادة اسعار السكر فى الديمقراطية الثالثة وهو يصرخ ملء شدقيه " شعب عملاق يحكمه اقزام " واشهد أن هذا الشعب الالمعى لا تفوته صغيرة او كبيرة الا و ألم بها واحصاها واستجلى كنهها ومكنونها .و انه يتقدم على حكامه و معارضته بمراحل كاملة من الوعى السياسى والادراك العام فى كل شئ . ولكن زمانه لم يبسم له بعد . وقديما قيل الدنيا لا تدى حريف! كثرة النواح على حال المعارضة الديمقراطية هو نوع من البكاء على اللبن المسكوب . و لا يرحى أن يحقق أى قدر من الاختراق الايجابى لكثرة ما اورد الخبراء من انتقادات سابقة كثيرة و مماثلة لهذه الانتقادات دون أن تحرك هذه الانتقادات برك الحكام و المعارضين الساكنة. ولكن اعادة تدوير النواح قد يكون مفيدا من باب استدامة التذكير، لأن الذكرى تنفع المؤمنين . قلنا أن المعارضة الديمقراطية فى السودان تجيز لنفسها صفة " قوى الاجماع الوطى !" فى واحدة من اجرأ المغالطات السياسية ، التى لا يبذها فيها الا النظام الذى تعارضه عندما يتجلى وهو فى كامل لياقته البدنية ويسدر فى مغالطاته المعمدية التى يحاول فيها أن يغطى ضؤ الشمس باصبعه . اطلاق المعارضة الديمقراطية السودانية على نفسها صفة قوى (الاجماع الوطنى) هو مغالطة جريئة للواقع المعاش الذى يعرفه الشارع السودانى. المواطن السودانى لم ولن يغفر للمعارضة الديمقراطية فى بلدى استكانتها وعجزها وتبلمها يوم وقفت متفرجة وصامته وهى تشاهد فيلم تقسيم السودان يجرى اعداده بوضوح شديد امام ناظريها ولم تستطع عمل شئ لمواجهة المخطط المكشوف حتى ولو (بالجعار- و الثغاء ) العالى مثلما تفعل الشياه المذعورة عندما ترى سكين الذباح المفردة . وهل هناك ذبح اكثر ايلاما من ذبح وحدة بلد محجوب شريف الحدادى المدادى. اما نوم و سكوت هذه المعارضة عن ما حدث فى الانتخابات الاخيرة ، فلا يدانيه الا نوم أهل الكهف وسكونهم ."و تقول لى معارضة وتقول لى شنو ؟" ورحم الله صديقى سيد احمد الحاردلو.
Ali Ibrahim [alihamadibrahim@gmail.com]