كلام الناس
* بعض (الأقوال) الشعبية يرددها الناس وكأنها (حِكم)، لكنها أبعد ما تكون عن الحكمة.. مثل القول المتداول (أكان كترت عليك الهموم أدمدم ونوم) لأنه على العكس من ذلك فإن الهموم تشيل النوم من العين.
* لذلك صدق من قال (قديماً كان النوم سهلاً جداً، بمجرد أن تطفئ الأنوار تسترخي وتنام، أما الآن فبعد أن تطفئ الأنوار لكي تنام يوقد التفكير شموعه) ليمنعنا من الاسترخاء والنوم الهادئ.
* نعلم أنه لا مفر من مجابهة الضغوط المزدادة التي تطاردنا منذ الصباح الباكر، وحتى عندما نستلقي على السرير أو العنقريب بعد يوم من المعاناة والرهق الجسماني والذهني.
* لكننا نحتاج إلى قدر من اليقين ليعيننا على إلقاء الهموم اليومية خلف ظهورنا كي نخلد للراحة استعدادا لفجر يوم جديد لا يخلو من ضغوط وهموم، وهذه سنة الحياة رغم اختلاف الظروف والأسباب ودرجة الهموم ونوعها.
* لذلك علينا أن نتعامل مع واقعنا بعيداً عن التوتر الزائد والانفعال الشديد، وقد أعجبتني رسالة إلكترونية تشبه عنوانها تماماً "رسالة جميلة" تحرضنا على عدم التوتر والانفعال والغضب لأن هذه المشاعر السالبة تضر الإنسان نفسه دون أن تحل له مشكلة.
* الرسالة تدعونا إلى البعد عن الغضب لأنه يؤذي أنفسنا، وتضيف الرسالة قائلة: إذا كنت على حق فلا حاجة لك لأن تغضب، وإذا كنت على خطأ فليس من حقك أن تغضب.
* الرسالة تحرضنا على الصبر، لأن الصبر مع الأسرة يعني الحب ومع الآخرين يعني الاحترام ومع النفس يعني الثقة ومع الله سبحانه وتعالى يعني الإيمان، وتدعونا إلى تجاوز تجارب الماضي التي تذكرنا بالأحزان، وعدم الخوف من المستقبل قبل أن نعيشه، وأن نواجه تقلبات الحياة بالأمل والتفاؤل.
* تذكرنا هذه الرسالة الجميلة بأن أي اختبار نمر به في حياتنا يعطينا خبرة أكثر ويقوي عزيمتنا، وأن المشاكل إما أن تشد من أزرنا أو تهزمنا، وعلينا أن نختار إما أن نكون ضحايا لهذه المشاكل أو ننتصر عليها ونتجاوزها.
* الرسالة الجميلة تؤكد لنا أن الأشياءالجميلة دائماً حسنة، وأن الأشياء الحسنة هي أيضاً جميلة.. وطرحت الرسالة سؤالا: ترى لماذا خلق الله أصابعنا متفرقة؟!! وكانت الإجابة الجميلة: لأن الله سبحانه وتعالى سيبعث لنا من يضع يده في يدنا ليضم هذه الأصابع المتفرقة في مودة ورحمة.
* الرسالة الجميلة تخبرنا بأن السعادة تجعلنا نحس بالجمال في أنفسنا، كما أن إحساسنا بالجمال يجلب لنا السعادة.. ولأن الرسالة طلبت إرسالها إلى كل الأعزاء، قررت إرسالها لكم أعزائي القراء، وآمل ألا تتوقف عندكم أيضاً.
نورالدين مدنى [noradin@msn.com]