بين الشعب قبائله والإنقاذي فعائله

 


 

عباس خضر
10 December, 2013

 





خريف السأم وإن بقى طويلا
فالشعب لا يتصالح أبدا مع الفساد

فإذا ضرب البغاث لنا أراضي
ومزقها جزيئات  في  كل وادي

وصار جنوبها شرخا يلهث بعيدا
وغربها المكلوم يقبر تحت الرماد

وشمالها القاحل المشلول يشكوسهادا
وشرقها الميت الملتاع يهوي كالجماد

فلابد وإن طال الزمان مما ليس منه بد
ويتلاقى الجميع بلا إنقطاع  بالأيادي

فتأبى الرماح إذا إجتمعن تكسرا
وإذا إختلفن تشاكسا تكسرت آحادا

فالله يهدي من يشاء بنوره
والحكم وإن صعد السماء
لن يزيد الشعب إلا بالعناد

يتعالون دوما على الشعب الأبي
وهم لايساوون في الفجاج جداد

مقارنة غريبة بين الشعب قبائله والحكومة كيزانها دعونا نجري المستبعد فلا منطق في المٌقارنة لكن لنوضح مدى السوء الإنقاذي الوبيل.

يا لهوي..يا للهول..ألحس كوعي وأكون شحاد ومن شذاذ الآفاق الأفذاذ إذا ما واحد فيهما عندو سلك ضارب أو فاطي سطٌر وخاشي توش بدون تابلت خاشي غلط في الزمن الضائع هدراً وبعده وما عارف نفسو راكب تونسية!!!
واحد من الإثنين يغش في نفسو وعشوائي  مغشوش :

الشعوب والقبائل  السودانية  أو حكومة إنقاذهم الكيزانية

واحد منهم صامولته فاكة واحد منهم فقط مولود مشوه خلقياً مخالفا جينياً ومحورا وراثياً وليس فيه ما يفيد ويدل على الأصالة ولامحل له من الإعراب.

وقد تكون  تلاقت مكوناته في غفلة من ذاته غصبا وقسرا وشكلت جبرا تركيباً مسخاً ، وكل الصواميل محلوجة وما في محلها مربوطة عشوائيا وكل التركيبة مشبَكة ومشربكة غلط ،

فأيهما المسخ وأيهما الأصل !؟

وأيهما التركيبة الفعلية وأيهما المزورة!؟

فواحدة منهما أصلية والأخرى تقليدية !؟

أحداها تجمع طبيعي والأخرى تجميع ولملمة ومكاورة.

فأيهما التجمع الطبيعي والسابقة وأيهما اللملمة والتجميع والمكاورة؟

المجتمع القبلي السوداني أم المجتمع الإخواني الكيزاني!؟


وللإجابة على هذا السؤال المحوري تمعنوا
فلتنظروا للإثنين معاً أفحصوهم  بتمعن ومتابعة وتمحيص دقيق

فلتنظروا  من البدايات وتبحروا مصارعين للأمواج البشرية ولججها وتلاطمها

تحسبوا وتحددوا المساحات والحجوم والأبعاد والمسافات والحدود مواردها وإغراءاتها وتطعيم الشِراك والشِباك ومدى قوة لفت أنظار مكونات المجاميع والطوفانات والقبائل والأسراب  والمغنطة ومجالها المغنطيسي  لجذب وجلب الصيد السمين ومعرفة مداخيلها ومخارجها ورحابة أبواب الدخول ومن ثم الإنضمام للمجموع أو التنظيم والتكوين والتشكيل وسرعة الولوج إلى الشبكات والإحتواءات والإنتماءات والإنتباهات ومنافذ وطاقات وشبابيك المخارجة وصعوبة وسهولة الخروج بعد الوقوع في شراك ومتاهة الشبكات والمدى الزمني والعصف الذهني والتطور المنطقي السياسي الفكري والإجتماعي الثقافي و الفلسفي والإندماج الخلقي الأخلاقي الديني الإثني.

فيبين لكم الطريق وتتضح الرؤية وتظهر المعالم وتنجلي الملامح وتنكشف المطاحن و المطامح والمطامع وتشع شمس الحقائق فتبهر أنظار الدارس المدقق الباحث المتابع وتسطع بجلاء جوانب كل سماءات ومحيطات وبحور المعالي والعلا وتغشي عيون الداقس المتعصب ومغسولي الأدمغة والصغار والأتراب مجبري التوجه والطريق وضائعي البوصلة تائهي الفكر وتحصر المنابع وتسهل المذابح والمشانق.

ونرى الفرق شاسعا بين شمس الحق ووهج إبتهاج ساحات السودان وعمق أرضه العميق وفكره النائر المستقبلي الخصيب ونمائه الرائق الأنيق ومورده الثر المؤرق وخيره الوفير العتيق المتجدد. نجد التدرج الإلهي الطبيعي صحراء والشبه الصحراوي والأمطار الخفيفة والسافنا القصيرة والطويلة والأمطار المتوسطة والأواسط النيلية والدلتا وبحر أبيض بجبل مرة والمداري وشبه المداري وشبه الإستوائي الممطر والإستوائي غزير الأمطار في الجنوب.

ونجد الفرق بين تلكم الإثنين عجيب وغريب كما بين الثرى والثريا وبين الترهيب والتفرقة والفزع والمعاونة والحٌقرة والنٌصرة وبين النهم والسعر والتكالب وبين الهمة والقمة والتلاقح والتعاضد وبين المنافحة والمكافحة والإنجرار والإنجراف وبين لهفه واللهف عليه وبين الملاقفة والملاهفة وبين الرتق والسلق وبين الحب له والوطء عليه.

ونرى الفرق واضحاً والبون شاسعاً بين الهوية والوطنية والإستحقارية والإستعمارية ونعرف الفرق بين هجمة الذئاب ووقفة الصحاب وما بين الدخول والحضور له والولوج والخروج عليه

والقعاد عنه والقيام له والوقوف إليه وبجانبه ومن يعطي ويهب ومن يختلس ويسلب.

والسفر والإغتراب والدردرة من أجل الوطن واعماره أفضل من البقاء فيه لتحطيمه ودماره.
فإن سافروا والوطن معهم وهم يحملون هم الوطن في سويداء الفؤاد فيغدو المغترب وطنا متحرك يحمل الهوية بفخر ويدافع بقوة عنها داعماً لها سنداً متيناً لشعبها أينما سار وكيفما كان وبهذا يكون مواطنا صالحا وممثلا ممتازا وسفيراً فوق العادة ورئيساً يمثل الوطن والمواطن خير تمثيل ويضخ ماله لبناء ذاته وبلاده ومشاريع وطنه يعمل للصالح العام ، فالمغتربون يسافرون بهويتهم ودينهم ويبنون الأوطان والإنقاذيون سيفرون بثرواتهم ومدخراتهم ويهدمون الأوطان.. والذين أتوا منقلبين بقوا في الوطن مستولين على حكمه وتسلطوا عليه وإختلسوا خزينته وموارده نفطه وذهبه وأرضه ومشاريعه وفصلوا وشردوا وهجروا بنيه وعذبوا مواطنيه وحاربوا أقاليمه وجهاته وقبائله وحطموا بنيته وهياكله ومصالحه ومؤسساته وهيئاته ومصانعه ومشاريعه وليس من خلفهم وورائهم إلا وكان الموت والدمار فهو حكما معوجاً سقيماً غير رشيدا وغير  سديدا وغير أخلاقي فلاخلق ولادين. وكانهم لايعلمون بأنما:

فإنما الأمم الأخلاق مابقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لكن الشعب إنتظر وصبر وتكون قبائل السودان جميعها هي الأساس والراس والساس فهي الأصل والثبات على الرغم من محاولات إدخال وحشر مكونات قبلية أخرى دخيلة، ومن إستولى وتعالى وتكبر وإستبد ويعيش في أزمة أخلاقية كبرى وتجبر وسلب السٌلطة والحكم والثروة ولهف ولقف النفط والذهب ودمر الزراعة وجفف الماء ولم يعمر وسياساته فرعونية وتغيير الوجوه لن ينفع معها فالإنقاذي هو المستعبد المستعمر الدخيل.والقبائل والمجموعات تحرس الأرض والعرض وتبقى الأوطان والإنقاذيون إن سمحنا وإعتبرناهم مجموعة كيزانية يستبيحون المال ودماء السٌكان. فأي المجموعتين أبقى وأنقى وأتقى وأفضل؟ ومن السخف إنهم مازالوا يتكبرون ويتعالون على الشعب وقبائله ومكوناته فدعكم من حمل السلاح فإن أراد ناس جبل مرة  وأبوجبيهة وإجتمعوا رٌماة ورموكم وجدعوكم وفلعوكم بالبرتكان أبو صٌرة والموز أبو نقطة لأزالوكم مصرمين.ولو ناس دارفور ألقوا عليكم بالأحذية الفاشرية لهطلت عليكم كالمطر وقمعتكم ولقبعتم تحتها ولقطعت  لسانكم الطويل ومرغت أنفكم وغيرت سياساتكم. ولو ناس الشرق فقط إستخدموا مساويك شجر الأراك لأروكم نجوم النهار ولورموا على نافوخكم دوم درديب لكانت كحجارة من سجيل ودمدمتكم. لو ناس الجزيرة تفشوا لنفشوا قطنهم وكفنوكم أحياء. وناس كردفان لو إستعملوا سلاح الصمغ لألصقوكم بالتراب. ولو رجمكم ناس الشمالية بالبركاوي لجعلوكم تبركون في معاطن الإبل على ركبكم.

فشعبك أقوى وأكبر مما كان العدو يتصور.. فأي المجمعين الحزبين أتقى وأنقى وأفضل؟

فمجيء الكيزان من سلالة الإخوان المصرية منتصف القرن العشرين واضح بهدف سرقة الحكومات والثروات والتسلط بالدين ودخول معظم الجماعات والقبائل للأرض السودانية كان من قبل الرسالة المحمدية وآمنت بها قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ولايحتاجون لنبي ورسول آخرمن بعده فيكفيهم خاتم الرسل والأنبياء.ودخلت هذه القبائل لأجل الأمن والأمان وطلباً للمرعى والتنمية والإستثمار والإستقرار لتنمية الزرع والضرع ومن أجل الصالح العام عكس من يقفزعلى الكرسي بليل ويقلب الطاولة ويدعي الدين تجارة ويلوي عنق الحقائق ويتستر على فساده بفقه السٌترة وبتغييرات دراماتيكية للوجوه القديمة الحالكة دون مساءلة ودون تغيير سياسات، فأي المجموعتين أنقى وأتقى وأفضل وأقوى وأنبل !؟ فمن يشكرأمثال هؤلاء الدخلاء الذين دمروا الخلق والأخلاق ويدافع عنهم ويوصلهم لدرجة الأسوياء الصالحين الأتقياء فقد جنى على نفسه وجنى عليهم وعلى الشعب وعلى نفسها جنت براقش.
وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى

إن إستدامة الظلم بالإنقاذ فينا
ملأ النفوس ظلاما وحقداً دفينا

ولئن كانت نفوس الحاكمين صغارا
أضحى معاش الشعب شأناً مستحيلا

وإن تطاول ليل العابثين الناهبين جهارا
فظلال سياستهم المعوجة  يمسي  ثقيلا

يكتم أنفاس الشعب يوميا مرار وتكرارا
فيحيل  حياة  بؤس  الناس  عٌسراً وبيلا

فإن كان عود  الحكم  دوماً  معوجا
فكيف ياترى يكون الظل للأمام عديلا
فمهما بدلوا وغيروا لن يجدي التعديلا
abbaskhidir@gmail.com
/////////

 

آراء