ما بين “كشفيات” جهاز المغتربين وديوان الزكاة!! (2 -2)

 


 

 



نتابع ما انقطع عن كشفية ديوان الزكاة ، المهم بحِسْبَة  - بُرمَة- بالبلدي كده يتضح لنا كارثة الكوارث!!، فتعالوا معي  نقسم (الترليون جنيه) هذا المبلغ الذي يساوي ميزانية دولة من دول قارتنا الفقيرة على (2%) من جملة (14) مليون فقير في السودان الذين يمثل مجمله (46%) من جملة تعداد السكان بحسب الديوان الذي استقى هذه المعلومات من بيانات الجهاز المركزي للإحصاء ، وبالتالي يصبح نصيب الفقير من المليار جنية (7500) جنيه بالجديد، تكفيه عن اللهاث وراء التمويل الأصغر، كما أن نسبة (2%) من (14) مليون فقير تساوي (2.8) مليون فقير وهم المستفيدون،  فإن قسمنا عليهم هذا الترليون ، يصبح نصيب كل واحد (35600) خمسة ثلاثون ألف وستمائة جنية بالجديد أو (35.6) مليون بالقديم، فيا لها من ثروة تنقلب بها حياته إلى بحبوحة عيش تضاهي بعض النفطية !! ، فإذا  كنا سنوياً سنشطب (2.8) مليون مواطن من قائمة الفقر في بلادنا فيفترض ، أنه خلال الخمس سنوات قبل الماضية يكون قد إنقرض الفقر من بلادنا تماماً ، هذا إذا ما استصحبنا تاريخ نشأة الديوان قبل كذا وعشرون سنة وإستثماراته!! ، وبالتالي يفترض أن الفقر  قضى من بلادنا تماماً!! .. ولن نحتاج لقتله إن كان رجلاً، وكفى الله المسلمين شر القتال!!..
المدهش يجعلنا نعقد الحاجب  أيضاً  أن أمين ديوان الزكاة السابق كشف لنا أيضاً بأن الديوان قام بإطلاق سراح (5) الف نزيل معسر بسجون السودان منهم (300) سجين بولاية الجزيرة من أصحاب الغرامات والديات الشرعية خاصة السجناء الذين يعولون أسر كبيرة بتكلفة مالية بلغت (400) ألف جنية من ترليون !! طبعاً هذا  مبلغ يعتبر مجرد (فكة) بالنسبة  للتريليون، ومن باب (كشفٍ على كشف)، أرجو أن لا يقول لي أحدٌ إن (كشف) أمين جهاز العاملين وجود (7500) سجين بسجون السعودية لم يلفت نظر معالي أمين ديوان الزكاة ، والله وحده يعلم كم العدد سيصبح  إذا ما ضُمّ له أعداد سجناء بكل دول الخليج!!، السؤال موجه لسعادة أمين ديوان الزكاة السابق  وبالمعية  الحالي: أليس هؤلاء المغتربين أيضاً لهم حق الرعاية على الديوان ؟!!. وعليه أن لا ينسى والأخذ في  الاعتبار أيضاً أن المغترب  يسدد الضرائب وتجبى منه الزكاة قبل توقيفه!! ، وهل يتخيل أميني المغتربين والزكاة كيف يكون حال أسرته المقيمة معه في المهجر؟!!،  أليس لها حقٌ من مداخيل هذا الديوان والعائل مسجون؟! ، فالزكاة فرضها الله للتكافل وإقالة عثرات المعسرين والغارمين وأبناء السبيل ، - وللعلم أن هذه الثلاث شروط تنطبق على السوداني المغترب جملةً واحدة - خاصة بعد توطين الوظائف بدول الخليج !! ، فإذا كان في السعودية (450.000 ) مغترب سوداني- حسب تصريح سفيرنا بالرياض وهذه  الاحصائية  تحتاج لتأكيد من جهاز المغتربين - وإن كان من بسجون السعودية (7500)  تصبح النسبة (2%) تقريبا، والسؤال:آلا  يستحق هؤلاء أن نحررهم من سجونهم وندخل  البهجة إلى نفوس أسرهم  وأطفالهم ليلتئم شملها ونعيدهم لحضن الوطن؟!! .  أرجو أن يركز  جهاز المغتربين ويولي  الاهتمام لمشكلات  المغتربين الحقيقية ، ولا داعي  الاستثمار في مراكز دراسات وبحوث  وسفريات لأوروبا وأمريكا وكندا  وإهمال " البقرة الحلوب" التي حُلِبتْ حتى جفّ ضرعها ،  لقد خيّب الأمين العام للمغتربين كل أمال المغتربين المعلقة عليه على اعتبار أنه كان من قبيلتهم وهو أدرى  بمشكلاتهمولكنه أدار ظهره لهم .
لطيفة: جاء في كتاب (محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ) - (ج 2 / ص621.. وهو كتاب نفيس) [عن داؤد بن علي قال : قال عمر رضي الله عنه "لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّه عز وجل سائلي عنها يوم القيامة". وعن عبد اللّه بن عمر قال : كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول : لو مات جَدي بطف الفرات لخشيت أن يحاسب اللّه به عمر. وعن علي رضي الله عنه قال: "رأيت عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على قتب يعدو، فقلت: "يا أمير المؤمنين أين تذهب؟ قال: "بعير نَدَّ من إبل الصدقة أطلبه"، فقلت: " لقد أذللت الخلفاء بعدك، فقال: "يا أبا الحسن لا تلمني  فوالذي بعث محمداً بالنبوة لو أن عناقاً أخذت بشاطيء الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة"].. بس خلاص ، سلامتكم،،،

zorayyab@gmail.com

 

آراء