مازالت المفاجآت النارية تترى من الخطبة العكاظية … بقلم: عباس خضر

 


 

عباس خضر
31 January, 2014

 




وتتوالى المفاجآت الداوية لخطبة لمة سوق عكاظ الإنقاذية في قاعة الصداقة
فقد كشفت أن معظم قبائل الشعوب السودانية غير عربية الأصل والمنشأ ومن الزنج والنوبة الحاميون فلم يفهموا الخطاب، فقد أراد الرئيس جمع مايليه وترك ما لايليه ومعرفة حقيقة ما عداه وما يعاديه و فرز الكيمان القبلية حزم حزم وريقان ريقان فتحفَظ الميرغني وجاء ولده  جعفريعاين ودخل الترابي ليلتقي غازي وجلس الصادق لصيق غازي وإبتعد منصور من علي ونافع مسودي الوجوه كناية عن إقترابهم من مقاعد الحاميين بعد طردهم من المنصة الرئيسية.

وقد وضح بما لايدع مجالا للشك والريب أن الخطبة العصماء لوضع كل في علبه والزج به في ركنه وتعيد سيرة العرب في الجاهلية الأولى في الميزان ووضعها في مفتاح لوحة تصنيف شعب السودان وتحدد الأوزان وتفرز المجاميع والألسن والكيمان العربي من العجمي المختلط من الوهمان والبدون والفاهم وتكشف الساهِم والناقِش من الدائِش وتشكل الأحجام وترتب الجينات وفقاقيع الدي إن إيه في بريق العيون المبحلقة وبلع لعاب الفم بدون تدخل السي آي إيه وجيمي كارتر النجم وتصنف كل حسب إنحدار تسلسله العشوائي القبلي وهي طريقة بسيطة سهلة وذكية تنتمي لقسم بحوث ودراسات تحليل الطبقات الطيفي للدفاع العميق بالنظر الثاقب  المنشوري.

لهذا فمن هذا الجانب الحيوي  فقد كانت المفاجأة داوية وغير متوقعة وكان الخطاب عجيباً مدهشاً ومحيرا للحاضر والغائب لكل الجهات والقبائل السودانية فبعضها صمت وبعضها سكت والبعض الآخر وجم وبعضها فتح فاه وأخرى خرج لسانها وسال لعابها وبعضهم خرس وبعضهم  نضم والكل يسعى في محاولة الفهم.

فثبت وكما قلنا بما لا يترك لبس ولايدع مجالا للريبة والشك أن معظم قبائل السودان ليسوا بعرب أقحاح ــ وهذا ينطبق على شعوب مصر والسعودية ودول الخليج مما يوضح بجلاء أنهم في هذه الدول ليسوا بعرب بل خليط من دماء العرب والفرس والمماليك والكرد والروم والأٌرد  والأشوريين والترك والأمازيق و... ولكن هذا ليس موضوعنا إنما مجال بحث  آخرــ فالخطاب أو الخطبة العصماء كانت بلغة كنانة وقريش وبنو أمية ومن لغة العرب الأقحاح القديمة كقبائل خزاعة وهوازن وذبيان وهي فيها سجع كثير وجرس النابغة وجناس وطباق طرفة بن العبد ونغنغة مختصرة الإيقاع تذكر بالخيل والليل والبيداء المنسجمة ورتم سريع قصير الموجة كطريقة عبس وكر وفر عنترة يغوص في لب الحدث المهم والخطير الجلل وكل ماهو آت آت ودريد بن الصٌمة ويخرج منه كالشعرة من العجين كجلمود صخر حطه السيل من علِ كسهم منطلق ولمعان نجم ثاقب  كبارق ثغرها المتبسم فكان اليوم أمر مفاجي وغداً وثبة لخطاب ثانٍ أو وثيقة توضيح تفسيري للأول ويكونوا كدة تموا الناقصة.

فلم تفهم معظم  قبائل السودان المنكوبة بالحروب ربع قرن  دامي وبالقصف وبقطع الأرزاق والفصل والتشريد وبالغلاء والجوع والعطش والتكبيل والإزدراء وهي تنتظر قرارات واضحة لرفع كتل المآسي عن كاهلها  الذي إنحنى فكان الرئيس يزوغ كأنه الذي يشتكي وضربني وبكى وسبقني وإشتكى وكأنه يعيد صناعة العجلة  ويرجع رزنامة التاريخ من جديد إلى ليلة المولد في التسعينات ويشبه الليلة بالبارحة فمن يريد الحرية ومن يريد العمل من العطالة والخريجين ومن يريد السلام ومن يبحث عن لقمة عيش ويزرع ويستثمر أن يكون منهم أو  ينضم لساحة التابعين والجواري أو يكون متوالي  ولم تفهم القبائل ما يرمي إليه في هذا التعالي فهي ظلت تدفع وتدفع من الرسوم والضرائب والجزية والأتاوات كمجرد عبيد أو موالي منذ سنة 89م.

وكان الخطاب كدوري سياسي للتصنيفات القبلية وفرزها حسب  مستوى درجات جديدة وضعت في لوح درجات اللون التصنيف العربي أكثر من التصنيف السابق المعروف عربي ـ عرب عاربة وعرب مستعربة وحامي  فزادت لغة الخطاب الأنواع إلى:ـ عربي قح لمن إنضم وفهم، عربي مقحقح لمن وافق حتى إن لم يفهم،خليط مستعرب ما فاهم مصفق،خلطة عربية زنجية مستفهمة ومتفلهمة، يهود مستعربة متقرضمة ، وعربية نوبية  متفلقصة.

والحقيقة كما قلنا فليس في السودان عربي صافي ولايوجد ما يسمى قح ولافي بلاد العرب نفسها للهجرات العربية الضخمة الأولى واللآحقة من الجزيرة العربية ـ رغم قلة العدد ـ لكل جهات العالم منذ بداية نزول الوحي.

لكن القرآن العربي المبين جعل من البعض يتشبث بأحقية قحته دون الآخرين رغم إن كل من تحدث العربية كلغة أمه فهو عربي تلقائياً لكن هذا ديدنهم فالذين حضروا إذا فهم من أصناف العرب:فالطيب وزمرته قرشيين مع االرئيس والترابي والميرغني والصادق وجعفر وعبدالرحمن وغازي من بطون غزية فأرادوا الغزو من جديد ولسان حالهم يقول فما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد،أما على ونافع وقوش فقد إحمرَت وجوههم ثم إسودَت  فهم يصنفون من الخليط الحامي الغازي (أي قبيلة غزية  وخلطة زنجية حامية)، أما الذين رفضوا كالحركات المسلحة ومؤتمرات كالبجا وكوش والذين وقعوا الفجر الجديد فهم حاميون أساساً أباً عن جد ، وهناك من حضروا من الصنف الإنتهازي  فهم يعودون لأصلهم اليهودي ومنهم من إختلطوا بالحامية فتظهر أسماء كجبرائيل وإسماعيل وخضير وشاؤول ومصطفى فهم من جنس نتنياهو العبري ، أما فاروق ابوعيسى وجماعته فهم من القبائل الرافضة وخليط من شمال الشام وبنو حام وزادت حاميتهم بالرفض الجازم مثل عرمان وعقار إذا فالذين أتوا القاعة خليط من كل هذا ورغم ذلك يتم تصنيفهم كعرب أقحاح وكل القبائل الذين خارج القاعة  سواء من الشمال أو الشرق أو الغرب أو الجنوب فهم من الزنج والنوبة والبجا  الحاميون وهذا ما وضح جلياً من الخٌطبة العكاظية غير البتراء لكنها تريد بتر أيدي وأرجل المجتمع حتى لايستطيع الزحف نحو القصر.
abbaskhidir@gmail.com

 

آراء