شركات تسفلت وشركات تَحَفِّر وتكَلْفِتْ !!
أن يستورد السودان الأسفلت من فنزويلا فهذا ليس بالخبر الصاعق، رغم أنه خبر ملفت ، ولكن لا أدري ألى أين يذهب " زفت " مصافينا، أرجو أن لا يقال لنا إنه لا يناسب المناخ السوداني حتى لا أصعق حد الموت، أو أن كمياته غير كافية، عموماً ما علينا، فليس هذا هو بيت قصيد عمود اليوم.
ولكن الصاعق هو ممارسة شركات الحفريات المتعاقدة سواء مع المحليات أو شركة الكهرباء أو شركات الهاتف النحمول أو مع مرفق المياه!! .. الشارع يكون زي خد العروس وما أن تمسه يد شركة من هذه الشركات سواء لمد كوابل هاتف أو ألياف بصرية أو كيبل كهرباء ، أو ماسورة ضاربة ، حتى تعمل المعاول في فتح باطن الأرض وعمل اللازم ، وأقسم بالله العظيم لم أشهد أبداً أي من هذه الشركات التي تصنع الحفر يوماً قامت باعادة الشارع إلى سيرته الأولى ، ولم أشهد هذه الشركات تحضر لوري واحد ويتيم محمل بالأسفلت لطمر ما حفرته، وكأنما تم التعاقد معهم فقط لحفر وهدم الطرقات وصناعة الحفر في الشوارع وما أسرعهم في ذلك ، يحفروا الحفر ويطمروها بالرمل وباي باي!!
السؤال: أليس هناك جهات رقابية من تلك الحهات التي تعاقدت معهم تراقب وتستلم الأعمال من هذه الشركات، أم أنها متعاقدة على صنع الحفر في الشوارع التي كلفت المواطن دم قلبه وليس هناك شرطاً لإعادة سفلتت ما تمّ حفره؟! . ما شهدته وشاهده أي مواطن ومواطنة ليس بخافٍ على أحد، وحتماً المسئولين الذين لم يتركوا شارع إلا ومروا فوقه بمواكبهم، ولا يمكن القول بأن الحفر مخبأة وغير مرئية للعامة والخاصة ، وأنا على أتم استعداد لأصطحب المسئولين لهذه الشوارع التي لا بد وأن يقول واحد خبيث أنه ربما هناك صاحب مصلحة أو موظف متواطيء مع المقاولين!!
ومع ذلك أين مسئولي المحليات التي تقع هذه الشوارع في نطاق مسئوليتهم الجغرافية؟! .. لماذا غضوا البصر عن هذه المخالفات التي يرتكبها ليل نهار مقاولو الحفريات ؟! .. تصور سيدي الوالي أنني لأول مرة في حياتي أرى شارع أسفلت كله دقداق، إن ذلك واضح في جزء يسبر من شارع عبيد ختم في الاتجاه الآتي من المطار، فهل هو سوء تنفيذ أم سوء تصميم أم أشياء أخرى تدخل ضمن سوء الظن وأحياناً سوء الظن من حُسن الفطن ؟! .
بدأ يتشكل لدي اعتقاد أنه ربما هناك اتفاق بين شركات الحفريات ومقاولي تشييد الطرق، وشركات صيانة السيارات، ومستوردي قطع الغيار التي تكلف الدولة توفير عملات حرة لاستيرادها ، كما أنني أستغرب كيف يخالف المرور قائدي المركبات والطرقات غير مهيئة بالعلامات المرورية الكافية وبها الكثير من الحفر أو حتى إن كانت طرق ترابية حتى غير ممهدة بالقريدرات؟!!، والحق يقال أن - إدارة المرور كان الله في عونها - تعمل بامكانيات جد متواضعة ومع ذلك تجتهد لتضمن السلامة المرورية ومع ذلك تتعرض للنقد.. فحش وسوء كيل !!
مناشدة للوالي الدكتور عبدالرحمن الخضر ، نعم هناك انجازات لا تخطئها العين في مجال الطرق ، ولكن تعلمنا بحكم المهنة أي انجاز لا يقوم على المراقبة وبرامج صيانة دورية مخططة، فهو هباءً منثورا ، وضياع للمال العام .. المراقبة والمتابعة تحتاج لإدارة متجردة أمينة محايدة ترفع تقاريرها لك مباشرة إذا ما تمّ تمليكها قوائم بالمشروعات المنفدة ، وما هو تحت التنفيذ ، ومراقبة شركات الخدمات وشروط تعاقداتها لمتابعة دقة التنفيذ ، وعندها فقط سترى ما يشيب له الولدان!!
سبق وأن أشرت في عمود سابق لعدد من اعمدة النور الآيلة للسقوط سواء خرصانية أو فولاذية، وأعمدة بلا إنارة ، واعمدة تخرج من جوفها الأسلاك التي قد تصعق الأطفال وفي شارع واحد فقط ، أحصيت (28) عمود في هذه الحالة ، ناهيك عن أعمدة مسروق منها أغطية المصهرات( الفيوز).. كل هذا الاهمال المتعمد في شارعٍ واحد فما بالك ببقية الأحياء !! .. المتابعة ثم المراقبة ثم الثواب والعقاب ، حتى نقطع دابر التسيب واللا مبالاة.. وبس خلاص هذا بلاغ للعلم .. سلامتك أخي الوالي!!
zorayyab@gmail.com