مبارك الفاضل: لست نادماً على قرار المشاركة في الحكومة

 


 

 



القيادي بحزب الأمة مبارك الفاضل لـ(الصيحة) (1-3)

لست نادماً على قرار المشاركة في الحكومة

عوض الجاز ليس طرفاً في فض مشاركتي في الحكومة

مشاركة عبد الرحمن الصادق أمرٌ يخصه وتمَّت برضاء والده

كان الأفضل ترك إبراهيم الأمين يكمل دورته

لسنا محتجين على رئاسة السيد الصادق ولكن!!

القواعد لن تحاسب عبد الرحمن مستقبلاً على مشاركته لهذه الأسباب!!

الأنظمة الشمولية تحتكر المجموعة المؤسِّسة لصنع القرار

تجربة المجلس الاستشاري الذي طُبِّق بعد الانتفاضة يمكن تكرارها

++
حاوره: عبد الباقي الظافر ــ ماهر أبوجوخ
++
أخرج القيادي بحزب الأمة القومي  ــ ورئيس حزب الإصلاح والتجديد الذي اندمج مع الحزب قبل عدة سنوات ــ مبارك عبد الله الفاضل المهدي هواء ساخناً في مختلف القضايا التي تمور بها الساحة الداخلية لحزبه والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية في أعقاب إعلان الحكومة انطلاقة الحوار والأوضاع في جنوب السودان والوضع الاقتصادي بالبلاد. والتقت (الصيحة) الفاضل في منزله بعد عودته للبلاد في حوار امتد لأكثر من ساعة وفي ما يلي حصلية الحلقة الأولى من ذلك الحوار:
++
*دعاك رئيس حزب الأمة السيد الصادق المهدي في مؤتمره الصحفي الأخير للخروج من الحزب ومغادرة صفوفه كيف يمكننا قراءة مستقبلك في الحزب؟
- نحن سنعمل في مسألة توحيد الحزب، وأنا شخص مؤسس في هذا الحزب، والصادق المهدي جاء رئيسًا للحزب وهو ليس مالكًا له ويمكنه أن يقول أي حديث يريده ولكن هل هذا الشخص هو الحزب؟ هذا الشخص (يمكن بكرة يكون غير موجود، وأنا كذلك يمكن أن أكون غير موجود) والإمام عبد الرحمن بات الآن غير موجود ولو قال في الوقت ذلك إن كل أنصاري حزب أمة والناس تتغير والقيادات كذلك والظروف ولا يوجد فرق بيني وبين الصادق المهدي في المستوى القيادي والتأييد القاعدي وأنا لديَّ سجل 35 عاماً وعملت ككادر في حزب الأمة ولديَّ اسم، وأذكر أنه في خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة أرسل لي ناس هنا للتنازل له في الانتخابات ولماذا أرسل لي؟ الإجابة لأنني سأقتسم معه الأصوات وهو مدرك لهذا الأمر، فإذا أنا كنت أقسم معه الأصوات إذاً فنحن نتشارك هذه القاعدة، (وبالتالي فيمكن يكون زعلان خائف أو غاضب) وبالتالي يعبِّر عن أي كلام يقوله.
* ما هي المعادلة التي يمكنها أن تتيح لكم العمل سوياً فالبعض يتحدث عن اكتفاء الإمام الصادق المهدي بالإمامة ويتيح رئاسة الحزب لآخرين هل تعتقد أن مثل هذه المعادلة مناسبة؟
- لا أعتقد أن المشكلة الآن مرتبطة بالمواقع، والمشكلة في حزب الأمة هي صراع أجيال وتغيير، وهو بحاجة لتكوين مؤسسة فاعلة وفتح المجال أمام أجيال جديدة تتولى المسؤولية، وهذا لا يتصل بالرئاسة فقط لكنه يشمل كل المواقع كالمكتب السياسي وبقية الأجهزة محتاجة لإعادة بناء خاصة أننا في ظل الأنظمة الشمولية وحظر الأحزاب وعملها يحدث احتقان وغياب، ومن المؤكد أن ذلك يؤثر على الأحزاب باعتبارها كائنات تعيش في الديمقراطية فإذا لم توجد ديمقراطية لا تستطيع أن تنمو ولذلك فإنها تتأثر بالأوضاع الشمولية وحزب الأمة متأثر بوضعية الشمولية تلك وإغلاق الحريات والخروج للعمل السري والعسكري ولذلك فهو يحتاج في ظل ظروف طبيعية إلى إعادة تأهيل كل أجهزته.
*يبدو كأنك تتحاشى وجود المعادلة، ويبقى السؤال: ألا توجد معادلة يمكنها الحفاظ على وحدة حزب الأمة ومكانة الإمام الصادق المهدي ووجودك ووجود الآخرين المحتجين عليه وما هي؟
- نعم توجد وتقوم على أن حزب الأمة مشاع وهو للناس كلهم ومتاح لأي شخص أن يكون لديه رأي مختلف عن الآخر وتلك الآراء يمكن مناقشتها من خلال المؤسسات ويحتكمون للديمقراطية، وهذا يعني الخروج من عملية (الفيتو)، فإذا لم يكن الرئيس موافقًا على رأي فمعنى هذا إلغاء ذلك الشخص.
* هل نفهم من حديثك أنكم لا تعترضون على رئاسة الإمام الصادق المهدي وإنما احتجاجكم على أساليبه؟
- نحن نحتج على منهج إدارة الحزب فهو يحتاج لمواكبة التطور الذي ينتظم كل الدنيا وبروز أجيال جديدة بمفاهيم جديدة ويجب أن يتيح المنهج عملية التغيير نفسها ويفتح لها مجالاً، ودعني أسرد لك تجربة حدثت في العام 1985م قام بها سيد صادق نفسه فالكادر القيادي الذي كان موجوداً في الستينيات تم نقله لمجلس استشاري بمن فيهم أمين التوم الذي كان وقتها نائب الأمين العام على قيد الحياة وتم تعيينه رئيساً للمجلس الاستشاري وكل القيادات الموجودة معهم نقلت للمجلس الاستشاري بما في ذلك العميد يوسف بدري ولم يتبق من مجموعة الستينيات إلا هو وعبد الله محمد أحمد ود. عمر نور الدائم وهو بلا شك حينما عمل تلك التجربة كان يدرك أن هناك ظروفًا استدعت فتح المجال أمام أجيال جديدة؟
* هل يمكن تكرار مثل هذه التجربة الآن؟
- طبعاً نعم يمكن تكرار هذا النموذج فعلى سبيل المثال د. مادبو يرى أن القيادات التي عاصرت فترة الستينيات تتحول لمجلس حكماء وتخرج عن دائرة العمل التنفيذي المباشر بمعنى تغييرها لدورها، وهذا الأمر حدث في حزب الأمة في 1985م ونفذها سيد صادق نفسه، وبالتالي لا يوجد ما يمنع من تكرارها، فتلك الحقبة كانت 16 عاماً أما الآن فهي 25 عاماً وبالتالي فالتجربة الحالية أكبر وظروفها أكثر تعقيداً.
* من الأشياء المحسوبة عليك خروجك من الحزب في 2002م ومشاركتك في الحكومة هل تعتقد أنها محسوبة عليك؟
- هذه القضايا تقررها قاعدة حزب الأمة في مؤتمراتها وهذا أمر لا أُقرره أنا أو شخص آخر، فقاعدة حزب الأمة حينما تأتي في الانتخابات الداخلية والتصعيد فوقتها يمكنها أن تحاسب من خلال الصندوق.
* هل لديك قابلية لنقد نفسك إذا اتضح أن موقفك ذلك كان خاطئًا سيما أن البعض يعتبرك مكابرًا ولا تنتقد نفسك أو مواقفك؟
- لا.. هذا غير صحيح، فحتى تجربتنا في المشاركة سجلناها كتابة ووزعناها على القوى السياسية والإعلام.
* بصراحة هل أنت نادم عليها؟
- لا، لست نادمًا عليها، ففيها إيجابيات وسلبيات وأوضحنا في تقييمنا لتجربتنا تلك إيجابياتنا وسلبياتنا والأخطاء التي وقعنا فيها وما استفدنا منها في تلك التجربة، لكن أصلاً أي تجارب لا تخلو من السلبيات والإيجابيات وبالتالي لا يوجد ندم.
* حينما تقلب تجربة المشاركة بين الإيجابيات والسلبيات إلى ماذا ستخلص؟
- في تقديري أن الإيجابيات كانت أكثر، فأنا لا أنظر لإيجابيات المشاركة فقط ولكن لمجمل حركة الإصلاح التي أفادت بتدريبها لكادر وفتحت أبوابًا أمام تنفيس الاحتقان في الحزب وخلقت حراكاً كبيراً ما كان بالإمكان حدوثه لولا حدوث حركة الإصلاح وخلقت حراكًا حتى في الطرف الثاني.
* لكن ذات المنطق مطروح من العميد الركن عبد الرحمن الصادق المهدي بمشاركته بالحديث عن التدريب والواجب الوطني وغيرها؟
- لكن عبد الرحمن فرد وهو يقول إنه غادر حزب الأمة وهو يشارك كشخص وهو ليس لديه تاريخ سياسي فهو كان ضابطًا في القوات المسلحة وارتباطه السياسي جاء في 1997م بعد وصوله مع والده لأسمرا وجيش الأمة وهي فترة محدودة جداً وهو كان نظاميًا ولم تكن لديه علاقة بالسياسة وجاء في فترة دخل من منظور العمل العسكري المرتبط بتأهيله ولاحقاً أصبح عضواً في الأجهزة وخرج بعدها واشترك في الحكومة.
* من حديثك هذا كأنما تتفهم موقفه من المشاركة؟
- اتفهم موقفه باعتباره اختياره الشخصي، وحتى إذا لم يكن مقبولاً بالنسبة لي فليس لديَّ الحق لفرض رأي عليه وهو لديه الحق ليقرر، ولكن أقول إن مشاركته وقراره هي مسألة فردية.
* -مقاطعة- لكن يقال إن الأمر صفقة بين والده والحكومة؟
- هذا أمرٌ آخر ولكنها أيضاً تصبح قضية شخصية ولم تُطرح في الحزب أو أجهزته وتم نقاشها وصدر حولها قرار، وما يقال في هذا الأمر عن الصفقة هو استنتاج استناداً لوضعية والده وعدم امكانية حدوث هذا التصرف خارج إطار موافقة الأب بناء على ملابسات ظرفية تشير إلى أن هذا الأمر تم برضا واتفاق بينه وبين والده لطبيعة العلاقة الخاصة القوية  بينهما. في بعض الأحيان في مثل ظروف كهذه لا يمكن أن تشارك ولدينا نماذج لناس شاركوا من قبل كالمرحوم عثمان عبد القادر عبد اللطيف وتسبب هذا الأمر في قطيعة بينه وبين أفراد من أسرته أعمامه وغيرهم، واتخذوا موقفًا منه باعتباره موقفًا أخذه دون قرار حزبي ودون موافقتهم هم كأسرة. في هذه الوضعية ــ وكان يقصد بين عبد الرحمن ووالده، ــ العلاقة طبيعية والتعاون بينهما قائم ويلعب دورًا في ما يتصل بعلاقة السلطة ووالده، وكل هذه المؤشرات تؤكد حدوث هذه المسألة برضا والده، وعلى أي حال هي لم تناقش في أجهزة الحزب وليس لديه علاقة بها وحتى حينما سألوهم قالوا إنه استقال من الحزب ونفى الأب والابن علاقته بالحزب، وبالتالي فليس لديكم علاقة بهذا الأمر وبالتالي أصبح الموضوع أسريًا وخرج عن إطار الحزب ووقتها ستكون القضية التي سيقيمها الرأي العام هل الشخص الموجود في موقع قيادة هل لديه عملياً مسؤولية التمييز بين الخاص والعام.
* ما هو تقييمك للتجربة باعتبارك كنت مساعداً سابقاً لرئيس الجمهورية وإلى أي حد يتمتع عبد الرحمن الصادق بالتأثير على القرار في مؤسسة الرئاسة والبلاد خاصة أنه يحظى بحضور إعلامي كثيف؟
- القرار في الأنظمة الشمولية محتكَر للمجموعة المؤسسة للنظام، وهو غير متاح لأي جهة مشاركة سواء كان عبد الرحمن أو غيره، أما الحضور الإعلامي فهذا جزء من التسويق للنظام للإشارة لوجود آخرين يشاركونه وهذا أمر لا يضير النظام في شيء بأن يجعلك تشارك في المناسبات أو الافتتاحات ولكن التجربة دلت على أن طبيعة هذه الأنظمة لا تتيح مشاركة الآخرين فمثلاً مجلس الوزراء الذي يوجد فيه التمثيل لا يناقش قضايا سياسية وأنا عشت هذه التجربة فحينما تأزمت قضية دارفور أفردت لها 5 دقائق لتنوير المجلس ولكن لا يوجد قرار وأتذكر أن أحد أعضاء مجلس الوزارء تحدث عن سوء الأوضاع ومأساويته فزجره الأخ علي عثمان محمد طه وقال له: (هذا صراع سلطة وليس فيه يا أمي ارحمني)
* -مقاطعة-  ماذا كان تعليقك وقتها؟
- لم أعلق لأنني أعرف نهاية اللعبة، فذلك الوزير كان من دارفور وقال أن ذلك التنوير لا يعكس حقيقة الأوضاع فالمأساة عميقة جداً والحاصل كذا وكذا، وكان حديثًا من القلب وعميقًا فتم زجره لأن المكان ليس للمناحة ولكنه صراع على السلطة وليس فيه (يا امي ارحميني) ونحن طبعاً كحزب سياسي لا نتصرف بمفردنا حيث تقدمنا بمذكرة للمؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية والأمين العام للحزب ونوابه وأوضحنا لهم في مذكرتنا تلك رأينا في حل أزمة دارفور والحكم وهذا كان أحد الأسباب التي فجرت العلاقة بيننا.
* بخصوص تفجر العلاقة هذه دار حديث كثير في الأسافير عنها، هل حدثت مخاشنة بينك وبين وزير الطاقة وقتها د.عوض الجاز؟
- لا، عوض الجاز لم يكن متداخلاً في العلاقات بيننا وبين المؤتمر الوطني، والذين كانت لديهم علاقة بملف الاحزاب المشاركة هم علي عثمان ود. نافع علي نافع وهؤلاء الذين كنا نتعامل معهم بجانب ابراهيم احمد عمر باعتباره كان الأمين العام للمؤتمر الوطني وقتها وعوض الجاز كان بعيداً عن هذا الأمر.

*هل تعتقد أن تجربة عبد الرحمن الصادق في القصر ستكون خصماً عليه مستقبلاً في تبوء مواقع قيادية في حزب الأمة؟
- هذا أمر يخصه ولا يهمني وهو شخص مستقل ولديه قراره وشخصية عسكرية ويقول الآن انه استقال من حزب الأمة، وبالتالي فهو يتحمل مسؤولية قراره هذا وهو يقرر مستقبله فربما يريد ان يستمر كعسكري ولا يريد ان يكون مدنيًا.
* هل ستغفر له القواعد هذا الموقف اذا اتضح خطؤه؟
- هو يقول الآن انه ليس حزب امة وليس له علاقة بالحزب فما هو دخل القواعد بقراره هذا؟
* ما هو رأيك في قرار إطاحة الأمين العام لحزب الأمة د. إبراهيم الأمين الذي اتخذته الهيئة المركزية أخيراً؟
- اعتقد ان كل ما حدث هو صراع بلا معنى ولم تكن هناك حاجة له اصلاً لكنها انعكاس للازمة الموجودة داخل الحزب التي نتحدث عنها منذ انتخاب الفريق صديق محمد اسماعيل أمينًا عامًا للحزب ثم إقالته وجاءت بإبراهيم الامين ثم اقالته ثم جاءت سارة نقد الله فهذه الازمة مستمرة بوجود منهج في إدارة الحزب يحتوي على قدر كبير من التعسف والانفراد وعدم الاكتراث باهمية وحدة مكونات الحزب. فمثلاً انا سألت سيد الصادق بعد المؤتمر العام الذي انتخب الفريق صديق محمد اسماعيل اميناً عاماً حول اسباب موقفه من المرشح الثاني للامانة العامة محمد عبد الله الدومة فهو كان نائبًا برلمانيًا في 1986م وظل ملتزماً بالخط المعارض وكان من ضمن ثلاثة شاركوا في صياغة ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي في اول ايام الانقاذ فإذا كان الغرض تمثيل دارفور فالدومة هو الأولى اما صديق محمد اسماعيل فهو وافد جديد للحزب وليس لديه تاريخ في الحزب فلماذا اتخذت هذا الموقف وقسمت حزبك؟ وقلت له: هل تعتقد انه سيخالفك باعتباره منسقًا مع تيار يقوده مادبو واعطيته مثالاً بالمرحوم د. عبد النبي علي أحمد الذي كان في تيار مادبو بل ويعمل معه في مكتبه كمهندس "بارت تايمر" ولكنه رغم ذلك لم يخالفك فلماذا اعتبرت ان الدومة سيخالفك وتسببت في موقفك بهذا الشرخ؟ لم يكن لديه رد. اود ان اقول إن الحزب منذ عودته للداخل في العام 2000م وانطلاقة عمله العلني حدثت فيه استقطابات وشد وجذب شديد جزء منه جهوي واثني ومحاولة سيطرة من القيادة على القرار واستمر هذا الحال إلى ان جاءت النتيجة بما حدث لدكتور إبراهيم الأمين أخيراً.      
* هل تلك الإقالة مبررة وهل يحق لرئيس الحزب دعوة الهيئة المركزية للانعقاد ويفرض عليها اختيار أمين عام جديد؟
- منطقياً إذا كانت الأجهزة انتهت شرعيتها ومدتها فلا يوجد معنى لتغيير منصب، فالأفضل التوجه للمؤتمر العام وفي رأيي لم تكن هناك مشكلة بالنسبة للسيد الصادق في معالجة المشكلة الموجودة فهو طلب بأمر غريب فالشخص الذي سحبت منه الثقة عينه نائباً لرئيس الحزب ويريد أن يفرض على د. إبراهيم الامين تشكيل امانة ائتلافية والذي تم انتخابه من قبل مجموعات لديها رأي في الحزب ومن ضمنه أن صديق اسماعيل موالٍ للمؤتمر الوطني وهم لا يريدونه أو مجموعته وبالتالي فإن ابراهيم الامين لديه التزام اخلاقي تجاه الذين صوتوا له وفتحوا له المجال حتى يأتي بهم في امانته بمعنى ان يشكل حكومته وفي الآخر فإن ما يحكمه والسيد الصادق هو البرنامج والسياسات ولم يكن هناك داع من السيد الصادق بمحاولة فرض هذا الوضع عليه ويحاول أن يعيد تفسير نصوص في لائحة المكتب السياسي بتصويت المكتب السياسي على تشكيل الأمانة العامة وفي الآخر تم هذا الأمر وتمت اجازته ثم تأتي لتفرض عليه تشكيل امانة وفاقية في حين ان الهيئة المركزية وقرارها سحب الثقة من شخص وفوض آخر بالإجماع ولذلك اعطيه الفرصة في تنفيذ البرنامج ثم حاسبه او اترك الجهاز المنوط بمحاسبته يقول بهذا الأمر، لكن كل الأجهزة اجلها انتهى وهذا الطلب نفسه بلا معنى.
*وفق هذه المعطيات هل تعتبر أن إبراهيم الأمين لا يزال هو الأمين العام لحزب الأمة حسب تقديرك؟
- طبعاً هذا سؤال صعب جداً للاجابة عنه بأنه لا يزال الامين العام ام لا فهم عقدوا اجتماعًا وأعتقد انهم قدموا طعناً لمجلس الأحزاب وهذا الأمر يحتاج لجهة تحكيم لتقرر بعد قراءتها للنصوص فمجموعة ترى أن الأجهزة الموجودة حالياً تسييرية ولا تمتلك الحق في ان تغير في مواقع ضباط الحزب في ما يرى الطرف الثاني انهم عقدوا اجتماعاً ويحق لهم اجراء التغييرات. بالنسبة لرأيي فكل الموضوع لا قيمة له فالأجهزة الموجودة نفسها معيبة وحينما تم انتخابها حدثت مشكلات كثيرة وكذلك ممارساتها وكان الافضل ان تنحى كلها جانباً والاتفاق على وضع وفاقي ينظم لعقد مؤتمر عام يتم في ظل وفاق واوضاع تتجاوز الخلاف. اعتقد ان كل هذه الأجهزة معيبة وأنا رفضت المشاركة فيها لأنني لم اكن أريد أن أصبح جزءًا من المشكلة فحينما أخر السيد الصادق التنفيذ لعام ونصف حمدت الله بأنني "طلعت من اللوم" باعتباري قادمًا في اطار وحدة وطلب مني الانخراط في الأجهزة الحزبية لم يكن وقتها بامكاني ان ارفض هذا الأمر وهم أجلوا هذا الأمر وحينما عادوا لاحقاً وجدت أن الظروف غير مواتية واعتذرت عن هذا الامر. وحقيقة الوضع بإبراهيم أو غيره معيب وليس وضعًا سويًا، وفي ذات الوقت كان من الافضل ترك ابراهيم الامين يكمل دورته ويكون الهدف الاسراع بعقد المؤتمر العام بدلاً من خلق مشكلة جديدة وصراع جديد داخل الاجهزة المنتهية الصلاحية.
-نواصل-

 

آراء