الوان الحياه
أسود: القانونيون يسمون بعض الاتفاقيات بالاذعان وهو نوع من الاتفاقيات يكون فيها طرف لاحول ولا قوة له في مناقشة مواد الاتفاق ... عليه فقط ان يوقع دون ان يعدل أي من البنود حتى لو كانت ظالمة , ولذلك تجد الطرف المستفيد منها أو الذي وضع يمعن في تأمين نفسه من التقاضي والتظلم ويثقل كاهل الطرف الاخر وهو المواطن في الغالب ببنود (توديه في ستين داهية) دون أن يحتج ولانه محتاج للخدمة فالصمت وبلع الظلم هو الغالب , من هذه الاتفاقيات ما يوقع مع شركات الاتصالات والكهرباء والمياه والاراضي وبعض عقود التوظيف وغيرها من عقود الخدمات التي لا مجال لمناقشتها فالاحتجاج عليها يعني الحرمان من الخدمة .
هناك نوع آخر من الاذعان يمارس على المواطن دون أن يحتج وهو الموظف المسؤول عن الخدمة الذي يمكن أن يخرج من موقعه دون أسباب مقنعه وحينما يعود يجد المراجعين مزدحمين بسبب تأخيره أو غيابه فيمارس سلطاته في الطرد والنرفزة (والما عاجبه يمشي).
شاهدت منظر مؤلماً في مطار الخرطوم في الايام الفائته عند مكتب تأشيرة الخروج من المطار .. فجأه غاب الضابط المسؤول وهو الوحيد المخول له توقيع التصديق على التأشيرة ولعلم القارئ التأشيرة في المطار تمنح للمسافرين في ذات اللحظة , بمعنى أن كل المتقدمين لها سفرهم معلق بتصديق الضابط المسؤول ,بغيابه تكدس المسافرين في انتظار وهم في حالة قلق وغضب , كتموا غضبهم وظهر قلقهم , احتجوا في صمت دون أن يجدوا اي اجابة وحينما عاد , (صرصر وشه) وطلب منهم الخروج خارج المكتب والوقوف في صفوف ولأنهم محتاجين أذعنوا للتوجيه على مضض , لم يكلف نفسه الاعتذار ومعاملة الناس بلطف بل العكس تماما ً ...
هذه الاتفاقات وهؤلاء الناس من يحاسبهم لا أحد , في الجانب الاول الاتفاقيات يمكن لجمعية حماية المستهلك وجمعيات حقوق الانسان أن تراجع هذه القوانين وتطالب بإعادة صياغتها لتحافظ على حقوق المواطن, أما الموظفين فلا مجال الا للشكوى الى الله الذي لا يظلم عنده أحد ؟!
sudanexpo@hotmail.com
///////////