حرب مربكة تقوي الإرهاب وتغذيه
كلام الناس
noradin@msn.com
*من المهم لنا وللاخرين النظر للأحداث الجارية التي بدأت تتفاقم في الاونة الاخيرة من جميع جوانبها‘ والتحسب لتداعياها ومخاطرها.. وكنا قد نبهنا عند إدانتنا للأعمال الإرهابية التي جرت في أكثر من دولة في العالم‘ إلى ضرورة عدم تكرار أخطاء الماضي وعدم الدخول في مغامرات أخرى غير محسوبة العواقب.
*أعدنا للأذهان تداعيات الحرب الاستباقية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية عقب تفجيرات الحادي عشر من نوفمبر2011م والأضرار التي سببتها في عدد من بلدان العالم وفق حسابت خاطئة ومعلومات مضللة تم الإعتراف بها بعد أن وقع الفأس على الرأس.
*نجدد تنبيهنا للذين لم يستفيدوا من هذه الأخطاء التي مازالت ماثلة بحجة محاربة الجماعات الإرهبية - بمختلف مسمياتهم المذهبية - دون أن تقضي على الإرهابيين‘ بينما تستمر الأضرار على البلاد المستهدفة‘ خاصة سوريا التي ازدادت الهجمات العسكرية عليها عقب تفجيرات باريس الأخيرة.
*أخشى ان نكون "كمن ينفخ في قربة مقدودة" فقد زادت فرنسا من حجم مشاركتها في الحرب على سوريا تحت عنوان " تدميرتنظيم الدولة الإسلامية" رغم المحاولات الدولية الداعية للوصول إلى حل سياسي لمعضلة مستقبل الحكم في سوريا.
*وسط هذه الربكة التي سببتها حمى فوبيا الإرهاب أسقطت تركيا طائرة روسية كانت تقترب من حدودها واوضحت تركيا في تصريحات عقب اسقاطها انها قد حذرت الطائرة من إختراق الحدود التركية.
*لسنا بصدد استجلاء الموقف الذي لايكاد يبين وسط التصريحات المتبادلة من الجانبين التركي والروسي‘ لكنا نؤكد مجدداً التنبيه لتدارك هذه الحرب قبل الإنجراف في حرب كونية جديدة.
* نحن لانقول ذلك للتقليل من أهمية التضامن الدولي والمجتمعي للقضاء على الإرهاب‘ لكننا نساند الوسائل الإيجابية التي لخصتها مقررات قمة العشرين الداعية للقضاء على الإرهابيين مباشرة وتجفيف مصادر تمويلهم.
*كذلك لابد من التنبيه للمحاولات المغرضة التي تحاول إثارة الفتن الدينية والإثنية وحصر الإرهاب على دين معين أو إثنية محددة رغم أن التاريخ يحفظ شواهد كثيرة على العمليات الإرهابية الدولية التي إستهدفت الشعوب وعرضتهم لعمليات إبادة جماعية معروفة .. ومازالت.
*نخشى تفاقم ردود الفعل الإنتقامية الإنفعالية واتساع دائرة الجرائم الإرهابلية تحت مظلة محاربة الإرهاب فيما تتغذى الجماعات الإرهابية وتتقوى من بعض الذين يدعون الحرب عليها.