لجان الحوار الغارقة في المحاور
noradin@msn.com
كلام الناس
*هناك قصة قصيرة قرأتها منذ زمن مضى حتى نسيت إسم مؤلفها بعنوان"لاأحد" تحكي عن تكرار التجارب البشرية دون تدبر أو إعتبار على هدي النهج الجاهلي"هكذا وجدنا أباءنا".
*واضح أن هذه التجارب تتكرر رغم إختلاف الأزمنة والأمكنة ففي أستراليا مثلاً تتكرر حوادث الحرائق المؤسفة في كل صيف عند اشتداد حرارة الجو‘ وتقضي على الأخضر واليابس في بعض المناطق .. ومازالت تندلع عند إشتداد درجة الحرارة حتى أصبحت من الأخبار العادية.
*عندنا تتكرر حوادث السيول والأمطار ويتضرر منها أولئك الذين يبنون مساكنهم العشوائية في المناطق المنخفضة التي لاتسلم من مخاطر السيول والأمطار دون الإستفادة من التجارب المأساوية السابقة.
*للأسف على الصعيد السياسي العام هناك إصرار على السير في ذات النهج الجاهلي‘ أي في الطريق الذي اختاره أباء هذه السياسات رغم الأثار الضارة التي خلفتها .. خاصة السياسات الإقتصادية.
*هذه الأثار الضارة ملموسة بصورة واضحة في معاناة المواطنين في ظل إنفلات أسعار الدولار والأسعار التي لم يسلم منها الدواء الذي يحاول كل طرف التنصل من مسؤولية إرتفاع اسعاره.
*مرة اخرى نحن ندرك أنه مالم يحدث إختراق إيجابي حقيقي يخرج السودان من دوامة الإختناقات القائمة فإنه لايمكن تحقيق الإستقرار الإقتصادي اللصيق الصلة بالإستقرار السياسي والإستقرارالأمني.
* إننا لانعول كثيراً على مخرجات حوار قاعة الصداقة إلا أن ما يرشح منها من أخبارتزيدنا إحباطاً وتشاؤماً من جدوى هذه التظاهرة السياسية التي تحتفي بكل من هب ودب تحت مختلف المسميات والألوية دون أن نرى طحناً مثمرا.
*نقول هذا بمناسبة التصريح الذي أدلى به عضو اللجنة الإقتصادية في مؤتمر الحوار ادم عبدالله الطاهرالذي قال فيه أن المحاور المتفق عليها ستقود البلاد إلى بر الأمان‘ لنكتشف بعد كل هذه المداولات أن ما تم الإتفاق عليه في اللجنة الإقتصادية هو المحاور.
*قال عضو اللجنة الإقتصادية أن اللجنة تداولت حتى الان في ٨٥ ورقة مقدمة من الأحزاب والحركات المشاركة في الحوار وتم الإتفاق على عشرة محاور.
*لم يقصر عضو اللجنة - جزاه الله خيراً - في توضيح هذه المحاور وهي محور التنمية البشرية والبحث العلمي ومشاكل الإقتصاد والإصلاح المؤسسي والإستثمار والقطاعين العام والخاص وقطاع الخدمات والقطاع المالي والمصرفي وعدالة توزيع الثروة.
*طمأننا عضو اللجنة الإقتصادية بأن اللجان العشرة التي صنفت المحاور تضم خبراء من داخل السودان وخارجه لتشخيص المشكلة الإقتصادية وأضاف قائلا : نحن متفائلون بوضع حلول لهذه المشاكلات الإقتصادية خلال مخرجات الحوار تقود البلاد إلى بر الامان.
*ألا يكفي هذا التصريح الفضفاض الذي بشرنا فيه عضو اللجنة الإقتصادية بالإتقاق على " المحاور" بعد التداول في ٨٥ ورقة مقدمة من الأحزاب والحركات لتدفع من يهمه الأمر لإتخاذ خطوة شجاعة توفركل هذا الجهد والوقت والمال بدلاً إهدار كل ذلك في بحر التنظير الممل.
*لن نمل القول أنه ليس من مصلحة أي طرف في السودان إستمرار الدوران في فلك السياسات القائمة التي خبر الجميع اثارها الضارة .. والحل واضح ومعروف و لن يجيئ من مثل هذه اللجان الغارقة في المحاور.